الكيزان – نبيح الضباع في معركة الهلاك

أبية الريح
الصراع السوداني اليوم لا يختلف كثيراً في جذوره عن تلك الحروب الأهلية التي أشعلها طغاة عبر التاريخ ، لكن هذه المرة ، نحن أمام مشهد أكثر قبحًا ، وصورة أشد انحطاطًا. “الكيزان” ليسوا سوى شرذمة اعتلت مسرح السلطة منذ عقود ، متوشحين عباءة الدين ، مستخدمين الإسلام كسلاح لامتصاص أرواح البسطاء من السودانيين. هؤلاء الكيزان الذين يتباكون اليوم على الدولة هم ذاتهم من استباحوها وحولوها إلى مسرح للدمار والخراب ، غير آبهين بأرواح الأبرياء ، بل طامعين في استعادة عرشهم الزائف.
هل نلومهم على إشعال فتيل هذه الحرب القذرة؟! هم أسياد الخديعة، وما أشعلوا النار إلا طمعًا في العودة للسلطة ، بعدما لفظهم الشعب السوداني. هؤلاء هم من كرّسوا أنفسهم كأسياد السودان ، وظنوا أن البلاد أصبحت ملكية خاصة لهم ، فباتوا ينهبون ثرواتها وينشرون الفتن بين أبنائها ، في حين يبيعون أوهامًا عن الوطنية والشرف.
اليوم ، يتسابق الكيزان على وصف كل من يدعو إلى السلام بالخيانة والعمالة. هؤلاء المعتوهون أصابهم الهوس بكل من هو مثقف وواعٍ ، يصرخون في وجوه من يكشف ألاعيبهم وكأنهم أسياد الحقيقة المطلقة ، وكأن السودان قد وُلد ليكون مزرعة لفسادهم. لم يتحملوا أن الشعب السوداني قد أفاق أخيرًا ، وأنه أدرك مخططاتهم الشيطانية ؛ الشعب الذي استيقظ ورفض تزييف الوعي وغسيل الأدمغة الذي مارسوه لعقود.
إنهم اليوم ينبحون بأعلى أصواتهم ؛ صارخون من الألم بعدما أيقنوا أن نهايتهم وشيكة ، وأنه لا عودة لهم للسلطة مهما أشعلوا من حروب. نبيحهم هذا ما هو إلا صدى لسقوطهم المدوي. الكيزان أصابهم الجنون ، فتراهم يصفون كل من ينادي بالسلام بالخيانة ، وكأنما هو حقٌ لهم أن يشعلوا الفتن ويقتلون ، وهم أنفسهم من باعوا الوطن في صفقات مشبوهة.
أين كان هؤلاء حينما نهبوا خيرات البلاد واستقطبوا الفقراء بوعود كاذبة؟ لقد زرعوا الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، وأشعلوا نيران العنصرية والطائفية ، فباتت الحرب لا تنطفئ إلا لتشتعل مجددًا. باسم الدين ، استعبدوا العقول ، مستغلين الدين كستار يخفي فسادهم وخيانتهم.
في هذه اللحظة الحاسمة ، الشعب السوداني يقف على عتبة وعي غير مسبوق ، ويدرك تمامًا أن هؤلاء الكيزان لا يسعون إلا وراء مصالحهم الشخصية. إنهم مجرد حثالة أصابها الهوس بفقدان السلطة ، ولن تجد منهم سوى مزيد من الكذب ، الخداع ، وإشعال الفتن. سيصرخون ويشتد نبيحهم ، لكن الحقيقة واضحة كالشمس : نهايتهم قد اقتربت.
لعنة الله على الكيزان .. نسال الله ان يقطع دابرهم و يقى اهل السودان شرهم والا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية الى يوم الدين … آمين يا رب العالمين !!!!!!!