وزیر المالیة وإیرادات منابعھا غیر ذات شوكة

أسامة ضي النعيم محمد
الطریق الاقصر والمباشر ھو ماعون الضرائب والرسوم ، ھو طریق خازن المال الذي لا یتبع نھج سیدنا یوسف علیه السلام، حیث یقابل السنوات السبع السمان بأخریات عجاف یتوقعھا ، یتقدم الانتاج علي الاستھلاك ویتوفر ما یدخره لمقابلة سنوات الشدة ، مع جبریلنا في سعیه لخزانة أموال السودان ھو عند مقاله الذى بدأ به عھده ، معني حدیثه ذاك أنه تولى وزارة المالیة لضمان حق اقلیم دارفور كما جاءت به من (تحت التربیزة) مخرجات سلام جوبا . لم یتعرض في حدیثه الي انبات الزرع أوطرق ادرار الضرع.
لیته معالي وزیر المالیة جبریل ابراھیم یستخدم زیادات أسعار الوقود لمقابلة اقامة مزارع ضخمة ، یستوعب فیھا أھلنا من معسكرات النزوح لتسمین الانعام وتصدیر لحومھا الي بلدان العالم المختلفة أو لتجھیزھا لموسم الھدى ، ربما لإقامة مصانع البان وجبن للتصدیر ، نحسن الظن ونتوقع ان یضع ید وزارة المالیة علي كل مناجم الذھب في البلاد ، لم نسمع في بلاد الدنیا الاخري أن
موقع استخراج بترول أو منجم تعدین تملكه فرد أو عائلة ، زیادات الضرائب المباشرة علي رجال الاعمال لا تطال القطط السمان ، مخارج تلك القطط عبر منافذ البلاد المختلفة من مطارات وغیرھا حیث یتم السماح للصمغ والقطن والذھب لیعبر دون أن تساھم تلك
المنتجات حتى في صیانة الطرق التي تعبرھا الي خارج السودان ، عوائد الصادر لا یلاحقھا وزیر المالیة بل طریقھا اتجاه واحد تخرج وبس ، تخرج المبیعات المنتجة في أرض السودان ولا تعود أقیامھا.
سھلة ھي غلة مصدرھا زیادة المكالمات الھاتفیة علي الاتصالات وخدمات النت ، زیادة أسعار الوقود وتطلق معھا قاطرة من
الزیادات ، لا تقف علي زیادة خمسین جنیة فوق فئة المواصلات المعمول بھا ، تكبر كرة الثلج وتأخذ الزیادات بعضھا بتلابیب
بعض ، ( قفة الملاح) ومكوناتھا تضج وتصرخ ویصبح قمیص الراتب لا یستر عورتھا ، معالي الوزیر یعلن زیادة الرواتب ولا یقدم الاختیار احصائیة بنسبة عدد (الراتبیون) الي عدد بقیة الاربعین ملیون نسمة ، قطاع الرعاة والزراعة ھي القطاعات الاقدم في سبل كسب العیش في السودان ، الاھتمام بھا عند معالى وزیر المالیة فقط لزیادة مدخلات الانتاج من كھرباء وسماد لتكبیل العملیة الانتاجیة .
ذات الشوكة من منابع ومصادر الایرادات ذات الغلة العالیة والسریعة ، تلك كما تلامیذ المدارس الخاصة ، تحملھا شركات الجیش والأمن في شاحنات الدولة ، لا تتعرض للمسائلة من مواقع انتاج السمسم والصمغ وعبر نقاط العبور والجبایات ترفع لھا الحواجز
وتُخفض الحواجب والنظرات لتواصل الشاحنات عبورھا ، تلك الرحلات وحمولاتھا تتجنبھا عنایة معالي وزیر المالیة .
النفقات تذھب أیضا لإسكات غضب الفتیة حملة السلاح ، وھم في مراقدھم في الفنادق أو في عمایر الخرطوم (یشیل) ھمھم معالي
خازن المال ، یسعى لتوفیر سبعمائة ملیون دولار شھریا ، لا یفوته معالیه أن یصرف علي اقامة مجمعات سكنیة للفتیة أولى الشوكة والمنعة ، شرط المجمعات السكنیة أن تقام في الخرطوم عاصمة البلاد لا حول ذاك التل في الجنینة أردمتا أو عند وادى كجا ، الفاشر أب زكریا حیث من عند مسجده العتیق تسرق (نعلات) منى أركو حاكم الاقلیم لا یأتى ذكره وحظه عند الصرف علي بناء
مساكن لمنسوبي الحركات المسلحة . أعضاء مجلس السیادة تنقلھم طائرات الي الامارات ومصر وروسیا ودول أفریقیا الاخرى .
جمیع النفقات تنتظر غلة رفع دعم الخبز أو زیادة أسعار المحروقات والوقود والكھرباء .
لیت معالى وزیر المالیة أصغى لدروس وعبر حرب روسیا علي أوكرانیا ، الجواد الاصیل ھو الصفقات التجاریة ، خط نقل الغاز من روسیا الي أوروبا ، زیادة دول الاوبك لإنتاجھا من النفط ، اقفال أسواق المال أمام الشركات الروسیة ، تلك ھى الاحادیث والموضوعات التي تحسم نتیجة الحرب، تصرخ روسیا وتئن من الضغوط الاقتصادیة بسبب المغامرة ، تسعى جاھدة عبر تركیا
وإسرائیل للعودة الي المفاوضات ، تلك ھي العقلانیة ، غابت الحكمة وفارقت معالى وزیر المالیة وھو یتزعم اعتصام الموز ، كانت ملیارات الدولارات على أعتاب خزینة بنك السودان وبرنامج ثمرات یدق باب البیت السودانى بشدة ، شركات لصیانة الكھرباء
والسكة حدید وتأھیل الموانى ، یفقد الاحساس معالي وزیر المالیة ویمضي بشدة في المطالبة بإسقاط حكومة حمدوك ، في حسبانه ووفق قناعاته أن سیصبح المرشح الوحید بدون منافس لمنصب رئیس الوزراء وحارس خزائن أھل السودان ، كانت الغلبة لمعالي
الفریق أول محمد حمدان دقلو وحقق لنفسه ما كان یحلم به جبریل ابراھیم ، صارت وزارة المال والخارجیة ورئاسة الوزراء
والحدیث السیادى خارج الحدود من نصیب حمیدتي . لاننسى التذكیر بأن باخرة قمح أو وقود من الامارات لا تحل المشكل الاقتصادي عند جبریلنا كما یتأمل ، أبوظبى لیست جمعیة خیریة بل دولة لھا مصالح ترعاھا وأجندة لا تعرف الا الامارات أولا.
Well said….
مقال مسبك وكلام مرتب