الصمت الدولي

ما دفعني الى كتابة هذا المقال هو ما رايناه من صمت دولي مريب تجاه ما يجري في بلادي السودان من قتل وسحل وممارسة ابشع انواع التعذيب بواسط مليشيات الحركة الاخوانية الارهابية للشعب السوداني المطالب بكرامته وحريته التي سلبت منه بواسطة حكومة ظلامية متطرفة لا تعرف ادني معايير حقوق الانسان ناهيك عن الديمقراطية وحرية التعبير انها صادرت كل شيء من الشعب ( الحرية ، الكرامة ، لقمة العيش ، التعليم ، الصحة وووو..) .
ومع ذلك المجتمع الدولي صامت وكأن ما يجري ليس في كوكب الارض وانما في كوكب اخر فالمجتمع الدولي بكل اسف يحركه مصلحه قبل كل شيء ولا يكترث لاي شيء اخر ما يهمه هو هل تتضرر مصالحه ام لا ، فدول الخليج مثلا يرون في بقاء هذا النظام خير لهم خاصة السعودية والامارات العربية وذلك لان البشير يزودهم بالجنود في قتالهم في حرب قذرة في اليمن فهم يدركون جيدا ان البشير اذا سقط فان مصير الجنود السوانيين العودة الى الوطن وهذا سيترك فجوة كبيرة لا يمكن للسعودية ولا دولة الامارات ان تسد هذه الفجوة لان الجميع يعلم ان من يقاتل على الارض ليس السعودية ولا الامارات وانما السوادن وهو ما قد يمكن الحوثي من حسم المعركة لصالحه في حال انسحاب الجيش السوداني ومن ثم الاقتصاص من من عبثو بامن بلاده (السعودية والامارات) ، فمع كره ال سعود وال نهيان للاخوان المسلمين في السودان الا انهم يرون في بقائهم خير لهم من ذهابهم لانهم تورطو في حرب لا يعرف لها نهاية فلا هم استطاعوا هزيمة الحوثي ولا تمكنوا من اعادة الشرعية المزعومة.
اما قطر العدو اللدود لهاتين الدولتين فانها كما نعلم راعية للتنظيم الدولي لاخوان الشيطان فهي تحاول انقاذ البشير من الهلاك المحتم الذي بات مسالة وقت فقط ، فقد تابعنا جميعا ما بثته قناة الجزيرة اثناء تغطيتها لانتفاضة الكرامة المجيدة وسياسة الكيل بمكيالين التي استخدمتها القناة فهي تتحدث عن الثورة وكانها تحركات صبيانية هنا وهناك مع دمغها للثوار بالتخريب ، فالقناة موجهة وتكيل بمكيالين كما قلنا فلاحظنا جميعا ما فعلته القناة في تغطيتها لانقلاب السيسي قبل خمس سنوات فهي كانت تجعل من الحبة قبة اذ انها وجهت كاميرتها طوال اليوم لتغطية تظاهرات الاخوان في المصر بل احيانا تفبرك الصور لتسميها مظاهرات مليونية حاشدة.
اما الاتحاد الاوربي فهمه الاكبر مسالة الهجرة غير الشرعية الذي وجد في حكومة الجبهة اداة فعالة لايقاف نزيفها فهو ايضا الاخر ينظر لما تؤول اليه الامور بعد زوال حكم الجبهجية في السودان لذلك نجدهم يكتفون بالقلق والشجب والادانات التي لا تجد اذنا صاغية ولا يحركون ساكنا ومنذ متي كان البشير يكترث لما يتفوه به الاتحاد الاوربي من ادانة وشجب!.
ما امريكا شرطية العالم فرئيسها دونالد ترامب مشغول ببحث الاموال لتمويل جداره على الحدود مع المكسيك فهو يواجه مقاومة شرسة من الكونغرس الامريكي الذي رفض تمويل هذا الجدار ما ادى الى اغلاق حكومي جزئي فهو ايضا قد يتفرج كما يتفرج الاتحاد الاوربي ودول الخليج لانهم يخشون صب الزيت على النار في حال سقوط البشير وكذلك هم ينظرون للبشير كجندي مكافهة الارهاب – مع انه ما زال السودان القائمة السوداء لرعاية الارهاب- فالبشير يمدهم بمعلومات عن تحركات الاسلامين والحركات الجهادية المتطرفة بما لا تستطيع ال CIA بمدهم بها فيرون في بقاءه خير من ذهابه .
اما روسيا والصين فهم حلفاء النظام فلا نرجو منهم غير تصريحات ضبط النفس وتجنب اراقة الدماء.
لذلك اقول علينا الا نعول على المجتمع الدولي لانه بكل صراحة بلا اخلاق ولا يمكن ان يجازف بمصالحه مهما كان الثمن فهو مجتمع منافق يتشدق بالحرية والديموقراطية ولكنهم لا يدعمون ذلك فهم يريدون لهذه الشعوب ان تبقى مستهلكة لاسلحتهم وتكنولوجيتهم بغض النظر عن من يحكمهم فهم يعلمون جيدا ان الديمقراطية تاتي بالعلم والمعرفة وبالتالي فانهم قد لا يجدون من يشتري منهم منتجاتهم حال تتطورت هذه الشعوب.
فتوكلو على الله وعلى انفسكم وجيشكم لانجاح ثورتكم واخذ كرامتكم وحريتكم ولا تركنوا الى المجتمع الدولي فانكم لا تجدون منه الا القلق العميق الذي يصدر من مكتب غوتيرش.
[email protected]
العالم يتابع ولم يصمت، فعلينا الصبر والمثابرة:
https://news.sky.com/story/sudan-spring-protests-build-against-president-omar-al-bashir-11611082