بؤس المعارضة.. هل من مزيد

لو اطّلع أحدكم على أدق التقارير الحكومية، وتقييمها لنقاط قوتها، لوجد أنهم يرصدون أن مصدر قوتهم الأول هو ضعف وهزال المعارضة الحزبية.. ومن يدري لعل الحكومة قررت ذات (مزاج ) أن تتخلى عن السلطة، وتسلمها طائعة مختارة عبر انتقال ديمقراطي إلى الأحزاب، ولكنها (حكت) ذقنها فجأة وتساءلت، ما الذى يجعلها ويدفعها إلى ذياك التنازل؟.
للأسف خاب رهاني عندما دافعت عن الندوات واللقاءات الجماهيرية التي نظمتها المعارضة عقب إعلان الحوار في يناير الماضي، وقلت إنها ستستمر وتتراكم، ولكن السادة في قيادة هذه الأحزاب أخرجوا لنا ألسنتهم لا ليكيدوا لنا ويسخروا بل ليأكدوا أن نفسهم القصير قد انقطع ولا طاقة لهم بالمواصلة…. أحزاب تعارض منذ ربع قرن، وتطالب بإطلاق سراح العمل الحزبي والجماهيري، وعندما يسمح لها تتحس تحت لسانها فلا تجد ما تقوله، هذا عن مشائخ الأحزاب وكهولها، فماذا عن شبابها؟ باستثناء ندوة شباب الاتحاديين، وشباب حزب المؤتمر السوداني، ستتلفت دون أن تجد لأحدهم فعلاً أو قولاً، اللهم إلا النشاط الإسفيري الكسول في حقيقته والثائر والمندفع في مظهره، ثم لا شيء،
لو اطّلعتم على شباب حزب الأمة في هذه المجموعات الكلامية، وهم ينقسمون بين الصادق المهدي وكريماته، وبين إبراهيم الأمين، وقادة التيارات السبعينيين والثمانيين، لفهمتم وعرفتم لماذا استمرت الإنقاذ خمساً وعشرين عاماً كاملة.. شباب في مقتبل العمر، وفي قمة فتوتهم ونشاطهم وطاقتهم يتكاثرون حول الزعامات والقيادات التي استمرأت الفشل والخيبة، يدافعون عن هذا، ويغضبون لذاك، ثم يقف أحدهم حائراً عندما تطلب منه كتابة رأي يخصه هو دون أن ينظر في دفاتر القادة الورقيين هؤلاء،
أول أمس قرأت في صفحة أحد الإعلاميين الاتحاديين حديثاً منسوباً إلى حاتم السر يحتفي فيه بوصية مولانا الميرغني، الذي طلب منهم أن يأخذوا بمشورة مولانا محمد الحسن الميرغني.. فضحكت حيناً، وذهلت أحياناً أخرى، وتساءلت أين الحزب الاتحادي الديمقراطي؟، هل هو حيٌّ فيرجى أم ميت فينعى؟، هل هو في العير؟ أم في النفير؟، هل هو ممن (يجدعون) (أم الذين يأتون بالحجارة)؟، من يعطيني وصفاً لموقف الحزب الاتحادي؟، من يخبرنا عن موقعه؟، في القصر أم الشارع؟، هل هو حاكم أم معارض؟، أم وسيط يأكل في مائدة معاوية، ويصلي مسبوقاً بغير وضوء، متلفتاً خلف الإمام
علي؟.
ما هي إستراتيجية المعارضة مكتوبة كانت أم شفاهية؟، لماذا يتسرب رموزها كل يوم ويصمتون ويختفون؟، لماذا هي بكل هذا الهزال؟، وهل معارضة كهذه تستطيع أن تقنع الناس بأي مشروع من مشاريع التغيير؟، هذا مخيف، فالغياب الدرامي للقوى المعارضة يخبئ من خلفه قوى أخرى لن تكون مرئية الآن، وليست في حسابات أحد، ربما ستتشكل فجأة لتملأ هذا الفراغ المهول، وستكون هذه القوى غير مضبوطة بميثاق ولا رؤية، ولكنها تمتلك طاقة جبارة للفعل، والتأثير، وتحديد ملامح المستقبل، الذي لن يتنبأ بها أحد…
نعم ضعف المعارضة الحزبية مخيف أكثر من تخبط الإنقاذ.

التيار

تعليق واحد

  1. ههههههههه شباب المعارضة مشغولين بالنبز وكشف العورات وقالو وقلنا وقالو لينا عايز منهم شنو تانى . كيف سبتمر الاخير فشلو حتى فى افتعال مظاهرة واحدة يا سيدى

  2. أستعحب لكلامك عن النفس القصير وانت من أولئك الدين شقوا صف المعارضة فى يوم من الايام تحت دعاوى الحوار والمصالحة وبعد قبضتو قبضتكم وتم لفظكم من قبل النظام عدتم مرة أخرى للمعارضة ومن يدرى ربما ليلمع نجمكم من جديد لتتم مساومة أخرى تدر عليكم أكثر من سابقتها. أرجو ان تلزم الصمت يا حسن وتدع هده المقالات المسمومة والتى نهم تماما من وراءها.

    ان عدتم عدنا……

  3. الاستاذ حسن لك التحيه .. المراجع لتاريخ الاحزاب التقليدية و زعاماتها في السودان يتيقن ان هذا الاحزاب لم تجتهد او تناضل في يوم من الايام (لقتها بارده ) وهم الان يعلمون يقينا كما نعلم ان الكيزان يلعبون في الوقت الاضافي و مهزومين 15/0 و مع الاسف لازالوا ينتظرونها باردة فوق دماءنا .. لهم منا كل الاحترام نشهد انهم لم يظلموا او يعتقلوا او يقطعوا الارزاق و لكن السودان لم يعد يحتمل .

  4. الى حسن اسماعيل و عثمان ميرغني و اخرين.
    فانفترض جدلا انكم مع الشعب و ضد عصابة الانقاذ بكل جرائمها. فهل يحق لكم بهذا بيع الوهم للناس و اشغالهم عن معرفة و مواجهة العصابة باوهام طفولية ، خبيثة ، نتنة الرائحة الكريهة؟؟ و هل ما تقومون به من تبخيس عمل المعارضات السياسية يؤدي الى زوال عصابة الانقاذ. عمل الاحزاب هو ما استطاعوا القيام بة ، فكان عليكم ترشيدة و اعانته على سلوك الدرب الصحيح ، ان كنتم صادقي النصح.
    اما ان تقومو بتقسيم العمل بينكم واحد يدق دلوكة و التاني يدق شتم و يللا دقي يامزيكة و هيصة و تشتيت كور و تقليد اعمي لعمل الفاتيات بقيدة الفاتية الاكبر حسين خوجلي ابان الديمقراطية الاخيرة الخريتو فيها و عفنتوها عشان تنقلبو عليها بليل ، وهذا الوضع الان من صميم عمل ايديكم ، يا كفرة و فجرة و منافقين و قتلة و علوج كمان.

  5. للاسف انهم يتقاتلون على كعكة ليست فى يد احد منهم وهؤلاء يؤمنون بتحضير الحبال قبل البقر الذى ما زال يرعى آمنا مطمئنا فى حضيرة غيرهم . استبشرنا بالشباب خيرا لإحداث النقلة المرجوة للوطن وإنتشاله من الهاوية ولكن للاسف ساروا على نهج آبائهم عبيد الاسياد فكانت المحصلة ما حاق بالبلاد والعباد مما تعجز كل قوى العالم من وصفه

  6. خلاص قرب الخلاص من عصابة الكيزان العلوج بقيتو في الجرسة و الجلع ، استنو راجياتنكم جنس خوازيق ، بداية بي ناس عثمان ميرغني و كل فاتيات الاعلام.
    نفس مهزلة الديمقراطية الاخيرة و كانت بقيادة حسين خوجلي ، كرهت الناس في الدمقراطية و الاحزاب عشان يستولو على السلطة بليل و قد كان و هذا السودان المشطور قسمين الجعان و عيان و مهزلة بين الامم كان النتيجة . و اليوم جو يتباكو على عدم جدية المعارضة و تبخيس سعي الاحزاب. نفاق و كذب البشير يردده كل العلوج حتى الضربوهم بالجنجويد.وباكر يدخل الجنجويد بيوتكم لاغتصاب اماتكم و اخواتكم اذا لم يحضر كل راجل سلاحو عشان يدافع بيهو عن عرضه. ضاع الوطن فضل العرض.

  7. عاين الجدادة يعني يا فالح كاتب ليك صقحة كاملة تلف وتدور عشان تقول شباب حزب وخلافاتو وانت مالك يختلفو مع الصادق او الجن الاحمر ديل قيادتهم وهم احرار

  8. يا صحفي الغفلة دا موضوع تكتب فيه انت ماشايف حال الاقتصاد المايل وسرقات المسئولين والفسادالزكم الانوف
    والكيزان البقو يجدعوالمكرفونات ويهربو من المواجهات الجماهيرية في معارضة افضل من كدا يا تور الله الانطح

  9. بالأمس كان دكتور حسن الترابى قويآ ومهابآ فى الانقاذ واصبح اليوم ضعيفآ وهزيلآ فى المعارضة .
    بالأمس كان دكتور غازى صلاح الدين حكيمآ وفيلسوفآ فى صفوف الحكومة ، وتصريحاته تتناقلها جميع وسائل اعلام دولة السودان ! ، وصار اليوم لا يستطيع إقامة ندوة سياسية فى ميدان عقرب ببحرى .
    بالأمس كان صوت بلال الطيب لا يسمعه زملاؤه فى الحزب ، اليوم وهو فى الحكومة صار صوته يسمع عبر جميع وسائل اعلام دولة السودان ، وصار يهدد ويتوعد حتى كتاب الصحف الألكترونية إذا خرجوا عن رؤيته ! .
    بالأمس كان مسار ونهار ودقير وتابيتا وهم فى صفوف المعارضة كانوا يعانون من الأنيميا، و محرومين من الظهور فى وسائل اعلام دولة السودان ، اليوم صاروا مجضمين ، ونجومآ فى سماء الحكومة العريضة وتصريحاتهم تملأ سماء الخرطوم .

    يا استاذ يا حسن ود اسماعيل ، ما لكم كيف تحكمون ؟ ، افلا تدرى أن الحكومة والمعارضة وجهان لعملة واحدة ، إذا مرضت احداهما تداعت لها الأخرى بالسهر والحمى ؟ . لعلمك ، لو رئيس الحزب الشيوعى السودانى المعارض أستاذ محمد خطيب ضعيف وهزيل ، ده معناه أن رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الرئيس عمر حسن البشير ، ايضآ ضعيف وهزيل !! .. وعليه الإثنان يحتاجات الى رعاية وعناية مكثفة من دولة السودان ، على حساب الشعب السودانى ، حتى يتعافيا من ضعفهما وهزالهما ! ، لأن فى قوتهما معآ قوة لدولة السودان .

    عزيزى المعادلة ببساطة كالآتى : ـ
    معارضة ضعيفة وهزيلة يترتب عليها تلقائيآ حكومة ضعيفة وهزيلة !.
    هل انت فاكر الحكومة قوية لأنها تستخدم العنف والارهاب بآليات الدولة لإسكات صوت المعارضة ؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..