مقالات وآراء

إخفاقات حمدوك وضياع مطالب الثورة

 عبدالمنعم طه

أول ما يُشار اليه من انجازات الدكتور حمدوك هي عودة السودان إلى المجتمع الدولي بعد سنواتٍ طويلةٍ من العزلة ورفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكل هذه استحقاقات طبيعية للثورة التي قام بها الشعب السوداني ضد الطاغية السفاح الإرهابي الورجاغ البذيء عمر البشير وزمرته. يعني أي مواطن سوداني حتى ولو أنّه في غباء وجهل  البدائي حميدتي كان بامكانه القيام بهذا الإنجاز الذي هو ليس إلّا استحقاق يجب فقط المطالبة به أمام جميع المنظمات والهيآت الدولية ومن كل الدول .. ولم يكن السودان مضطراً الي الانبطاح للاسرائليين والاستسلام لانتهازيتهم ورهن القرار الوطني لقوى أجنبية … يعني بلغة أهل الكرة:  الشعب بتضحياته واستشهاد اكرم وأطيب وأفضل أبنائه قنطّر الكرة لأي هدّاف يجيد الشوت.
أمّا حمدوك فقد تم خصيه واستئناسه (هذا لم يكن استئناسه قد تم مسبقاً كشرط لتوليه المنصب) وتعطيل مفعوله من قبل القتلة المجرمين، ليقوموا- هو ينفي علمه وهم يؤكدون اشتراكه وموافقته – ببيع هذا الاستحقاق الثوري وكأنه إكرامية من دولة اسرائيل التي يودُّ القتلة خطب ودّها وضمان حمايتها لهم من القصاص في أقبح وأبشع جريمة تقع في السودان وفي شوارع العاصمة ضد العزل المسالمين الذين كانوا يهتفون ضد الإرهاب والإرهابيين وضد الدواعش وضد كل ما تسبب أصلاً في عزلة السودان وادراجه في قائمة الدول الراعية للارهاب .. وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية ومحطات التلفزيونات والصحف هذه الهتفات و وثّقتها مثل ما وثّقت المجزرة التي قام بها الإرهابيون الذين لم يستطع حمدوك سحب البساط الأحمر من تحت أرجلهم وكبحهم  بل جعلوا منه جربوعاً يتعلق في أذيالهم حتى عظم خطرهم واستفحل أمرهم واستطاعوا تثبيت أركان سيطرتهم الأبدية على السلطة.
ميزان الحكم على حمدوك ليس ما أنجز حتى اليوم ولكن ما كان يجب عليه انجازه وما كان يمكنه انجازه والأولويات التي تقاعس عنها حتى اليوم فضيّعها ….
لو وضعنا في الاعتبار هذا الجرد لو وجدنا أن حمدوك فعلاً خازوق او بلغة شباب اليوم “ماسورة”.
الأخ دكتور حمدوك
ستبدي لك الأيام ما كنت تجهل ويأتيك بالأنباء من لم تًزوِّد
فأرجو أن تقبلها مني نصيحة لك:
لو أردت أن تنقذ الموقف فعليك ألّا تخادع نفسك .. قدِّم استقالتك من المنصب وواجه الشعب وبكل صراحة واشرح لنا أسباب اخفاقاتك في تحجيم أدوار القتلة المجرمين وفي تسريع التحقيقات في المجزرة وفي التراخي في تفكيك نظام الكيزان واسترداد الأموال المنهوبة وفي وضع خطط اقتصادية ناجزة كانت هي السبب الأول والأهم لترشيحك لهذا المنصب و في وصول الى سلام حقيقي وشامل مع جميع الحركات المسلحة وليس هذه المسخرة التي تسمى سلام وهي في الحقيقة استسلام لعملية نهب مسلّح يقوم بها على عينك يا تاجر تجار الموت والدماء ومن تبعهم من الانتهازيين .. السلام مع المناضلين الحقيقيين الذين كانوا يسمعون في شتات منافيهم حناجر الشعب تهدر: يا عنصري ومغرور كل الوطن دارفور
كل هذا الى جانب عشرات الملفات والقضايا الأخرى ..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..