اتحاد الصحافيين .. الحق الضائع

لا لن تقنعني وغيري كثر من زملاء المهنة عمليات التجميل الكثيفة التي زادت وجه انتخابات اتحاد الصحافيين قبحا فوق الذي تركته إدارة تيتاوي على وجه الاتحاد، ومنطلق عدم اقتناعي بما تم ليس منطلقا سياسيا او نابعا من اجندات خفية تحركها عمالة مدسوسة كما يُدمغ كل من يخالف الرأي في هذا العهد من الزمان، ولكن ما دفعني للامتناع عن ممارسة حقي المشروع في اختيار من يمثلني في اتحاد مهنتي التي اتخذتها مصدرا لأكل عيشي هو ما أراه عبثا بالعملية من قبل كوادر الحزب الحاكم التي اتخذت من انتخابات اتحاد الصحافيين مطية اخرى لانتهاك حقوق الآخرين والدوس على مهنية المكتوين بلهيب المهنة، وحتى لا تصيب كلماتي زملاء المهنة الذين لديهم انتماءات سياسية وهذا ليس بعيب حاشا سوف أركز على دوافعي لمقاطعة ما يسمى زورا وبهتانا بانتخابات الصحافيين، وعيوب السجل الانتخابي الذي تمت بموجبه العملية حيث أن السجل حوي (2400) شخص يحق لهم التصويت لاختيار مكتب الاتحاد الجديد وجميعهم اعضاء يحملون ما يثبت ذلك ، فالامر هنا ليس محل تشكيك في عضوية هؤلاء للاتحاد ولكن السؤال المحوري يدور هل هؤلاء جميعا منتمون فعليا وعمليا للمهنة؟.. والاجابة البديهية لا .. باعتبار أن هذا السجل يضم كما يعلم الجميع بمن فيهم اعضاء الاتحاد الجدد انفسهم اعدادا مهولة ممن هم خارج سقف مهنة الصحافة، فمن بين هؤلاء الموجودين في السجل المئات ممن ينتمون لمؤسسات وهيئات حكومية اخرى مستقلة فهناك ضباط منتسبون للقوات النظامية وآخرون موظفون بأجهزة الدولة المختلفة لديهم عضوية الاتحاد وهم ليسوا بممارسين للمهنة يتمتعون بحقوقهم الوظيفية داخل مؤسساتهم وفي ذات الوقت ينعمون بما يقدمه الاتحاد من خدمات، فبربكم هل هذا عدل ..؟ فاللوم لا يقع على هؤلاء باعتبارهم وجدوا ابواب الاتحاد مفتوحة فولجوا دون أن تعترض دخولهم لائحة او قانون منظم او عرف متبع فادارة الاتحاد السابقة لم يكن تطوير المهنة ووضع الضوابط لتنظيمها هدفا لها بقدر ما كان جمع المال مقصدها، بل تغافلت عن وضع ابسط المعايير لتحديد من هو الصحافي الذي يستحق صفة العضوية في الاتحاد .. نعم من حق كل سوداني أن يمارس هوياته واكتساب عضوية اتحاد الصحافيين ولكن يجب أن يكون لذلك ضابط، فماهو الحق الذي يتيح لضباط ينتمون للقوات النظامية او موظفي العلاقات العامة التصويت في انتخابات الصحافيين ..؟، وهل بإمكان هؤلاء اكتساب عضوية اتحاد المحامين مثلا او الانضمام لاتحاد الاطباء باعتبار انها اتحادات مهنية مثلها واتحاد الصحافيين، وهذا لا يمنع أن تمنح عضوية الاتحاد لمن يرغب من غير الممارسين للمهنة ولكن بشروط اهمها أن لا يحق له التمتع بحق الترشح والانتخاب او ما يقدمه الاتحاد من خدمات الا بعد ثبوت انه يمتهن الصحافة فعلا .. ولكن ما يثير الغبن الاحساس بالظلم لدى الصحفي الممارس للمهنة الذي يقتطع من قوت اطفاله واهل بيته رسوم اشتراكه السنوي في الاتحاد ليجد أن ذات البطاقة التي حرم من التنفع برسومها البالغة (75) جنيها تسلم لاناس ليسوا هم من اصحاب المهنة وانما تأتيهم في اماكنهم وبالمجان فهل من العدل المساواة بين هذا وذاك .. ؟، فلا ينصلح حال الصحافة الا باتحاد تختاره قواعد الصحافيين اهل (الوجعة) الحقيقيين، اتحاد يلبي حاجات الصحافيين ويدافع عن حقوقهم الدستورية المشروعة .. اتحاد يفخر جميع زملاء المهنة بالانتماء اليه .. اتحاد يقوم على اللوائح والنظم التي تعيد لاصحاب الحق حقهم وتطرد المتغولين على المهنة ..
صحيفة الخرطوم – الاحد 14 سبتمبر

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يفترض في اتحاد الصحفيين ان يكون ادرى الناس بحال عضويته والظروف التي يعملون فيها.رسوم بطاقة خمسة وسبعين جنيه ليه فيها بدل ترحيل؟ المبلغ ده يجيب الصحفي من وإلي عمله شهر كامل ده غير الرسوم التانية لكن العافية درجات نرجو من الجميع مواصلة النضال حتى يناسب الإتحاد اسمه ويقوم بمهامه في الدفاع عن الحريات وعن الحقوق المشروعة ويشرف الصحفيين والصحافة
    نسأل الله التوفيق والسداد

  2. طبعاً جماعة الحزب الحاكم في الاتحاد القديم والجديد يزعمون ان من حق الآخرين غير الممارسين لمهنة الصحافة التمتع بالبطاقة وغيرها ويقولون ان اللائحة تقول ذلك ولكنهم يدلسون حيث لا توجد لائحة في الدنيا تنظم هكذا تدليس ولكنهم وضعوها من اجل الإتيان بهؤلاء الرهط من الدخلاء علي المهنة كلما احتاجوا اليهم لتجديد وجودهم وسيطرتهم علي الاتحادولذلك رأينا في الانتخابات الاخيرة المزورة كيف جلبوا المئات من منسوبي الحزب الحاكم من الولايات عبر الباصات السياحية ولم يستحوا ان يسلموهم البطاقات المجددة بدون رسوم في قارعة الطريق امام ابواب الاتحاد ليدخلوا مباشرة للتصويت وتزوير ارادة الصحفيين … لقد فعلوها بلا حياء وتحرسهم في ذلك بالداخل وفي غرف مظلمة متباعدة لجان مسجل تنظيمات العمل المسماة ( محايدة ) وهي صورة موغلة في فحش التزوير . المخرج ايها السادة الصحفيين الاحرار الشرفاء جمع توقيعات اكبر عدد من القاعدة الصحفية والدفع بها للمطالبة بتعديل النظام الاساس لاتحاد الصحفيين بحيث يتم ادخال تعريف واضح للصحفي حتي لا تستمر لعبة التزوير والتزييف واهدار مكاسب الصحفيين واستخدام الاتحاد مطية سياسية رخيصة . المطلوب تجميع صف الصحفيين وجمع اكبر عدد من التوقيعات والاستعانة بالدعم القانوني الذي تقدمه العديد من الجهات المحترمة .

  3. ياخي هل تعلم تاريخ الصحافة السودانية؟ كل الذين أصدروا صُحفاً أو كتبوا في الصحف لم يكونوا من خريجي الإعلام ؟ أحمد يوسف، بشير محمد سعيد،نجيله،أحمد محمد الحسن …و حتي اليوم غالب الكتاب و الصحفيين من خريجي كليات أُخري: عثمان ميرغني ،البوني….و حتي خريجي الإعلام يمكنهم العمل في مجالات اُخري مثل العلاقات العامة و هي من تطبيقات علوم الإتصال ! أما الجهات التي ذكرت مثل الشرطة و الجيش فلديها أقسام للإعلام و الصحافة و تعلم إنو الصحافة لم تعُد ورقية فقط !
    تصور الصحف الحالية و هي خالية ممن ذكرت؟
    الكتابة موهبة تُصقل بالتجربة و بالمعرفة (القراءة ،وغيرها من وسائل….)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..