المبادرات وعدم الرغبة

أطياف – صباح محمد الحسن
تتواصل المبادرات الخارجية والداخلية والإقليمية والدولية ، للبحث عن حلول عاجلة للازمة السياسية بالبلاد ، والتي توالت عقب إعلان قائد الجيش الأعلى الفريق عبد الفتاح البرهان انقلابه على الحكومة المدنية في البلاد واعتقال رئيس مجلس الوزراء وعدد من القيادات في الحكومة ، وانتهت جميع المبادرات التي تدخلت لإشعال شموع المدنية من جديد ، ليشرق الأمل في نفوس انصارها والتي اجتهدت في البحث عن حلول تقي البلاد من الانزلاق والضياع جراء ماقام به المكون العسكري لكنها انتهت بعدم الوصول الى حل نهائي فالمبادرات الدولية المتمثلة في جهود المبعوث الامريكي ورئيس البعثة الأممية بالخرطوم واخيراً وفد الوساطة من دولة جنوب السودان جميعها لم يكن النجاح حليفها في جمع فرقاء الحكم في البلاد. وهذا يؤكد على أن كل المبادرات تتعامل مع القضية السودانية، على أنها مجرد اجراءات تصحيحية قام بها الفريق البرهان ، وقدمها على طبق انيق وظل يسوق لها في الاعلام فكل من يحسب ان البرهان قام باجراءات يعتقد أن إيجاد الحلول أمراً في غاية السهولة ، لكن الجميع لم يتعامل مع ماقام به على أنه انقلاب كامل الأطوار ، وهذا مايجعل المبادرات لا تتعدى في شكلها الزيارات الاجتماعية ، لانها تصدم بحاجز عدم الرغبة ، لذلك فإن وفد الجامعة العربية الذي زار البلاد امس والتقى بقائد الجيش لبحث الازمة وتفاصيلها والعمل على اصلاح ماتم إفساده نظر إليها الشارع بنظرة يشوبها الإحباط ، وقلل من نتائجها الإيجابية.
فعدم الرغبة في الوصول إلى الحل عند المكون العسكري من أجل الوصول إلى التوافق على نقاط مشتركة هو العقبة الحقيقة فقائد الجيش ان كان له الإرادة الحقيقية والأكيدة للحل ، لتقدم بخطوة نحوه ، إن كان باطلاق سراح رئيس مجلس الوزراء او الإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولكن الرجل مازال يقف على الحدود التي رسمها لإقامة دولته المعزولة بل انه مازال يواصل عمليات الاعتقال وسط السياسيين والنشطاء ، ولم يسلم حتى المعلمين من الاعتقال ، وهذا واقع يكشف عن نوايا عميقة في مواصلة ما تم إعلانه، عليه فإن الشعب السوداني (ناشد المدنية)، يجب ان لا ينتظر شيئاً من هذه المبادرات المتكررة ، ويكرس للعمل في ايجاد حلوله الناجعة والمعروفة لهزيمة الانقلاب ، بسلاح ثورته السلمية ، فحتى المجتمع الدولي وأمريكا ، تخطت رحلة البحث في الحلول الدبلوماسية لانها ادركت أنها لاتجدي ، وان الحديث عند قيادات الانقلاب لا يتجاوز التصريحات الاعلامية ، وإتجهت الى خيارات أخرى ، ربما تكون اكثر تأثيراً من غيرها ، وهي التلويح بفرض عقوبات اقتصادية على السودان تتمثل في وقف المساعدات الاقتصادية والمنح ومراجعة مواقفها من ديون السودان ، وأخيراً ذهب الي ابعد من ذلك وهو الاتجاه لفرض عقوبات على جنرالات الجيش لهذا فإن المبادرات الخارجية نتائجها في ميادين الحل سنكون ضعيفة للغاية ، لأن القضية ليست خلاف بين العسكريين والمدنيين ، لكنها تعدي واضح على الديمقراطية والتغيير واعتراض مقصود لمسيرة الثورة بعوامل القوة والعنف والسلاح طيف أخير : ياشعباً لهبك ثوريتك انت تلقى مرادك والفي نيتك
الجريدة
لا فض فوك الاعلامية صباح … فقد كفيتي ووفيتي في وصف هذا الكائن الغريب ..وصدق الطيب صالح لما قال من اين اتى هؤلاء والبرهان لا يختلف عن الكيزان فهو تربيتهم … ولكن نقول له ان الشعب الذي اسقط بشة وهو في قمة عنجهيته ورقيصه قادر على ان يسقطك ويسقط انقلابك …والله الا تحكم الطير ..لكن الشعب الصامد ده قال كلمته خلاص لا تفاوض لا شراكة لا مساومة ..تسقط بس
والله بعض الاحيان الواحد بفكر في نفسو كده ويقول البرهان دا قاصد يدمر السودان عديل كدي
لانو الشيئ البسوي فيه ده غريب وعجيب
ما ممكن زول عاقل يسويه لي بلدو
اللهم الا ان كان الزول ده يهودي عديل
وقاصد يقطع البلد دي ويرجعها مليون سنة للورا
ما في اي تفسير تاني معقول
هذه النتائج المؤسفة كانت بسبب مقدمات واستقطابات مؤسفة تدل أنه ليس لدينا رجال دولة في السودان يمكنهم أن ينهضوا بالبلد ويطوروها.
قد سادت لغة الكراهية والبذاءة بشكل مخيف وحتى من كانوا يمثلون الشعب في مجلس السيادة والوزراء كانوا يخاطبون بعضهم البعض بعدم احترام مما اوصل الاحتقان بشكل مفاجئ الى نهاياته واصرار العسكر بأنهم لن يجلسوا ثانية مع من أساءوا اليهم!!!!
حتى الصحفيين ومنهم هذه الصحفية كانت لغتهم لغة كراهية وشتائم وردحي أكثر منها لغة تلم الشمل وتواسي الجراح وتعزز مبادئ الديموقراطية باحترام الرأي والرأي الاخر وباحترام الانسان كإنسان، من اساء فهناك دولة القانون لتحاسبه ولكن بالحق والعدل وما عدا ذلك فيجب أن يكون النهج توافقي يجمع ولا يشتت ينوع ولا يستقطب.. وللأسف كلما تدعو لمثل هذا التوافق انبرى لك الناشطون بأنكم كوز! اي ان الطريق عندهم واحد اما ان تؤمن برأي واحد أوحد أو أنت ضدنا.
لغة الناشطين واركان النقاش هذه لغة جهولة لا تقود الا للفرقة والشتات والنزاع الداخلي حيث يتربص الكل بالكل وكان الحري أن يشارك الكل في بناء السودان.
اعلم أن هذا الكلام مر ولكنه هو الدواء لا محالة
انتو مش قلتو لينا انو البعثة الأممية دي تعكس عبقرية حمدوك لأنها تمنع الانقلابات؟
طيب ايه عملت البعثة دي الان؟