الإعلامي حسن عبدالوهاب في حديث الصراحة

حوار: إنصاف عبدالله

الاعلامي حسن عبدالوهاب من القامات الاعلامية في بلادنا أثرت الساحة الاعلامية وبرز اسمه في خانة الأوائل الذين وضعو بصمة مميزة بحيادية تفكيره وثقته العالية بنفسة في مجال العطاء وهب نفسه للعمل فاعاطاه بلا حدود وكان له عدد من البرامج ذات الثقل الجماهيري فترة السبعينات اشهرها برنامجه (شواطيء) و(قوافل الزمان) كما اشتهر بحواراته الجريئة مع الزعماء والمناضلين الأفارقة ومن الذين اسهموا في وضع اللبنات الأولى لمنظمة الوحدة الأفريقية

التقته آخر لحظة خلال امسية صيفية اثناء تكريمة من قبل الجمعية السودانية الألمانية عقب عودته من المانيا التي عمل بها كمستشار ثقافي بعد إصابته إبان مرافقته للرئيس الراحل جعفر نميري كرئيس للوفد الاعلامي وكانت افادات ممزوجه بالوفاء لوطنه استهل حديثه بالحادثه بإعتبارها اصابات عمل كما وصفها لنا وقال

ذهبنا الى المانيا عام 1978في دعوة رسمية من الحكومة الألمانية وكان مقرر ان تكون الفترة سبعة أيام وكنت ريئسا للوفد الاعلامي وخلال اجتماع الرئيس الراحل جعفر نميري مع المستشار الالماني وقتها هلموت انشيت وكنا نقوم بتغطية وقائع الاجتماع حدث امر غريب سقطت مغشيا على وتم اسعافي الى اقرب مستشفى وبعد ان وعيت الى ماحولي وجدت امامي الزميل حسن ساتي واخونا ادروب عبدالرحمن احمد عليهم الرحمة وعندما سالتهم اخبروني بما حدث وكان اهتمام منقطع النظير من الألمان بصحتي و اتضح اصابتي بالفشل الكلوي

والحقني الرئيس نميري واستاذنا علي شمو بالسفارة ومع العلاج حدثت لي مضاعفات اضطرتني اجراء 313 عملية والان اعيش بنصف رئة وكلية مزروعة والكليتين تم استئصالهما واربعة دعامات مسامير بروتنزا المسطره والحمد لله

وتحدث الينا عن اشهر برامجه التلفزيونيه (قوافل الزمان) و(شواطيء) وقال اجريت مقابلات مع كل الرؤساء الافارقة هذا يفند الحديث الذي يدور باننا غير مهتمين بالقارة الافريقية ونحن اسسنا منظمة الوحدة الافريقيه واجريت لقاءات مع كل الرؤساء الأفارقة روبرت موغابي سام نيوما ايزاميل موبوتو سيسي سيا بري اوبو سانجو كوكوكوزانجا زانجا سياد بري والسادات جميعهم وحتى القضية الفلسطينية تطرقت اليها خلال برنامجي ويواصل بفخر حتى الكفاح في جنوب افريقيا للسودان الفضل فيها الى جانب عدد من الدول الأفريقية التي استضاف السودان مناضليها وزعماؤها

وبخبرته الاعلامية الممتدة التي لم يفلح المرض ان يمنعه من مواصلة العطاء تحدث عن الطفرة الاعلامية خلال العشرة سنوات الماضية وقال لقد تطور الاعلام بما لم يتطور في نصف القرن الماضي واصبح القاريء ولا المستمع ولا المشاهد هو نفسه القديم وماكنا نسميه المتلقي لم يعد متلقيا اصبح مثل شخص كمن فك من عقال وله حرية مطلقة

المسألة الثانية سابقا كنا نبحث عن المعلومة الآن تطارك من مناطق وجهات مختلفة فأصبح مسألة اخفاء معلومة شيء غير موجوده وتقليدية ونجد خطورة ذلك على اشياؤنا وعلى التربية الداخلية

صحيح العالم اصبح قرية صغيرة في ظل العولمة لكن انعكاساته على الناس في الداخل جعل اهتماماتهم تكون محليه داخلية كمثال نحن في الداخل لم نكن نعرف المعالجات التي يتخذونها

كنا نسمع بما يدور في اوكرانيا او ساندييغو وبانهم يحملون السلاح زمان ما كنا نعرف ماهى مطالباتهم الان كل الاخبار نعرفها واصبحنا نقارن مايفعلون بحاجاتنا هذه هى الردة التي صنعتها العولمة عرفت الناس بالعالم لكن جعلتهم يرتدو في محليتهم واصبحت قضية العالم فيها كثير من الخطورة كتير من التباعد الداخلي معرفه بالعالم كبيرة واسعه جدا وتناقص في استقطاب داخلي ضيق هذا تناقض كبير

وعندما سألناه عن الزمن الجميل وزملاء المهنة سرح بعيدا وقال

زمان الناس عندهم الزمان الجميل ويقولون ياحليل ايام زمان، لكن هذا الزمان الجميل وقتها كان الجميع ضده دهوهذا شيء قديم وبطلاقته الاعلامية يواصل ويقول حتى في الغناء نجد الفنان الكاشف كان يتغنى بدرره ويقول ( اه ياليالي زمان ياليالي زمان) يضحك ويقول اؤكد لك هذا الزمن الجميل يقابله الحاضرونجد شكوى من الزمن نفسه الحاضر هذا التناقض العجيب في حياتنا يذكرني بالشخص الذي يصعد السلم ولا يتظر للمسافة التي قطعها انما للدرجات المتبقية او مثل الذي يمتطي سيارته ينظر من خلف نافذته يجد كل الاشياء متحركة الا هو ثابت ، ويواصل قائلا..نعم

اسماء لاتغيب عن الذاكرة بعضهم رحمهم الله وهم كثر في المجال الاعلامي وغيرة منهم ابوبكر عوض متوكل كمال عبدالرحمن احمد، عبدالوهاب احمد صالح، منصور عبدالرحمن ،

ليلى وسهام المغربي

وكعادة المبدعين تتغير امزجتهم ونظرتهم في جانب الغناء والفن ويقول

استمع بالمزاج وبالوقت قد احب في لحظة موسيقى كلاسيكية وعندما ينتهي الوقت ومع تعقيد الموسيقى الكلاسيكية احب اسمع النعام ادم مستحيل اقول احب الفنان فلان الفلاني ، الاستماع الإبداع وحتى القراءة كلها مربوطه بالزمن والمزاج

على الرغم من طول الفترة الزمنية التي قضاها بالخارج الا انه قاريء جيد للصحافة السودانية ويقول

بالطبع الصحافة جزء مني و صحافتنا متطورة جدا خاصة المشااركات النسائية وبناتنا يكتبن بصورة متميزة جدا مقارنة بزملائهم في المجال بالنسبة للصحافة في العالم العربي

ولأنه اعلامي مطبوع ينظر لقضايا الصحافييين والقضايا التي يواجهونها بشي من الشفقة ويقول

النظرة للصحافييين العاملين الان دونية وغير مبررة ولدينا مستويات مميزة جدا من الاعلاميين والاعلاميات واي نظرة دون ذلك فيها تحامل، كانت هناك قبائل اعلامية صحافة تلفزيون اذاعة الان دخل لانترنت الموبايل التويتر والفيس ويعلق الدراسة الاكاديمية اراها لاتعطي صحافييين ناجحين لابد تتبعها الموهبة ويضرب مثلا بالأستاذ محمد حسنين هيكل

ويقول ان ابرز مقومات الصحفي الناجح ان يكون متابع وملم بكل مايحيط به ولابد من توافر المعرفة في المسائل الداخلية اسرارها ومصادر معرفتها ومقارنتها بما يحدث في لخارج ثم المطالعة الدائمة

ويعلق حول لجؤ الكثيرين لكتابة العمود الصحفي ويقول لا اقرا بالعمود انما بالموضوع نجد العمود ليس هو الاساس انما تعقيب وتحليل لما يكتب الصحفي يعبر عن قضايا بالتجربة اكثر من صحفي اخر

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الأستاذ حسن عبدالوهاب لك كل التحايا وكل الود وكل الشكر من أبناءك طلبة مدرسة الهوارة أبان فترة عملك معنا كنت أستاذ للغة الإنجليزية وكنت نعم المعلم ونعم المربي .. كنا ننتظر حصصك بفارغ الصبر .. لأنك كنت تجيد تدريس لغتك بطريقة لا أستطيع وصفها فقد أحببتنا في اللغة الإنلجيزية .. ولأنك بعد نهاية الحصة كنت تكلمنا عن أفريقيا وعن الساسة الأفريقيين وعن نلسون مانديلا وموجابي وعن جومو كنياتا والكفاح في كوبا وكاسترو وجيفارا … لقد جعلتنا نهتم بالسياسة وبالثوار في جميع أنحاء العالم حتى الآن .. فلك كل التحية وكل التجلة وربنا يطول في عمرك .. فأنت قمة سامقة .. علمتنا الأدب … والسياسة .. وجعلتنا نواظب على صلاتنا ونحن صغار … فوالله لم ننساك أبداً .. ولن ننساك … أبناءك طلبة مدرسة الهوارة عام 1964 – 1965 – عنهم أحمد الجمل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..