اللهم استر الفقر بالعافية

لم تمض سوى هنيهات على قرار تحرير أسعار الدواء ، حتى وجد جميع المرضى بلا استثناء _ الا من كان من أصحاب اليسار والبسطة في المال _ وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد ومرير ومهمة شاقة وعسيرة وهي كيفية تدبير المبالغ الجديدة المطلوبة لسعر أدويتهم التي تضاعفت الى الضعف وأكثر من الضعف ، وقد عجزت الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى ? شفاهم الله- من شراء حاجتهم من الدواء ،واحتشد مشهد الشارع العام بعشرات الحكايات المحزنة عن هذه المأساة ، منها حكاية المواطن أنور محمود التي طارت بها الأسافير وغيرها الكثير الذي لم يجد حظه في الوصول لأجهزة الاعلام ومواقع التواصل ،ومن المؤكد أن بعض قراء هذه الصحيفة ان لم يكونوا كلهم قد وقفوا على حكاية من هذه الحكايات التي تنفطر لها القلوب ، ومن المؤكد أيضا أن بعض هذه الحالات قد هيأ الله لها بعض أولاد الحلال فحلوا مشكلتها ، مثل المواطن أنور الذي أفاد بأن احدى الشركات تكفلت بتوفير أدوية السكر له ، وربما قيض الله لمرضى آخرين من يفرج كربتهم الدوائية ، ولكن رغم أن كل هذا يعد عملا مجتمعيا تكافليا محمودا ، الا أنه يبقى محدودا جدا ولمرة واحدة ومع مريض واحد ، أما الترتيبات التي قيل إن الامدادات الطبية قد شرعت فيها لافتتاح سبعين صيدلية لبيع الدواء بأسعار مناسبة ، فلك عزيزنا القارئ بعد أن تضع خطين تحت عبارة ( أسعار مناسبة ) أن تسأل عن ما فعلته تجربة أسواق البيع المخفض ليتم تكرارها مع الدواء ?
مع هذا الواقع المرير مع الدواء المر ، يبدو لي أن أكثر دعاءين يرددهما الناس هذه الأيام هما ( اللهم استر الفقر بالعافية ) و ( يارب من القوة والى الهوة ) ، ومع كتابة قرار تحرير أسعار الدواء كأنما كُتب على الناس أن لا يمرضوا، وإذا مرضوا فما عليهم إلا أن يتحملوا مسؤولية مرضهم كاملة في انتظار إحدى الحسنيين، إما شفاء يهبط عليهم من السماء بقدرة العزيز المقتدر الشافي من كل وباء والكافي من كل بلاء، أو يسلمون الروح إلى الرؤوف الغفور الرحمن الرحيم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الصحافة
اخر مقالك دعوة للاستسلام
فضلا
لا تقتل الهمم
يا رب من القوة الى القوة…. ان شاء الله