لعبد الفتاح البرهان اقول

يقول الشاعر العربي الفذ زهير بن أبي سلمي في معلقته،
لسان الفتي نصف و نصف فؤاده
فلم يبقي إلا صورة اللحم و الدم.
المعلقة المذكورة مليئة بالحكم و الصور الجمالية… لكن هذا البيت يعبر بصدق عن حكمة هذا الشاعر و بعد نظره.. و معني البيت أن حديث الرجل و ما يقوله يعكس نصف قيمتة … أما الفؤاد فقصد به الشاعر أخلاق الرجل و شجاعته و حكمته و هي الصفات المكملة لقيمة الرجل… و يقول اذا فسد لسانه و قلبه فلا يتبقي منه إلا ” الجيفة” ! .
تذكرت بيت الشعر هذا عندما إستمعت للفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة ” المؤقت” و هو يتحدث أمام ثلة من الجنود و الضباط.. بدا الرجل غاضبآ و مغاضبآ، أطلق العنان للسانه لإرسال رسائل موجهة نحو بريد المكون المدني للسلطة التنفيذية… متهمآ إياها بالفشل و أنها سبب العناء الذي يعيشه الشعب السوداني.. و بدا محرضآ ضد حكومة هو رئيس مجلسها السيادي ” المؤقت ” ، و مطمئنآ جنوده و ضباطه بأن شركاتهم و أموالهم التي إكتسبوها ” بإرتزاقهم ” في اليمن و غيرها خط أحمر لن يسمح لأحد بالإقتراب منه!! .
أجد نفسي مرغمآ علي تذكير سعادة الفريق أول و القائد الأعلي للقوات المسلحة، أن الواجب المقدس لهذه القوات هو الدفاع عن الأرض و العرض، و ردع كل من تسول له نفسه بالإعتداء علي تراب الوطن او مواطنيه.. و تذكيره بأن أراضينا محتلة شمالآ و شرقآ، و مخترقة جنوبآ و غربآ بينما الجيش منشغل بتجارة و تربية الدواجن و زراعة الطماطم و اللوبيا.. و مشغول بالإستيلاء علي الحكم و تدمير البلاد… و الآن أصبح جل همه أن يهدد ” المدنيين ” و يتوعدهم..
و أذكر سعادة الفريق أن زمن الخوف قد ولًي الي غير رجعة، و أن هذا الشعب الذي طلبت منه تفويضآ، كما فعل “أخ لك من قبل” في دولة عربية جارة، قد اجابك كما ينبغي.. و أنصحك بقراءة ما كتب عنك و عن جيشك منذ خطابك المأزوم.. و راجع التقارير التي لا بد انك إطلعت عليها مذ ذلك الخطاب.. و كلها تؤكد لك أن الشعب لن يفرط في ثورته حتي لو أضطر الي اكل لحاء الشجر.. و أنه لن يسمح لضابط مغامر أن يعتلي سدة الحكم مهما كانت أحلام ” والده ” أو تمنياته..
لا يوجد إنسان يتحلي بأدني قدر من الوطنية يود ان يهاجم جيش بلاده او التقليل من شأنه، فجيش أي دولة هو عنوان عزتها و رمز كرامتها، و لكن ينبغي علي الجيش و قياداته العليا أن تكون علي قدر المسؤولية الوطنية.. و أن تؤدي دورها في حفظ الأمن و بعث الطمأنينة و الحفاظ علي وحدة التراب و سلامة الوطن.
السيد البرهان أقول لك، لقد تجاوز الثوار و معهم مكونات المجتمع المدني” برغبتهم ” عن تاريخ ضباط اللجنة الأمنية للمخلوع وصولا الي صيغة توافقية لتجاوز معضلات الفترة الانتقالية… ليس خوفا او وجلآ.. و إنما إعلاءآ لمصالح البلاد العليا…و إن الشعب الذي رمي بالمخلوع في غياهب السجون ذليلآ، يمكنه أن، و سوف يرمي بكل من تسول له نفسه بالتغول علي مكتسبات ثورته التي مهرها بدماء الشهداء و الجرحي و الغرقي و المفقودين الي قاع مزبلة التأريخ… ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.
و الله من وراء القصد.
د. معتصم بخاري
[email protected]
زول كل ما يشرب المريسه وينتعش ويسكر يبدأ يغني انارب الفور انا رب الفور…
زول زي ده فاضي لجوع الناس ومعاناتهم؟؟؟
رجع شركات الشعب لأصحابه وخليك مع مريستك يارب الجنجويد!!!