سدَّد الله خطاكم.!

إمام الحرم المكي، عبد الرحمن السديس، شغل مواقع التواصل الاجتماعي أمس، ما بين غاضب وساخر عقب تصريحاته، التي بارك فيها الحلف السعودي الأمريكي واعتبر السديد أن الملك سلمان والرئيس ترمب يقودان العالم إلى الاستقرار والسلام، قبل أن يختم تصريحه بالدعوات المتتالية بأن يُسدِّد الله الخطى ويكتب الأجر.

تصريحات السديس تأتي في وقت يموت فيه المئات من المدنيين في اليمن التي تخوض فيها السعودية حرباً لم تسجل فيها السعودية نصراً يُذكر.

مثل تصريحات السديس وبعض المشائخ تضع الصبغة الدينية والشرعية على تحالفات المملكة وما يتبع ذلك من قرارات مهما تكون، لكن، طبعاً معلوم دور ونفوذ المؤسسة الدينية في المملكة. لكن السؤال، هل سيستمر هذا النفوذ حال تنصيب محمد بن سلمان ملكاً على السعودية؟

صحيح، ربما تكون العلاقة في الوقت الراهن أو على المدى القريب جداً مستمرة كما هي، يعمل الملك عمله وتبارك المؤسسة الدينية هذا العمل الذي عادة لا يخرج عما هو مألوف.

لكن على المدى البعيد، فإن الصدام وارد بدرجة كبيرة..نظراً لرؤية محمد بن سلمان الانفتاحية وتركيزه اللافت على فئة الشباب التي تُمثل نصف سكان المملكة والتي ترغب فعلياً في أن ترى هذه الرؤية محققة لكونها تلبي طموحاتها، فإن الملك الجديد سوف يكون في غنى عن هذه المؤسسة، إذا أبدت أي اعتراض على برنامج 2030 الذي يتبناه ويرتكز عليه محمد بن سلمان ويعوّل عليه.

هذه الأيام، بل ومنذ فترة، تملأ إعلانات الهيئة العامة للترفيه شاشات القنوات السعودية ذات الطابع الانفتاحي، هذه الهيئة عرّابها محمد بن سلمان، وقد وجدت مقاومة شديدة من التيارات المتشددة في السعودية والتي تُمثل فعلياً رأي المؤسسة الدينية الحاكمة، لكن لم يهتم بن سلمان، بل ضرب بهذه الاعتراضات والانتقادات عرض الحائط?ما يعني أنه ماضٍ في طريقه لتنفيذ رؤية 2030م

والبرنامج الذي يطرحه بن سلمان يتجاوز في جوانبه الثقافية الترفيه العادي، إلى إمكانية فتح دور سينما وإقامة حفلات غنائية، فحينما تم تدشين فعاليات هذه الهيئة، صادم آل الشيخ، مفتي المملكة الخطوة بتصريح شديد اللهجة إذ قال (الحفلات الغنائية والسينما فساد للأخلاق، ومدمرة للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين، والحفلات الغنائية لا خير فيها).

بعد سنوات قليلة، سوف يجد السديس وغيره أنهم يتسلمون خطابات شكر وعرفان ودعوات، بأن يُسدد الله خطاهم.
التيار