قطار السلام

بدأت امس جولة تفاوض جديدة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع
الشمال في اديس ابابا ، ومنتظري الخروج بنتائج ايجابية كثيرون في معسكرات
السلام الخارجية والمحاصرون في مناطقهم والواقعين تحت نيران الطائرات
وصواريخ المعدفية،تبدلت حياتهم من الاستقرار الكامل الي الاستقرار
المؤقت تحت ازيز الطيران ونيران المدفعية ، ليس انسان الجبال والانقسنا
وحدهم من ينتظرون هذا الامل ، انسان دارفور نازحا ولاجئا ، ينتظر العودة
الي قريته الاصلية المحتلة من مجموعات مستجلبة من الخارج ،ومرتزقة يهون
القتل ولاشئ غيره ، والسلام بات مطلب شعبي حتي لانسان المناطق المستقرة ،
لان ابناءهم يرمي بهم في طاحونة الحرب التي لا نفع من وراءها ، الا
البكاء والعزاء عليهم ، ويتساءولون لماذا يقاتل ابناءنا اخوانهم في نفس
البلد. ان السلام اذا ارادوا له النجاح ، علي الدولة ان تقدم تنازلات
كبيرة ، وليست تنازلات شكلية ، ومعالجة جراح الحرب ونفسية الضحايا من
فقدوا اهاليهم واقاربهم وممتكاتهم في مناطق كانت الاكثر استقرارا قبل عقد
من الزمن .لن يصل قطار السلام الي محطته النهائية ، في حال اصرار الدولة
علي تمسكها برأيها حول السلطة والثروة ، وترفض تقسيمها بعدالة مع الاخرين
.والامر الاكبر معالجة الجروح التي تشوهت ومحاسبة من ارتكب الجرائم بحق
الضحايا ، وتقديمهم للعدالة كي يشعر من تضرروا ان الدولة تهتم لمآساتهم .
واسترداد مافقدوه من اراضي وتعويض مادي ومعنوي لهم . ان السير علي طريق
هذا السلام ليس مفروشا بالامل وحده ، والعقبات التي تضعها الحكومة ليست
حاسمة وكافية ، والاتكال علي الحسم العسكري لا يزيد الوضع علي الارض الا
مأساة جديدة ، وتجديد الجراح التي لم تندمل الي الان . ان القطار سيصل
اذا تخلت الحكومة عن فكرة القضاء علي معارضيها المسلحين . الجميع ينتظر
هذه اللحظة في المعسكرات بمسمياتها المختلفة هذا القرار الشجاع الذي
يحتاج الي اناس شجعان واقوياء يعترفون بحق الاخر في العيش بسلام ويعود
الي ارضه ، لكن من بنوا الدولة بفوهة البندقية والدبابة اصبحوا مرضي بخوض
الحروب ، لانها مكسب مادي لهم ومعنوي لمواصلة ابادة شعوبهم دون ان يرف
لهم جفن ، لن تبكيهم طفلة تتخذ من البلاستيك مبني لها في فصل الصيف
الحاسم . انها دولة لا تقيم انسانها ، وتقيم مجنزراتها وبندقيتها علي
الانسان ، وتسعد عند موت المئات من الابرياء ، وتقيم افراح شهداءها عندما
موت احدي المرتزقة . ان قطارها يسير علي قضيب خشبي يتكسر .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..