أخبار مختارة

مصدوم من عنف قوات الأمن.. “الراكوبة” تنشر بيان الخبير المستقل في ختام زيارته للسودان

بيان أداما دينغ، خبير الأمم المتحدة المعين المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، في ختام زيارته للبلاد في 4 حزيران/يونيه 2022.
صباح الخير لكم جميعًا وشكرًا على حضوركم.
أولاً، أود أن أقول إنني صدمت بمقتل شاب أمس اثناء التفريق العنيف للاحتجاجات من قبل قوات الأمن بمناسبة احياء ذكرى مجزرة فض الاعتصام  في 3 يونيو المؤيد للديمقراطية في الخرطوم عام 2019. لقد دعوت كما دعا العديد من الآخرين – إلى ضبط النفس أمس. ومع ذلك، يبدو أن هذه الدعوة لم يتم الاستجابة لها، ووفقًا لمعلوماتنا، تم استخدام الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين. لا يمكن أن يكون هناك مبرر لإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين العزل. وبحسب ما ورد توفي هذا الشاب بعد إصابته برصاصة في صدره. هذه مأساة – كل حالة وفاة هي مأساة للسودان – شاب آخر تعيش عائلته في حداد اليوم. يجب التحقيق في قتله على الفور، ومحاكمة الجناة. سأتابع هذه القضية وغيرها من حالات انتهاكات حقوق الإنسان في حواراتي المستمرة مع السلطات.
يصادف اليوم اختتام زيارتي الثانية إلى الخرطوم بصفتي خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان. وأود أن أعرب عن تقديري للسلطات على تعاونها وتيسيرها زيارتي.
وكان الغرض الرئيسي من هذه الزيارة هو مواصلة تواصلي مع السلطات بشأن الشواغل ومباعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان ذات الصلة بالانقلاب، ومتابعة التوصيات التي قدمتها في نهاية زيارتي الماضية في شباط/فبراير، والاستماع إلى المجتمع المدني وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.
وستسهم نتائج هذه الزيارة أيضاً في الحوار التفاعلي المعزز بشأن السودان الذي سيعقد في 15 حزيران/يونيه 2022 خلال الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان، الذي سينظر فيه المجلس في التقرير الكتابي الشامل عن حالة حقوق الإنسان في السودان الذي أعددته بالتعاون مع المكتب المشترك لحقوق الإنسان في السودان. وسيتم نشر التقرير في 7 يونيو.
وخلال هذه الزيارة، التقيت بوزيري الخارجية والعدل المكلفين والنائب العام المكلف، فضلا عن الآلية الوطنيةلحقوق الإنسان. لسوء الحظ، لم يكن الجنرال محمد حمدان دقلو متاحًا لمقابلتي، ولكن ربما أقابله لاحقاً اليوم. ومن المقرر عقد اجتماع مع الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، قبل أن أغادر بعد ظهر اليوم. كما التقيت بممثلي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أو أسرهم ومسؤولي الأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي.
لقد تأثرت بشجاعة وتصميم المدافعين عن حقوق الإنسان وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وأسرهم وسط التحديات التي يواجهونها. وتبرز تجاربهم مدى تعقيد وحجم تحديات حقوق الإنسان التي يواجهها الشعب السوداني والفجوات المستمرة في المساءلة والمحاسبة.
في اجتماعاتي مع السلطات، رحبت برفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ، وكذلك إطلاق سراح مسؤولين رفيعي المستوى تابعين للجنة التفكيك الشهر الماضي. غير أنني شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر جرأة وملموسة لتحسين حالة حقوق الإنسان لبناء الثقة ؛ وحثثتهم على الإفراج عن جميع الأشخاص الموقوفين بموجب قانون الطوارئ،  وفق ما أوصى به مجلس الأمن والدفاع ؛ وتقديم تأكيد واضح وعلني بأن مرسوم الطوارئ المؤرخ 24 كانون الأول/ديسمبر، الذي ارتبط بمدة حالة الطوارئ، لم يعد ساريا ؛ وضمان وضع حد نهائي لاستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين والاعتقال والاحتجاز التعسفيين ؛ وضمان إحراز تقدم ملحوظ في التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان وإجرائها بما يتماشى مع القانون الدولي والمعايير الدولية.
لقد عبرت عن قلقي العميق من انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة منذ الانقلاب. من غير المقبول ببساطة مقتل 99 شخصًا وإصابة أكثر من 5000 نتيجة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن المشتركة ردًا على الاحتجاجات. كما أعربت عن قلقي إزاء الاعتقال التعسفي والجماعي والاحتجاز الانفرادي في كثير من الأحيان لأعضاء لجان المقاومة والمتظاهرين والناشطين والإعلاميين وغيرهم في سياق الاحتجاجات  والعنف الجنسي  وأعمال التعذيب وسوء المعاملة أثناء الاعتقال وأثناء الاحتجاز وعدم وجود محاكمة عادلة وضمانات للإجراءات القانونية الواجب اتباعها.
وفيما يتعلق بالمحاسبة، أُبلغت بأن لجنة التحقيق التي شكلتها السلطات للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة منذ الانقلاب أكدت أربع حالات عنف جنسي في سياق الاحتجاجات وأحرزت تقدما في التحقيقات في قتل المتظاهرين. ومع ذلك، شددت للسلطات على الحاجة إلى تسريع العملية وتقديم معلومات للجمهور حول تقدم عمل اللجنة.
وفي التقرير المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان، أشرت إلى المعلومات التي قدمتها السلطات في شباط/فبراير بشأن عدد ضباط الشرطة الذين قتلوا وجرحوا أثناء الاحتجاجات. أفهم أن قضية محمد آدم، المعروف باسم توباك، وهو متظاهر شاب تم القبض عليه للاشتباه في تورطه في وفاة عميد شرطة خلال مظاهرة في يناير، التقيت بأسرته عندما كنت هنا في فبراير، انتقلت القضية الآن إلى المحاكمة. إنني أحث السلطات على ضمان حق الجميع في المحاكمة عادلة.
كما شاطرت قلقي إزاء التراجع الحاد في التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية منذ الانقلاب، بسبب تدهور الاقتصاد، وعدم الاستقرار السياسي، وارتفاع الأسعار – وخطر ضعف المحاصيل هذا العام، والتي من المتوقع أن تزيد بشكل كبير من عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر. ودعوت السلطات إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمنع حدوث ذلك، باستخدام أقصى قدر من الموارد المتاحة والسعي للحصول على دعم دولي، حسب الاقتضاء.
كما عبرت عن قلقي إزاء الصراعات القبلية والهجمات الواسعة النطاق ضد المدنيين في دارفور، بما في ذلك الأحداث التي وقعت في الفترة من 22 إلى 24 نيسان/أبريل في كرينيك وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 172 شخصا، جميعهم تقريبا من قبيلة المساليت، وتشريد الآلاف. ويجب إجراء تحقيق كامل في هذه الأحداث، ويجب بذل جهود جادة وشاملة لاستعادة السلام ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. ويلزم التعجيل بتنفيذ الترتيبات الأمنية المتوخاة في اتفاق جوبا للسلام ونشر المزيد من قوات الأمن المشتركة في المناطق الساخنة في دارفور لحماية المدنيين، بمن فيهم المشردون داخليا، بمن فيهم النساء والأطفال.
وفي الختام، أشجع جميع السودانيين على الإسهام في الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية واستئناف الإصلاحات القانونية والمؤسسية الهامة التي بدأتها الحكومة الانتقالية. وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد أن أي مبادرات سياسية يجب أن تقوم على حقوق الإنسان إذا أريد لها أن تنجح وأن تشمل العدالة والتعويضات للضحايا ومساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وينبغي أيضا أن يكون هناك التزام قوي بحماية المدنيين. شكرًا مرة أخرى لجميع اللذين أخذوا وقتهم للقاء معي، وشكرًا لمكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في السودان على دعمهم المستمر لولايتي، وشكرًا لكم جميعًا. أتمنى أن يأتي السلام والازدهار قريبًا إلى هذا البلد الجميل!
إنتهى.

‫15 تعليقات

  1. شوفوا باالله الاسود المعفن دا لافي علي افريقيا وبيعمل تقارير تضر بيها وهل بيقدر يمشي امريكا ويرفع تقرير لما يتم قتل طفل او شيخ او مراة او مجنون سود لا طبعا الشطارة حقتوا في بلاد افريقيا وبعدين واحد عسكر قتل متظاهر دي ليست قضية عامة او مقتل شعب وفقط يتم القبض علي العسكر ويتم اعدامه وخلاص والقضية انتهت مثل ماتفعل امريكا واسرائيل لما تقتل الناس و مامحتاجة لوحد اسود ينقلها لامريكا والعالم عشان يتم عقاب الحكومة بسببها وبعض السودانيين والقحاتة حمقه وجهله الوحد عدوا لبلده ماسمعنا مصر او غيروا من الدول دعت حقوق الانسان عشان يجوا يحضروا المظاهرات المدبره والمخطط ليهم ويكون فيها مقتل متظاهر ويصوروا ويسجلوا ويمشوا لعقاب الحكومة ماسمعنا بي الخونة الا في السودان واي قتل لمتظاهر هي قضية فردية وخاصة ويتم التعامل معاها ويتم عقاب الجاني وانتهينا وبس ومفروض ماتزكر في الاعلام ذاتو ويكبروا الموضوع وعشرات بيموتوا في امريكا بيد العسكر او العنصريين حصل شنو القيامة قامت وهل بيتم عقاب امريكا واشمعنا الموضوع عادي وبس ومن هنا وجاي زيارة اي شخص من امريكا او حقوقي تكون بي الليل بس لما الناس تنوم عشان مايكون هناك مظاهرة او موت اويتم اللقاء في المطار او يتم اللقاء في دوله اخري

    1. اقتباس:
      “زيارة اي شخص من امريكا او حقوقي تكون بي الليل بس لما الناس تنوم عشان مايكون هناك مظاهرة او موت اويتم اللقاء في المطار او يتم اللقاء في دوله اخري”

      ما شاء الله … الفهم قسم ..

      وبالمناسبة … كل السودانيين افريقيين واقع جغرافى وسود حقيقة بيولوجية، ولا يوجد بيض سودانيين بعد مغادرة البريطانيين …

      وللمعلومية وقطا للشك اسم البلد “السودان” !!

    2. والله مافي معفن غيرك ولا تتسى انك برضه أسود والا فاكر نفسك أبيض، الله يخزيك

    3. لو قامت الحكومة بعقاب قتلة المتظاهرين لما تمت ادانة بلدنا وعقابها
      ما حصل عقاب لاي عسكري قتل متظاهر والاسوأ من ذلك انكار ان القتل تقوم به الاجهزة الامنية والقاء التهمة دائما على طرف ثالث مجهول.

    4. (بعدين واحد عسكرى قتل متظاهر دى ليست قضية عامة او مقتل شعب) …. حسبى الله ونعم الكيل فيك وفى اى كوز لانكم كلكم رمم فهمكم واحد الحامل دكتوراة او عامل بسيط … انكم جهل يمشى على قدمين والنار مثوى لكم يوم القيامة باذن الله لانكم تناصرون الباطل وتقفون ضد الحق …

  2. وحتفوق من الصدمة متين ؟ انتو جايين تاخدوا مخصصات ورواتب دولارية عشان تعبروا هنا عن اندهاشكم وصدمتكم نحن عايزين حلول عندكم بها ماعندكم اشوف تتخارجوا من سكات

  3. هذا المندوب اسر المفقودين والشهداء والمصابين يشتكون من ديكتاتوريته بعدم السماح لهم بمقابلته يعني يوجد محاصصات في مقابلته بتدبير من الشاويش البرهان وحميرتي وفلول الكيزان وقناة الخنزيرة العميلة قطعت فجاءة المؤتمر الصحفي لطمس الحقايق ولكن الثوار مفتحين والثورة مستمره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..