مبروك للجميع مرة أخرى

سيأتي اليوم الذي نشتري فيه البلح بالعد ومياه الشرب بالوزن !
بعد بضعة أيام إن شاء الله يهل علينا شهر القرآن شهر الشهور والضيف الكريم والشهر الفضيل رمضان الكريم بخيره الوفير وبركاته الواسعة برحمته وغفرانه وعتقه من النار .
وتطل وتشرأب معه كالعادة ومتزامنة معه أسعار الضرورات الحياتية والمستلزمات اليومية بعنقها الطويل وباعها الكبير في ” تغضيب ” و” تحزين ” عباد الله الصائمين مسابقة أو قل متجاوزة طائرة البي
52 في السرعة والطيران غير مبالية بفلس الناس المواطنين الذين
يفلسون إعتبارا من يوم إستﻼم مرتباتهم إلي حين إستﻼم
اﻷخري .!…. والتجار أقصد مايسمي ” النقابات ” مشكورة وغير
بعيدة ترسل نشرات للعمال ظاهرها الرحمة وباطنها عذاب العذاب تفيد فيها بأنها سوف تبيع ” تعيينات ” رمضان بأسعار أغلي من السوق تحت ستار كلمة سر ” كود ” ﻻ يستطيع أحد فك شفرتها أو فهمها بالهين إﻻ أن يكون من الجماعة تسمي ” اﻷقساط ” وهنا تكون خدمة العمال خدمة جليلة أقصد خربة مرتبات العمال والموظفين المخروبة أصﻼ ولمدة ستة شهور متواصلة أو اكثر دون
إنقطاع ويسجل من يسجل معها من العمال علي مضض ولسان حالهم
يقول أخير أبيع المواد التي باﻷقساط بالجملة وأجني منها بعض
الكاش أمشي بيها أموري الرمضانية يوم يومين وبعدها علي كيفم
وعلي كيف المرتب الذي ﻻ يحمل في جوفه سوي إسمه الخالي من
المضمون ويرفض من
يرفض من الفئات المستهدفة قائﻼ ده كﻼم فارغ وﻻ معني له
فالنقابة ليس دورها إطﻼقا أن تكون ” كنتين ” كبير فاتح بابه علي
مصراعيه ” للسلفيات ” و ” الدين ” المؤجل لمن تمثلهم وتدعي
الدفاع
عن حقوقهم ومطالبهم الشرعية …. وفي كل اﻷحوال نحمدالله إنها
خففت العبء علي العمال ولم تجعل تسجيل كيس السكر وجركانة
الزيت وشوية لبن البودرة إجباري وكان بإمكانها ذلك ….. والمحيرني
لبن البودرة الذي مع الزيت والسكر وقد يكون بداية إكتشاف طبخة
جديدة غير مكلفة ماديا أو أكلة تجمع السكر والزيت واللبن يحسب
للنقابة ااموقرة ويسجل اﻹكتشاف العظيم بإسمها الخالد في التاريخ
وقد تدخل
بها موسعة غينتس لﻺكتشافات العظيمة ! فالنقابات في السودان ﻻ
يعلم أو يعرف أحد من العمال عنها شئ سوي أنها جهاز من أجهزة
التجارة في البلد تظهر في المناسبات الدينية في شكل ” التاجر
الطماع ” وتختفي في المناسبات العمالية اﻷخري وتدفن رأسها في
التربة ويا دار ما دخلك شر،ومن الجانب اﻷخر زمﻼء المهنة للنقابة
” تجار ” السوق يستقبلون الشهر المعظم باﻷهازيج والزهور
والورود
وربما بدق الطبول كمناسبة عظيمة يرفعون فيها أسعار السلع كما
يريدون وﻻ أحد يكبح جماحهم المنطلق والدولة تتفرج عليهم ﻷنها
سوق حرة وﻻ نسمع بحرة وحرية إﻻ في التجارة واﻷسواق والبضائع
والبيع والشراء ،والمواطنون ﻻ حول وﻻ قوة لهم يعيشون في حالة
وجوم مستمرة من حالهم اﻹقتصادي منذ شروق الشمس أو قبل
شروقها إلي ساعات الخلود إلي النوم ليﻼ لو لم ينوموا نوم واجم
ليستقيظوا واجمين ليواصلوا رحلة الوجوم الطويلة مستقيظين وﻻ
يرون بصيص أمل في نهاية النفق المظلم لو كانت له نهاية فنفقنا
السوداني المظلم يتفوق علي نفق العالم ” مضرب المثل ” بأنه
مظلم
قبل بدايته وإلي ما ﻻ نهاية ….. فالوضع اﻹقتصادي والمعاناة
اﻹقتصادية للمواطنين السودانيين وفي أبرك شهور الله غير محتمل
وحال السوق هذا الذي نراه اليوم لو تم جلب مواطني أغني الدول
لهربوا منه بأرواحهم لو كان لذلك سبيل … فرطل السكر في المدينة
التي اسكن بها وصل أربعة عشرة جنيها اما ثمن الكيلو ﻻ أدري فلست
من الذين يشترون السكر بالكيلوهات فالرطل ” مجهجهنا ” الله يهون
والخبز
رغيفة واحدة حجمها أقل من ” السنبوسة” ﻻ تشبع ثلاثة منها طفل صغير
عمره سبعة سنوات بجنيه وبمناسبة السمبوسة يبدو أن الناس في
هذا الشهر لن تفرق بعد اﻵن بين السنبوسة و ” العيشة ” إن لم
تتفوق السمبوسة علي العيش بكبر حجمها وما أخافه أن يقبل عليها
الناس أكثر من الرغيف …….. أما ما كان يسمي بالفواكه في البلد
الذي يشقه النيل فهي ليست كماليات فالكماليات يمكن أن تدرك ولو
بعد حين ولكنها من المنسيات التي ﻻ يفكر فيها إﻻ المترفون
المسرفون الذين ﻻ لدنيا قد عملوا كما يقولون في أدبياتهم
المشروخة المعروفة منذ فجرهم البائس البئيس ومائدة رمضان علي
ما يبدو ووفقا لقرائن اﻷحوال لن تكون كما كانت وبريقها الﻼمع
ولملمة الناس وانواع واصناف اﻷكﻼت الشبهة شهية لن تكون كما
كانت بهذه ” الغﻼئية ” ؛ وبهذه الطريقة سيأتي يوم نشتري فيه التمر
والبلح بالعد والحساب ونشتري فيه المياه بالوزن والميزان وليس ذلك
ببعيد علي الواقع المزري الذي نعيشه اليوم .
ورمضان كريم للجميع وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات
وغدنا أجمل من يومنا هذا إن شاء الله تعالى.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رمضان يحمل “بشريات” ليست مثل بشريات أخوة مسيلمة، فلا تبتئس بما كانوا يعملون والفرج قاب قوسين أو أدنى.

  2. رمضان يحمل “بشريات” ليست مثل بشريات أخوة مسيلمة، فلا تبتئس بما كانوا يعملون والفرج قاب قوسين أو أدنى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..