مقالات وآراء

طير البقر !

* “الاستثمار الأجنبي احال الصحراء الجرداء في الولاية الشمالية الى حقول قمح زاهية يتبختر فيها طائر البقر، وعلى المواطنين الكرام وضع الاستثمار الأجنبي في مكانه الصحيح دون تفريط في حقوقهم المشروعة. ما رايته من انتاج وفير في مشروع امطار يثلج الصدر ويؤكد ان للسودان مستقبلا واعدا “!

* من المؤسف ان يكون صاحب هذا الحديث الشاعري الجميل هو وزير المالية (جبريل إبراهيم) بعد زيارة الى مشروع أمطار في الولاية الشمالية، بدون ان يسأل نفسه ماذا استفاد المواطن او الحكومة او الدولة السودانية من هذه المشروع قبل أن يتغزل فيه ويكتب هذا الشعر الجميل !

* لا ادرى كيف يفرح شخص عادى دعك من (وزير مالية) لوضع الارض السودانية بمساحات ضخمة تبلغ الاف الافدنة ولمدة 99 عاما (سواء في مشروع امطار او غيره) في يد الأجنبي بدون مقابل، ليديرها بمزاجه وعلى كيفه بدون أن ينتفع منها السودان والمواطن السوداني بشيء، وعدم الالتزام بالضوابط والشروط التي تستهدف حماية السيادة الوطنية، وعدم وقوع اضرار على الدولة والاجيال القادمة، بالإضافة الى تحقيق أقصى درجات الانتفاع من الاستثمار الأجنبي!

* يتحدث الوزير السعيد عن (حقول القمح) بينما الحقيقة المؤلمة ان معظم المساحات المستغلة مخصصة لزراعة البرسيم الذى يستهلك كميات ضخمة من الماء، لذلك وضعت الدول ضوابط صارمة لزراعته، وأوقفت اخرى زراعته باستخدام المياه الجوفية ومنها (السعودية) ودول الخليج التي اتجهت شركاتها الى الدول الفقيرة التي يستشرى فيها الفساد وانعدام المؤسسية، وسلطوية القرار، للبحث عن البديل، فوجدت فيها ما لم تكن تحلم به من أراضي شاسعة تُمنح بلا مقابل، وتسهيلات ضخمة وتجاوز مريع لضوابط الاستثمار المتعارف عليها!

�* اول واهم هذه الضوابط عدم اهدار المياه الجوفية، وعدم الاضرار بالتربة والبيئة باستخدام مخصبات ومبيدات كيماوية ذات أثر ضار (حالي ومستقبلي)، ويجب على الدولة أن تتأكد من ذلك بوجود آليات رقابة حكومية مستمرة، بالإضافة الى إلزامه والتأكد من استخدامه لطرق زراعية تضمن عدم اهلاك التربة والموارد المائية!

* ثانيا، استيعاب العمالة الوطنية بكل تخصصاتها بنسبة معقولة، بالإضافة الى تدريبها وتأهيلها لتستفيد منها الدولة !

* ثالثا، تخصيص جزء من الانتاج للسوق المحلى، وتوفير عملة حرة للبلاد بنسبة معينة من عائدات التصدير !

* رابعا، توفير الخدمات الضرورية للمواطنين المقيمين حول المشروع، مثل ماء الشرب النظيفة والطاقة والتعليم والصحة، أو المساهمة فيها بنسبة معقولة!

* هذه بعض الضوابط، وللأسف فان كل المشروعات الاستثمارية الاجنبية في الشمالية لا تلتزم بها، فمعظم العمالة حتى في المستويات الدنيا أجنبية، وهى لا تقدم أي نوع من الخدمات لأهالي المنطقة، بالإضافة الى تصدير كل الانتاج بدون أن تعود منه منفعة واضحة على البلاد رغم الأراض الواسعة الممنوحة لها بدون مقابل والاعفاءات والتسهيلات الضخمة التي يساء استخدامها بطريقة غير مشروعة والتربح باستيراد عربات وبيعها في السوق المحلى بأسعار عالية جدا وتحقيق ارباح ضخمة منها !

* أما الاسوأ، فهو اهدار المياه الجوفية، باستخدامها في الري، واستخدام وسائل ري مهلكة للمياه مثل الابراج ليتضاعف الضرر عشرات المرات، بالإضافة الى احتكار كمية ضخمة من الأرض عشرات السنوات بدون استغلال، وحرمان البلاد من الانتفاع منها!

* بالله عليكم ما الذي كان سيتضرر منه وزير المالية بسؤال المختصين والخبراء واهل العلم وما اكثرهم في بلادنا، عن هذا الاستثمار وماذا استفاد منه السودان وشعب السودان طيلة السنوات الماضية، قبل ان يتبختر في الحقول الزاهية ويخرج مزهوا ليطلق التصريحات عن السعادة التي يجدها (طير البقر) في تلك الحقول، وليس الانسان السوداني أو حتى البقر السوداني!

الجريدة

‫8 تعليقات

  1. يبدو ان كتابنا لم يجدوا ما يكتبوه فاصبحوا يصبوا جام غضبهم على اي تصريح لمسؤول لا يروق لهم خاصة ممن يصفوهم بأعداء الثورة فلا أعتقد ان كلام الوزير يحتمل كل هذا الهجوم فهو وزير قدم لهذه الوزارة من ايام قلايل ولم يطلع على عشر المعلومات الخاصة بوزارته كما ان وزارة الاستثمار لديها وزير خاص وليس من اختصاصه وضع قانون الاسنثمار ولم يكن هو طرف في هذا القانون ولكن حتى ولو كان في القانون امور يجب تداركها فقدوم هؤلاء المستثمرون هو امر طيب وفتح لنا بابا كنا نظنه عصيأ علينا ونبهنا الى اننا نملك كنوزا تحت ارجلنا ونحن في غفلة عنها ويمكن ان نغير من القوانين التي تضمن لنا الاستفادة من هذه المشاريع كما ان الولوج لمثل هذه المشاريع يحتاج لراس اموال كبيرة وحتى لو ترك هؤلاء العمل بسبب انتهاء فتراتهم او لاي سبب فهم يكونوا قد تركوا بنى تحتية يمكن بها ان يشغلها اي مستثمر وطني ويعيد خيراتها لصالح شعوبنا وحتى يمكن ان تكون امثله لنا نحن ابناء هذا الوطن لنقدم مشاريع ناجحة تعود بالخير الوفير لنا كمستثمرين ولمواطنينا فانظر اخي للجوانب الايجابية ولا تنظر فقط للجوانب السلبية

    1. ياراجل ..رد علي ماقاله دكتور زهير…هل إتفاق السودان من مشروع أمطار؟؟؟؟ هل تعلم أنه يتم تصدير مائتين حاوية برسيم يوميا الي الأمارات وأوروبا دون أن يدخل دولار واحد لوطنك …بالله عليك أدخل اليوتيوب وأكتب مشروع أمطار وعندئذ سوف تغير في رأيك

    2. طيب شنو الوداهو لمشروع امطار وهو ما عنده علاقة به؟ هل كان ذاك توجيه إماراتي؟

  2. الكوز كوز ولو حمل السلاح
    فكل هذه الاستثمارات المجحفة تمت في عهد إخوته
    وكان كل الكيزان حينها وبمختلف ألوانهم وتلاشيشهم يتباكون علي غزة

  3. نشهد لك يا د. زهير أنك لم تدخر جهداً و لا معلومة و لا دليلاً و لا إثباتاً لتمليك الشعب السوداني تفاصيل هذا المشروع بالذات. من أين و كيف أتى وزير المالية؟
    الكيزان عملوا على تقديس كلمة إستثمار كتكتيك ضمن سياساتهم الكليبتوتقراطية.

  4. يبدو أن كاتب المقال ليس قارئا جيدا و حسب ما اورده كاتب المقال فإن وزير المالية ذكر في خطابه هذه الجملة ( على المواطنين الكرام وضع الاستثمار الأجنبي في مكانه الصحيح دون تفريط في حقوقهم المشروعة. )
    يعني بالعربي كده , الزول عارف الحاصل شنو و قال ليك يا المنطط عينيك , ما تفرط في حقك

    و الخلاصة هي ان الاستثمار ناجح عمليا و ما ينقص هو الا نفرط في حقوقنا

    اظن ان الفكرة الان واضحة و كل مفي الامر هو ان البعض يحتاج الى نظارة

    1. يامخرج امشي اشتغل في السينما فربما يكون هذا هو المجال الذي تجيده فقط، كيف يكون عدم تفريط المواطن في حقـــه ؟؟؟؟ هل المواطن له سلطة في إبرام العقود مع الجهات الخارجية أم أن الدولة الحريصة على حقوق المواطن هي من لا تفرط في هذه الحقوق، وتفاوض في إبرام العقود حتى تخرج بأحسن الشروط وأفضلها وفي الحد الأدنى تستطيع أن تحافظ على جميع المكتسبات من العقود ، وأن لا تعطي المستثمر إلا حقه المتعارف عليه دولياً في عقود الاستثمار ، قال ( على المواطنين الكرام وضع الاستثمار الأجنبي في مكانه الصحيح دون تفريط في حقوقهم المشروعة. ) ياسلام كلام فضفاض لا معنى له لأن هذا الجبهجي يعلم علم اليقين أن لا سلطة لمواطن في حماية حق إلا عن طرق دولة المؤسسات التي تعمل بكل وطنية نظيفة، وهي من تحمي الحقوق لا المواطن الفرد الذي لا سلطة قانونية له وإلى الآن لا يوجد هذه الدولة في السودان وسيظل بلداً لا وجيع له تمرح فيه جحافل المستثمرين الخليجيين مع مستشاريهم الشوام ويفعلون ما يحلو لهم ويحقق مصالحهم فقط فقط دون اعتبار لأي حق لأبناء السودان طالما هناك عملاء ومرتزقة من أبناء البلد لا يهمهم إلا كروشهم ومتعهم الخاصة وليذهب السودان إلى الجحيم

  5. المؤكد ياد. زهير أن الشريك الخفي واحد من الآتي:
    1/ مجرم
    2/كوز متمكن
    3/المؤتمر الوطني
    4/أحد اقرباء المجرمين
    5/التنظيم العالمي
    وبالتالي نصيب الشريك الخفي يورد بالخارج ….وبناءا عليه محاسبة امطار عن الكمية التي تم تصيرها منذ قيامها بالانتاج وتعديل
    عقد الاستثمار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..