أخبار السودان

المُتأسلمون بين (تجاهل) المخدرات و(حراسة) الانتخابات!

د. فيصل عوض حسن

أعلن وزير الداخلية السوداني، يوم الأحد السابع من سبتمبر 2014 (استعداد) الشرطة الـ(كامل) لتأمين ما وصفه بالـ(انتخابات) الـ(مُقبلة) كـ(استحقاقٍ دستوري)! وتعهَّد بـ(ردع) كل من يحاول (تشويه) أو (تخريب) عمليتهم الانتخابية المزعومة، مُوضحاً أنَّ الـ(مُجتمع مستهدف) من عدة (جهات)، دون تحديد هذه الجهات! مع فاصل (مُعتاد) من الـ(تهديدات) والـ(تأكيدات)، حول قُدرة وزارته مُساندة الشرطة، و(إحكام) الأمن و(حماية) الـ(مُجتمع) و(تأمين) الـ(مُمتلكات)! مما يتطلب التنسيق المُشترك (مع من؟ لا ندري!) ومُضاعفة الجهود، تحقيقاً للأمن والطمأنينة للمُواطنين! وتواصلت الـ(هَضْرَبة) بوعودٍ لـ(دعم) كافة مشاريع الشرطة الشعبية والعمل على تنفيذها، وتطوير فكرة مواقع بسط الأمن الشامل، للمساهمة في تأمين البلاد!

وبعيداً عن هذه الإنشاء التي أضحت مألوفة من قبل (مُتأسلمي) السُلطة الحاكمة في الخرطوم، دعونا نستعرض رؤية وأهداف وزارة الداخلية، التي صرَّح المسئول الأول فيها بما ورد أعلاه. وفي هذا الإطار، ووفقاً لإصدارات الوزارة وموقعها الإلكتروني، فإنَّ الرُؤية الـ(استراتيجية) العامَّة لوزارة الداخلية (بتصرف) تسعى لـ(استكمال) بناء أمة سودانية (مُوحَّدة) آمنة مُتحضرة مُتقدمة متطورة! أمة تقوم على (وحدة) أهداف و(غايات) عامة بـ(تنوُّع) ثقافي وإجتماعي وسياسي وجغرافي! تكتسي (جُزئياته) و(كلياته) بعوامل الـ(قوة) الـ(دافعة) للـ(تطور) والـ(تحديث)، الـ(مُرتكز) على الفكر القويم والسلوك المتحضر! (كلام كُبار جَدْ)!!

ولمواجهة التحديات (المحلية والإقليمية والقارية والدولية!!) على أرض الواقع، فقد وضعت (الوزارة) أهدافاً (موضوعية) تحقق الرؤى الشاملة (ليست رؤية واحدة!!)، وفق مجموعة من الاعتبارات لعلَّ أبرزها (بتصرف) حفظ وحدة الوطن وتعزيز سيادته وتحقيق وتعزيز الأمن بمفهومه الشامل، وتعزيز الثقة والإنتماء للـ(وطن)، وتطبيق قيم الـ(عدالة) والـ(مُساواة) أمام القانون وكفالة (حقوق الإنسان) كما وردت في المواثيق الوطنية والدولية! يساعد وزارة الداخلية في هذه الـ(رُؤى) والـ(أهداف) جهاز الشرطة، والذي من بين أهدافه ومهامه، رسم السياسات العامة وإعداد الخطط الإدارية والأمنية والجنائية لعمل الشرطة المهني والإداري في دائرة الاختصاص، والتنسيق الأمني بين ولايات السودان وتأمين المنشآت الحيوية داخل كل ولاية، ووضع خطط (تأمينها) والإشراف على تنفيذها، والإشراف الإداري على قوات الشرطة المتخصصة وإداراتها العامة، وقوات الطوارئ والتوصية بتحريكها في دائرة إختصاص كل ولاية!

عقب هذا العرض لـ(رُؤى) و(مهام) و(استراتيجية) وزارة الداخلية، نتساءل (دون عفوية) عن مصير (شُحنة) الـ(مُخدرات) التي تمَّ ضبطها في بورتسودان شهر (أبريل) الماضي (أي قبل 6أشهر من الآن)! وذلك لطول المدة التي انقضت على اكتشافها، وضخامة الشُحنة المضبوطة (كماً وقيمة)، وأثرها الـ(تدميري) على البلد وأهلها. وبالطبع فإنَّ هذا الأمر أو القضية يدخل في إطار (مهام) الوزير الذي (أرغى) و(أزبد) و(توعَّد) كل من يعمل على تعطيل ما وصفه بـ(انتخابات)! ولمن لا يعرفون، أو لغرض التذكير (سموها ما شئتم)، فإنَّ هذه الـ(شُحنة) ووفقاً لما أوردته صحيفة السوداني في تقريرٍ لها نشرته في عددها الصادر 24 أبريل 2014، تبيَّنَ أنَّ الشحنة تتكوَّن من (13.5) مليون قُرص مُخدِّر تفوق قيمتها (338) مليون جنيه (جديد) أو مليار جنيه (قديم)! وتزن ما يفوق الـ(اثنين) طن! حيث تمَّ (تخبئة) هذه الكميات المهولة وتوزيعها في جوالات الـ(ذرة) الـ(شامية) داخل (5) حاويات!

والسؤال الـ(مُحيِّر) يبقى قائماً و(يزدادُ) إلحاحاً عقب تصريحات وزير الداخلية المُشار إليها في صدر هذا المقال، أين وصلت (تحقيقاتكم) في هذه القضية التي تمس (مُباشرةً) أمن الـ(وطن) وسلامة الـ(مُواطنين) التي اتخذتموها هدفاً (استراتيجياً) لوزارتكم؟ وهل ألقيتم القبض على كل من له علاقة بها أو بعضهم؟ ولماذا لم تقدموهم لـ(مُحاكمة) حتَّى الآن؟ وإنْ لم تفعلوا هذا فمتى ستفعلوه وتقومون بـ(واجباتكم)؟ أم أنكم ترون هذه المُهمَّة خارج دائرة (اهتماماتكم)؟! وبذات القدر الذي تتوعَّدون فيه (مُهدِّدي) انتخاباتكم الـ(مزعومة)، لماذا تراخيتم في هذه القضية الكارثية؟ وما الذي تفعله أجهزتكم الشرطية وإداراتكم و(استراتيجياتكم) و(سياساتكم) و(هيئاتكم) الـ(عُليا) والـ(سُفلى)؟! ولا يهم أبداً (تحجُّجْ) من سبقكم في هذا الـ(منصب) بأنَّ هذه الـ(شُحنة) لم تكن تستهدف السودان، فالمهم أنَّها (ضُبِطَتْ) في السودان والعالم أجمع يعلم هذا، وأصبحَت (سُمعة) السودان في محك، مما يتطلَّب (تبرئتنا) جميعاً وتقديم الـ(جُناة) الـ(حقيقيون) للمُحاكمة!

ولعلَّ الاستفسار مُوجَّه لوزارة العدل (إنْ كان هناك عَدْلْ)! باعتبارها من أهمَّ الجهات الـ(مُكمِّلة) والـ(مُساندة) لعمل وزارة الداخلية والـ(شرطة)! فمن بين أهمَّ مهام واختصاصات وزارة العدل الواردة في قانون تنظيمها الصادر سنة 1983 والساري حالياً، وبخاصة البند رقم (1) للمادة الخامسة من القانون، أنَّ وزير العدل هو المستشار القانوني للدولة، ويتولى نيابة عنها جميع الأعمال ذات الطبيعة القانونية. وبموجب البند (2) من نفس المادة، يكونُ لوزيرِ العدلِ مجموعةً من المهام والاختصاصات، والتي من أهمها (بتصرُّف) السعي لبسط مبدأ سيادة القانون وتوفير العدالة الناجزة في النظام القانوني، والعمل على تحسين الأداء في مهنة القانون، ووضع الأسس والتقاليد السليمة للمهنة ورعاية نظمها وأخلاقها، بالإضافة إلى السعي لمراجعة القوانين وصياغة مشروعاتها وسائر التدابير التشريعية في الدولة، والـ(إشراف) على الـ(دعاوي) الـ(جنائية) و(إجراءات) الـ(تحري) و(تولي) الـ(إدعاء) أمام المحاكم الجنائية. فأين أنت ياوزير العدل من هذه القضية؟ وما هي جهودكم ونتائج مُتابعاتكم لها؟ لا سيما إذا (ربطنا) هذه الـ(تساؤُلات) الـ(جوهرية) بتصريحاتكم وتصريحات رئيس القضاء، الخاصة بالتحقيق في قضايا مُكافحة المخدرات، وسرعة الفصل فيها وإبادة (معروضاتها) و(توقيع) الـ(عقوبات) الـ(رادعة) علي الـ(مُتورِّطين) فيها.!

أنتم بصفة خاصة ياوزير الداخلية ووزير العدل ورئيس القضاء مُطالبون بـ(قوة)، انطلاقاً من الاعتبارات الشرعية والأخلاقية والمهنية والقانونية والإنسانية، بحسم هذه القضية (المعيبة) وفق ما اتخذتموه من (رُؤى) و(مهام) وواجبات لجهاتكم التي تُمثلونها، بما يُعيد الثقة التي أضحت مفقودة ويعكس تطبيقكم الـ(عملي) والـ(عدلي) والـ(قانوني) لمعاني أمن الوطن والمواطن، والـ(تشويه) الذي تتوعَّدون الناس بعدم الوقوع فيه إنَّما تفعلونه أنتم بصمتكم و(تغافلكم) عن هذه القضية التي طال أمدها، وآن أوان الإفصاح عن أطرافها الـ(الحقيقيون).

والحديث مُوجَّه (أيضاً)، لأجهزة الإعلام بصفةٍ عامة، وللصُحُف بصفةٍ خاصة، والتي تتدثر بثوب الإسلام، ويتحدث قادتها وعدد كبير من مُنتسبيها عن الفضيلة والأخلاق الحميدة! أين أنتم من الرسالة الإعلامية والأمانة الصحفية في ما يخص إظهار الحقائق والدفاع عن الوطن والمُواطن؟ لماذا لم تطرقوا هذا الموضوع الذي يمس سلامة السودان (حاضره ومُستقبله) لكونها تستهدف الشباب الذي يقوم عليه أمر البلد بعد لطف الله؟! ولماذا لم تُطالبوا فضح ومُعاقبة كل من له علاقة بها؟ أهو عدم المهنية أم الأخلاق أم الإدراك أم قصور الفكر؟! ومتى ستقومون بأدواركم الأصيلة في ما يخص الرقابة والتوجيه ثم الإصلاح؟

إنَّ الأمانة الشرعية والقانونية والمهنية، تفرض عليكم (جميعاً) القيام بواجباتكم على أكمل وجه، سواء وزارة الداخلية أو العدل أو القضاء أو الإعلام، لا سيما وأنتم ترفعون شعار الإسلام وتتحدثون باسمه، بدلاً عن التراخي والصمت على الباطل والإعراض عن الحق! فالأمر ليس تهديد ووعيد بما لا قبل لكم به، أو تصريحات جوفاء فاقد للمصداقية والمنطق والتطبيق والعمل، أو تطبيل لهذا وتلميع لذاك، و(نَظْمْ) عبارات الثناء والتبجيل، دون مُراعاة لله وأحكامه التي أمرتنا جميعاً بالحرص على إحقاق الحق، والصدق في النية والعمل، وللحديث بقية إذا عشنا.. والله المستعان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ناس الراكوبة انتو ليه كل تجي سيرة المخدرات تجيبو معها صورة بكري
    الراجل ده صحيح كان بتاع بنقو وقمار لكن تاب وبقي اخوان
    يعني حتي الواحد لو ترك الشغلانه ما بتريحو

  2. يمكن صدر امر بمنع النشر في قضية المخدرات فهذه سياسة معروفة للدولة عندما تتعلق القضية بافراد من الحزب الحاكم؟؟؟؟؟؟؟ او يمكن اصحاب المخدرات تحللوا منها بتنازلهم عن الشحنة التي لا نعرف اين هي الان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حكومة مطلوقة ساكت

  3. منقول من صحيفة سبق الإلكترونيةاليوم…

    وقد واجه رجال الأمن خلال تنفيذ مهامهم مقاومة مسلحة في عدة عمليات أمنية من قبل المهربين والمروجين نتج عنها إصابة (43) من رجال الأمن، بالإضافة إلى مقتل (4) وإصابة (6) من مهربي ومروجي المخدرات. وبلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في هذه العمليات ما يلي:
    أولاً: (21) واحد وعشرين مليوناً و(106) ومائه وستة آلاف و(925) وتسعمائة وخمسة وعشرين قرص أمفيتامين، منها (13) مليوناً و(500) خمسمائة ألف قرص أمفيتامين تم ضبطها خلال مرحلة تمريرها من السودان إلى المملكة وذلك بالتعاون مع الأجهزة النظيرة في جمهورية السودان الشقيقة.

  4. هل تعلم يا دكتور أن إسم السودان ورد اليوم لأول مرة كدولة معبر للمخدارات للسعودية ؟؟؟؟؟ يا للهول و ا مصيبتنا الكبرى ، الله يأخذ الكيزان بحكومتهم في السودان أخذ عزيز مقتدر ربي إنك تعلم ما فعلوه بعبادك في السودان فنسألك اللطف و رفع بلائهم عنا يارب قادر يا كريم

  5. بالتأكيد: إن شرعنة استباحة ونهب اصول القطاع العام، تقنين ومنح التسهيلات والرخص التجارية “استثمار” من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب، حماية وكفالة الاعتداء علي المال العام، التلاعب بدعم واعفاء شركات أئمة النفاق للنظام الحاكم ومحاسيب وأرزقية وطفيلية وجنجويدية المؤتمر الوطني من الضرائب والجمارك للسيطرة على الأسواق واحتكار السلع الضرورية والمعيشية، الماهاة بتجارة الحرب وتخصيص اكثر من 75 من الميزانية العامة للدفاع، منهجية تجارة الاسلحة والمخدرات وتجارة البشر والجنس في شرق السودان،
    هذا ما عودتنا أبالسة الإنقاذ أئمة النفاق الديني والكسب التمكيني اضافة للتلكؤ واللامبالاة والتسيب والاستهتار في اتخاذ القرارات في عظائم الأمور فاذا ما ضاعت فرصة الحوار الوطني بكنكشتهم في الحكم على الكل حمل السلاح الذي يحتمون به من خوف المساءلة والمحاسبة العدلية، ألا اللهم قد بلغت فاشهد.
    “وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ” صدق الله العظيم

  6. فضيحة حاويات المخدرات تعتبر ثالث أهم فضيحة ذات دوي كبير زلزلت اركان الانقاذ — و ترتيب الغضائح :-
    1 — الابادة الجماعية في دارفور
    2 — تقسيم السودان و فصل الجنوب
    3 — تجارة المخدرات و سياسة التمكين و الفساد الطامح ( زي خليج الروم )
    هنالك ملايين الاخطاء و الخطايا ارتكبها الكيزان في حق السودان الا ان بعضها لا ينسى و لا يمحى و يظل و صمة عار في جبين الحركة الاسلامية السودانية أيد الدهر .

  7. وانا ايضا مستغرب من صورة النائب الاول … ايه شنو … ما عندو اي علاقة بالموضوع … الظاهر دا عدم موضوع من ناس الراكوبة … الله يهدينا جميعاً . ودمتم

  8. * و بدورى, احيل موضوع “المخدرات” هذا, و تساؤلات الكاتب عن الدور المنتظر ان يؤديه الصحفيون فى الموضوع, احيله الى الصحفى عبدالباقى الظافر, تحديدا:
    * عله يحدثنا فيه عن المخازى الرهيبه ل”حمولات” قوم لوط هؤلاء, بدلا عن كتابات الفواتى الرخيصه عن “حمل حذاء الميرغنى”!!
    * و لعنة الله على صحفيى عهد الإنحطاط هذا.

  9. يا جماعة كيفي شيخ صفوية مصطفي بتاع انصار السنة قال عادي ممن تلف سجارتك وتخليها في جيبك وتدخل تصلي صلاتك في الجامع لانها ما نجسة والله صحي

  10. المخدرات جلبها متنفذون في حكومة الكرور والقصد منها تدمير ما تبقى من شباب السودان الذين قاموا بهبة سبتمبر مثل ما فعل متأسلمو مصر بشباب مصر ومن أراد أن يدمر أمة يبدأ بشبابها
    مخدرات
    +
    خمور بلدية
    +
    عطالة مقنعة
    +
    جنس
    +
    زنا
    +
    لواط
    +
    إباحية
    = حطام شباب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..