أهم الأخبار والمقالات

ما هذه الفوضى يا حمدوك؟

كمال كروري

لم يُحظَ رئيس وزراء سوداني بقدر من السند والدعم الشعبي الذي وجده حمدوك من الشعب السوداني الذي فجر اعظم ثورة سلمية تغنى بها كل العالم ودفع مهرها دم غالي دفعه المئات من الشباب الذين كانوا يحلمون بوطن يغسل عن شعبه عار ثلاثين عاما من حكم المخلوع عمر البشير ومناصريه من “الإخوان” و “المنتفعين” الذين لا يعرفون غير لغة القتل وسرقة مال الشعب.

تدنّت اليوم كثيرا شعبية حمدوك لا لأنه سارق او قاتل، فالرجل بعيدا عن هذه الممارسات الشاذة، لكن تدنت شعبيته لأنه بصراحة لم يحقق شيئا من أهداف الثورة، وبدا وكأنه يغرد خارج سربها وترك أمر البلاد في يد اللجنة الامنية لنظام البشير لتوصل البلاد إلى هذا المنحدر الخطير الذي آلت آليه.

في ملف العدالة، لا تزال دماء الشهداء معلقة بين الارض والسماء وقلوب الامهات تعتصر وهي ترى المجرمين احرار طلقاء. بعد 20 شهرا من تشكيلها لم تحرك لجنة نبيل اديب ساكنا رغم وضوح ادلة وقرائن جريمة فض الاعتصام التي ستظل عارا تاريخيا لمرتكبيها ولمن يسوفون في محاسبتهم. الم تستطع يا حمدوك لجنتك التي شكلتها ان تتوصل حتى الآن إلى الحقائق التي يعرفها الصغير قبل الكبير والمتمثلة في ان جريمة فض الاعتصام وقعت أمام القيادة العامة للجيش حامي الشعب وفي نفس الزمن في 4 قيادات اخرى بالولايات مما يعني ان هنالك اوامر عليا صدرت من أعلى هرم المؤسسة العسكرية؟. الم تتوصل لحقيقة إغلاق بوابات القيادة وتجريد افراد الجيش من اسلحتهم مما يعني ايضا ان هنالك اوامر عليا صدرت من أعلى هرم المؤسسة العسكرية؟
وحتى إذا افترضنا جدلا ان وحدات الجيش لم تشارك في عملية فض الاعتصام فهي لم تحمِ الثوار الذين كانوا في دارهم فهذا يعني ايصا أن القيادة العليا كانت توافق على ذلك. وهل يمكن ان يتم قطع الإنترنت بدون اوامر عليا؟

هل تريد اللجنة افلاطونا ليفسر لها حقيقة ان المطاردات التي استهدفت الثوار خلال الساعات التي تلت الجريمة والتي نفذتها وحدات من القوات النظامية لا يمكن ان تتم دون اوامر وموافقة القيادة العليا. الم تجلس اللجنة لدقائق لتستمع لخطاب البرهان الكارثي الذي اعقب الجريمة او تستمع لاعترافات كباشي؟
هل تحتاج كل الفيديوهات التي تظهر بشكل واضح ضلوع قوات الجنجويد في الجريمة كل هذا الوقت لإثباتها؟

لماذا لم تتم محاسبة مفسدي النظام المباد حتى الآن؟ ولماذا لم يحاسب من فتح المنافذ أمام شقيق البشير والتركي اوكتاي وغيره من المحرمين للهروب بأموال الشعب إلى خارج البلاد ليهددوا الشعب وثورته؟

رغم تمتعك يا حمدوك بخبرة اقتصادية دولية وكنت أملا لإخراج البلاد من كبوتها الا تدري يا حمدوك أن الاعتماد على الخارج فقط لن يجدي نفعا؟ أين ملف إعادة هيكلة القطاع المصرفي المليء بكل اشكال الفساد؟ لماذا يستمر البنك المركزي في ادائه الباهت؟ كيف تسمح بتعويم الجنيه قبل ان تضع اهم الاسس التي تحمي العملة الوطنية وتوقف التدهور المريع الذي لحق بها؟ اما كان الاجدى اولا تغيير الجنيه المنتهك بالتزوير المحلي والعابر للحدود؟ لماذا لم تتخذ ما يلزم من إجراءات لامتصاص الكتلة النقدية الزائدة والمقدرة بنحو 900 تريليون جنيه والهاربة من المظلة المصرفية والضريبية والتي كان يمكن ان يكشف إجبارها على الدخول للمصارف من خلال تغيير العملة عن بؤر الفساد الضخمة التي ترهق اقتصاد البلاد؟

لماذا لم تفعل ما يجب لإجبار الاجهزة الامنية على تسليم الكم الهائل من الشركات المدنية والتجارية التي تمتلكها رغم انها باعترافك تشكل 80 في المئة من اقتصاد البلاد المنهك؟

ألم تفكرون في ال 70 في المئة من الفقراء من شعبكم قبل اتخاذ قرار تحرير الوقود؟ الم يكن بالإمكان قبل اتخاذ هذا القرار وقف نزيف الصرف البذخي الذي تتسبب فيه اساطيل السيارات الحكومية التي تجوب الشوارع بلا طائل ولا يركبها طبيب او استاذ جامعي او منتج حقيقي؟ الم يكن بالإمكان وضع تدابير استباقية واضحة تضمن عدم تأثر اسعار النقل العام والسلع الغذائية والخدمات بهذه الزيادة الكارثية؟

لماذا لا يتم وقف نزيف تهريب الذهب؟ أيعقل ان يتم ضبط شركة طيران متلبسة 4 مرات بشحنات ذهب مهربة وبدلا من وقفها ومحاسبتها تكافأ بمنحها حق الناقل الرسمي للوفد الحكومي المشارك في مؤتمر باريس ويتم تجاهل الناقل الوطني المدمر بأيادي الشركات المهربة نفسها؟

كيف تسمح حكومة ثورة بوضع البلاد في برميل من البارود في ظل وجود الدعم السريع كجسم موازي للقوات المسلحة إضافة إلى اكثر من 11 جيشا تتبع لحركات مسلحة بعضها موقع على اتفاق السلام ولديه وحدات متمركزة في مناطق مدنية حيوية داخل العاصمة الخرطوم ومزودة بأسلحة ثقيلة منصوبة على بعد كيلومترين من مطار الخرطوم الدولي؟ لماذا تسرح عصابات النيقرز والعصابات التابعة لكتائب الظل وتنظيمات المؤتمر الوطني المحلول في قلب العاصمة وتروع السكان العزل وكأنما البلد بلا شرطة ولا حامي.

لماذا يتأخر تشكيل المجلس التشريعي وتمرر الكثير من القرارات المصيرية دون موافقة الشعب؟
الكثير من الاسئلة المحيرة التي تحتاج منك إلى إجابات قاطعة يا سيادة رئيس الوزراء.

‫8 تعليقات

  1. برافو عليك كفيت ووفيت … يجب ان يرحل حمدوك بقحته وعسكره وجنجويده وتكوين حكومة ثورية ذات قرارات فورية بالقبض على كل رموز الدواعش داخلياً وخارجياً وإسترداد كافة اموال الشعب المهربة لتركيا و دبي وماليزيا والمطالبة بالقبض على المجرمين الهاربين فوراً وتسليم كل الشركات الأمنية للشعب وحرمان جيش الكيزان من ممارسة التجارة وتهريب الذهب والسلع النقدية وقصر أعمالة في الجوانب العسكرية فقط !!!!

  2. يا استاذنا العزيز ،، مشكلة حمدوك في عدم الشفافية والمصداقية
    والله نحن زاتنا احترنا ،، هل هو شغال شغل ما عايز يفصح عنه ويفاجئنا ام ما هو الحاصل ؟؟؟؟
    من ناحية لو فكرنا من ناحية عقلانية ،، السياسة الماشي بيها دي هدفها هو اسقاط ديون السودان وهي 60 مليار
    اتخيل لو المبلغ دة تم اسقاطه عن السودان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    لو فعل هذا خلال الموعد المضروب وهو نهاية هذا الشهر المفروض السوداني يصل مرحلة القرار ، فهذا يعني انه بطل قومي
    ولكن السؤال هو ،، هل هناك ما يطمئن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لو الامر كذلك فاننا مستعدين ناكل التراب لحدي ما دة يحصل لمستقبل السودان ومستقبل الاجيال
    مشكلة حمدوك في عدم الشفافية
    مع شعب مستعجل ،، وشعب يحارب ضعه البعض واي واحد مستني سقوط الاخر ،،
    ومجلس عسكري يعمل معظمه ضد الثورة ،،
    مشكلة حمدوك وقحت انهم لمن استلموا اتعاملوا بمثالية مع بعض المجرمين ،، كان لابد من ازاحة كل الضباط الكبار المشكوك في امر ولائهم ،، للان الكل عارف بان مطار الخرطوم هو بؤرةالفساد و التهريب ،، لماذا لم يتم تغيير كامل الطاقم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هناك بعض الفوضى من المتفلتين لماذا لم تقم الاجهزة النظامية بحسمها ،،، نعم الكثير من الضباط وطنيين ولكن هناك قلة قليلة جداً غير ذلك ،، فيجب وضع الامور في نصابها يا حمدوك

  3. ممكن تقول بس هو فاشل ويجب ان يرحل وهذا كلام صحيح أما تبقى كل حجتنا اللجنة الأمنية والعسكر والدولة العميقة ده كله كلام فارغ وشماعة للعاجزين . خليناه حمدوك طيب أرني وزير أو والي واحدد حقق إنجازا أو لديه خطة عمل يعني خطة تخاطب الشعب وتقول ليه أين نحن الآن وأين سنكون بع سنتين مثلا وماهو الطريق الذي سنسلكه وما هي العقبات المتوقعة وكيف يمكن التغلب عليها. الناس ديل ليس لديهم قدرات لإدارة بقالات فكيف نتوقع منهم إدارة بلد تتقلب في المشاكل منذ عام 1955م . كيف ضاعت الثلاثين العام الماضية هي ضاعت بالتسويف الذي يبدأ باليوم دون ما تشعر به والآن نحن نسير في نفس النهج الآن مرت سنتين ونصف دون إنجاز أي شيء وسوف تنتهي الفترة الانتقالية ولن يتحقق شيء وهكذا ثم تجرى انتخابات مهما كان الفائز فيها ف‘ن البقية سوف لن يقبلوا باللعبة الديمقراطية وسوف لن يتركوه يحكم مهما كان وهكذا شعب فوضوى وسياسين عطاليين وأنانيين وانتهازيين ومرتزقين ومرتشين وخونة

  4. اكبر خطأ ارتكبه حمدوك حينما لم يتمتع بالشجاعة لتغيير العملة…
    لإجبار الفاسدين المكتنزين والمتخمين بأموال السحت والفساد…إجبارهم على اعادة هذه الأموال إلي خزينة الدولة … ومتابعة نشاطاتهم القذرة في تبيض الأموال الملوثة بالدماء وكل شئ قذر…لكان ظل الدولار في حدود المائة …لان الفلوس ليس بأيديهم المضاربة …واي تعامل تجاري يجب ان يكون خاضع للمراقبة مع دفع الضرائب المستحقة للدولة مهما صغرت قيمة التعامل …وهكذا تضبط الاقتصاد مع حول ثلاث اصفار لتقليل تكلفة الطباعة

  5. قد يكون حمدوك مقصر و لكن الحق ايضا ان نقول لماذا ارتضي الشعب مشاركه العسكر اصلا من البدايه او علي الاقل لما1ذا بعد جريمهة فض الاعتصام و ماتلاها من اعترافات و خطاب البرهان لم يصعد الشعب ثورته حتي يكون الحكم مدني ميه الميه

  6. انت عضويتك لايتعدي الف شخص عايز انتخابات ممثل واحد البرلمان الله اعلم . اعمل ندوة لتتعرف الي وزنك ابراهيم الشبخ لما افتتح دارا لكم في بارا كيف كانت الاستقبال والندوه حضرها كم طوالي لما جاء الخرطوم قدم الاستقال طوالي عرف انو مافي قواعد ولايحزنون

  7. أولا تحياتي لكم … هذا الحمدوك هو شبه لكثييير من السودانين الذين يودون المجد دون البذل والعطاء … إضافة إلى حقيقته المتمثلة في عمالته للغرب والمسألة واضحة … أقرب شخص عمل الدور دة هو المصري د محمد البردعي ال دمر العراق … وحمدوك جاي يعمل نفس الدور
    وانتم شعب كلكم مغفليين وتستاهلوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..