الحكومة دا حار… ودا ما ب ( أتكوى بيه) !

حسب ماعلمنا فإن مشاركة وفد المعارضة من قوى الأجماع الوطنى تمت بعلم الحكومة ، الوفد سافر بعلم الحكومة عبر مطار الخرطوم ، و تواترت أبناء عن قيام السفير الألمانى فى الخرطوم باخطار الجهات الحكومية بالدعوة الألمانية ، وأكثر من ذلك فإن الخارجية الألمانية أرسلت تاشيرات للأستاذين فاروق أبوعيسى وأمين مكى مدنى بعد تلقيها ما يفيد إطلاق سراحهما مع أمكانية لحاقهما مباحثات برلين ، لذلك قابل المراقبين والمحللين هجوم الحكومة على إجتماعات برلين بشيئ من الدهشة ، إلا أن من يعلمون ببواطن الأمور، و كيفية اتخاذ القرار فى الحزب الحاكم لم يقفوا كثيرآ عند التصريحات الحكومية، لجهة أن التجربة الحكومية فى مثل هذه المواقف لطالما حفلت بالتناقصات والمتناقضات والتكتيكات الصغيرة ، الحكومة لخصت موقفها فى ان اتفاق برلين لن يؤثر على مجريات الحوار الذى تقوده الحكومة بالداخل ، و ان الحكومة لن تتفاوض فى الخارج ،الحكومة تفاوضت فى الخارج فى ابوجا و نيفاشا و اسمرا و القاهرة و الدوحة و اديس اببا ، و لم تقم بادارة اى حوار جدى فى الداخل، فما الجديد فى الموقف الحكومى ؟ ليكون مكان الحوار هذه المرة هو احد الموضوعات الخلافية ، فبدلآ من الاختلاف حول اجندة الحوار ، اصبح الاختلاف اين يتم الحوار ، ربما هذه المرة تقلصت مساحة المناورة بدرجة كافية لابطاء اى تحركات حكومية على صعيد التلاعب بالألفاظ أو الأستغفال ، و لذلك تضع الحكومة ( العقدة فى المنشار ) ، وهى تعلم ان لا احد يصدق ان توفر اى اجواء مواتية لاجراء حوار فى الداخل ، بلا شك فان الحكومة تعيش وهمآ كبيرآ ان فهمت حرص الأخرين على حل مشاكل البلاد ناتج من قوة الحكومة وأستعصاء التعامل معها بأساليبها ، من عنف و بطش القوة و استخدام القانون بتعسف لتوقيف المعارضين او ربما تظن ان ما تقوله عن ضعف المعارضة هو حقيقة ما هو عليه امر المعارضة ، متى يدرك أهل الحكم أن البلاد محاصرة بقرارات مجلس الأمن سياسا واقتصاديا ، و ما كان يخشاه الموردين من وصول الامر الى اغلاق كل المنافذ المصرفية التى يمكن أن تسير طلبات الدولة والمواطنين فى ابسط الضروريات ، قد حدث بالفعل ؟ رغم مجهودات وزارة المالية و بنك السودان فى الابقاء على علاقات خارجية مع مراسليها من المصارف الدولية الا ان عشرات الاعتمادات و التحويلات ترتد فى كل يوم ، و من تبقى رفع سعر الفائدة على التحويلات و الاعتمادات بصورة خلقت اعباء اضافية للممولين ، و رغم انحسار الطلب على الدولار فانه يشهد ارتفاعآ متواليآ فى مقابل الجنيه وهو ما يحتاج الى تفسير ، ومن هنا فان الحكومة و لو لم تجد معارضة تسقطها فانها مع استمرار الاوضاع الحالية ستسقط من تلقاء نفسها ، ماذا فى جعبة الحكومة لتجعل من مكان الحوار عقبة فى وجه الحوار ؟ ففى الوقت الذى ترفض فيه الحكومة أى نشاط لمن يعارضونها فى الخارج فهى لاتفسح مجالا لمن يعارضونها فى الداخل ، فتسجن بعضهم وتطارد البعض الاخر ،( يعنى الناس يعملوا معارضة وين) ؟ هذا يقود بأختصار الى ان الحكومة لاتريد معارضة لاداخلية ولاخارجية ، و لا حوارآ فى الخارج و لا الداخل ، ربما يقف دليلا على ذلك ما فعلته الحكومة بمجموعة (7+7) ، لم تمض سوى بضعة اسابيع وأنفرط عقد (7+7) ، وأنفض سامرهم وأقبلوا بعضا على بعض يتلاومون، كيف يقوم حوار فى الداخل و اهم قيادات المعارضة الذين ينبغى للحكومة محاورتهم اما محكومين بالاعدام او مطلوب القبض عليهم او منتظرين محاكمتهم امام محكمة الارهاب ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..