مفهوم الدولة المدنية وتعارضه مع دعوى الدولة الزنجية

محمد عمر

مفهوم الدولة المدنية وتعارضه مع دعاوى ( الدولة الزنجية )
تعريف الدولة المدنية :هي دولة تحافظ وتحمي كل اعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية او القومية او الدينية .
هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر. فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك. فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم من مبادئ الدولة المدنية الثقة في عمليات التعاقد المختلفة وكذلك مبدأ المواطنة والذي يعني ان الفرد لا يعرف بدينه او بمهنته او باقليمه او بماله او بسلطته وانما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن، أي أنه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات. وهو يتساوى فيها مع جميع المواطنين. أيضا من أهم مبادئها أن تتأسس على نظام مدني من العلاقات التي تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، والثقة في عمليات التعاقد والتبادل المختلفة، حيث أن هذه القيم هي التي تشكل ما يطلق عليه الثقافة المدنية، وهى ثقافة تتأسس على مبدأ الاتفاق ووجود حد أدنى من القواعد يتم اعتبارها خطوطا حمراء لاينبغي تجاوزها اهداف ورؤية اصحاب مشروع( الدولة الزنجية) في السودان كما قدمه منظروها

1/ اعادة تعريف الدولة السودانية .. افريقانية الهويه … باعتبار ان الجغرافية والثقافة والتاريخ
وحذف التعريف الاستهبالي المسماة (( عرب ممزوجه بي دم الزنوج الحارة ))
2/ تفكيك مؤسسات دولة الجلابة وتفكيكها وتصفيتها لصالح الامم الزنجية كتعويض للحقوق التي استلبها الجلابة لصالح احفادهم منذ دخول المستعمر وخروجه
3/ منح الاقاليم الزنجيه نظام حكم ذاتي كامل يمكنها من صناعة دساتير تمكنها من الاستفادة من مواردها كاملة واغلاق كل المنافذ التي مكنت دولة الجلابة من استغلال موارد الاقاليم الزنجية
4/ دستور يوضح بجلاء افريقية الثقافة السودانية وتعريف الثقافة العربيه باعتبارها ثقافة وافدة وذلك بغرض ازالة النصوص الوهمية المستفزة (( مثل السودان بلد متعدد الاعراق والثقافات )) علما” بان العرق السوداني الحقيقي هو عرق افريقي خالص
وبالنظر الى الفقرة بالرقم 1والخاصة بتعريف الدولة السودانية ، بان التعريف (الاستهبالي ) لم يكن جزءا من اي من الدساتير السودانية المؤقتة ولا الثابتة منذ استقلال السودان ،بل هو مقطع من اغنية سودانية تعبر عن رؤية شاعرها وقطاع عريض من السودانيين وان التعريف السابق لم يكن الا في مخيلة كاتبيه ، وان كتابة الدساتير ونصوصه تخضع لمعايير وطنية وانسانية ودولية ، ولا مكان فيها للعواطف والرؤية الاحادية .

الفقرة الثانية وهي التي تتحدث عن تفكيك ما اسماه (دولة الجلابة ) لصالح الامم الزنجية . فبالرغم اختلاف قوى سياسية سودانية عديدة على مسالة تفكيك مؤسسات الدولة السيادية بعيد التغيير المنتظر لنظام الانقاذ كالجيش والشرطة والقضاء والخدمة المدنية وذلك لخطورة ذلك على بقاء السودان موحدا ، فقد تنازلت الى مربع اعادة هيكلة المؤسسات بحيث يضمن الوضع الجديد عدالة الانتساب اليها من جميع ابناء الوطن ، كما ان الفقرة اياها تناقض مبدا العدالة والمساواة التي تنادي به الدساتير الحديثة ، ومبادئ الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع .

الفقرة الثالثة هي متناقضة تماما مع عنوان الدولة الزنجية ، فهو يطالب بالحكم الذاتي (للاقاليم الزنجية) في نفس الوقت الذي يطالب بحقوق اضافية في الدولة المركزية (الزنجية) ، وعلى العموم فمطلب الحكم الذاتي ظلت تنادي به الحركة الشعبية ?قطاع الشمال ليشمل جنوب كردفان والنيل الازرق ويخضع قبوله لاجراءات و عمليات تسبقه .تعرضت له في دراسةمنشورة (هل يصلح الحكم الذاتي كانموذج للحكم في النيل الأزرق)

اما الفقرة الرابعة .فهي تتعارض مع كل انواع الدساتير ، فالدستور لا يصف ثقافات شعوبه بان تلك وافدة وهذه اصيلة وان من المفيد لانصار الدولة الزنجية في السودان ان يطلعوا على الدساتير الوطنية في الدول ذات القوميات و الثقافات المتعددة ، ويقرأوا في تجارب الشعوب التي سبقتنا في هذا المجال ليتينوا خطل وخطورة تبني مشروع يدعوا لتقسيم مواطني البلاد على اساس عرقي .

الخاتمة
ان اية محاولة توصيف الصراع في السودان بانه بين مكونات الشعب المختلفة عربي وزنجي ، وافدين ضد اصلاء شمال ضد جنوب ، لا يخدم الا النظام المتشبث بالسلطة ومقاليد الامور بالبلاد . ويطيل بقاءه ويشتت جهود ويصرف انتباه المواطنين عن عدوهم الحقيقي . الصراع ليس صراعا افقيا بين مكونات الشعب الصراع هو صراع راسي بين كل قوى الشعب السوداني وجماهيره وبين طبقة طفيلية متسلطة باسم الدين والشعب ، فلتتحد القوى الحية من ابناء السودانيين لاسقاطها والاتيان ببديل وطني ديمقراطي .ولدعاة مشروع الدولة الزنجية كما اطلعنا على رؤيتها ،اقول لهم ان المشروع يناقض مبادئ الدولة المدنية الحديثة والقانون الدولي الانساني وهي أسوأ حالا من دولة الانقاذ التي يناضل السودانيون جميعا لاسقاطها

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الصراع الحقيقى بين ممتطين للاسلام و مواطنين شرفاء و عشان ماتسرح الناس و تتهمنى بالدجاج الالكترونى لكن لغة المقال مستفذة بحيث اصبحت توصف قطاع من المواطنين بالجلابة و هذه القولة يطلقها المواطنين من المناطق الغربية بكثرة فالدستور عندما يوضع لا يميز بين اى مواطن من شرق و لا غرب و لا شمال او جنوب و حتى الجنوب المستقطع من جسم الوطن فكلنا نتساوى فى حقوق الدستور مع التركيز على المناطق التى غشاها الظلم زمنا هذا هو السودان

  2. السودان للسودانيين بدون فرز
    انهاء تسلط المؤسسة العسكرية وإخراج العسكر من المدن والسياسة
    أي إقليم يحكم أبنائه (السودانيين المتواجدين فيه ) اقليمهم ويشاركون في حكم السودان القومى
    أي حزب لا يقوم بتطبيق الدستور العام للأحزاب والديمقراطية لا يدخل انتخابات
    لازم العاصمة القومية يكون لها تعريف خاص
    الميناء السودانى بورت سودان وجميع شواطئ البحر الأحمر يستطيع أي إقليم انشاء رصيف خاص به لمنع احتكار الخرطوم
    تبديل العاصمة القومية الى عاصمة فيدرالية فيه خير كثير
    (((مافى زنوج وعرب وكلام في كلام كل هذه المجموعات المتواجدة في السودان مجموعات لها تاريخ ضارب في القدم وقد ساهموا مساهمة كبيرة في تعمير السودان )) الوافدين هم من ليس له وجود منذ الثورة المهدية وحتى الاستقلال

  3. كلام من خيال الكاتب ليس الا
    يوم ما سمعنا حاملي السلاح قالوا عايزين دولة زنجية و طرد العرب
    كل الحروبات نتاج مظالم لا يخطئها عين الا اذا كان به رمد
    احترموا عقول القراء

  4. مقال مهم ولكنه مبتور… لم يحدد مصادر استقاء معلوماته… لم يحدد بالضبط من هم المنظرون ..؟؟..لا اعتقد ان هنالك دعوة لزنجية الدولة السودانية ولكن الواقع يفرض ذلك وكل ما ظللنا نفعله ونقوم به الى اليوم هو سباحة عكس التيار.
    نوبية دولة السودان او سودانية دولة النوبه هي حقائق واقعية وتأريخية لا مناص منها فكل نوباوي-نوبي- سوداني والعكس صحيح..؟!..
    عندما اقول نوبة لا اعني نوبة الشمال وانما النوبة التأريخية وممالكها المتعاقبة وبقاياها من المستلبين ممن اطلق على نفسه اسماء مثل شايقية وجعليين وما الى ذلك والتي تتعدى حدود جغرافية سودان اليوم، اي بمعنى ان كل من بداخل خارطة السودان اليوم هو سوداني الا من ابى..؟؟!.. والكل له حق ان يتبنى ما يشاء من ثقافة وحضارة ودين دون فرضه على اللآخرين في اطار سودان موحد يسع الجميع
    ان حقيقة قيام ووجود دولة مثل امريكا اليوم بكل مقوماتها لم تكن بتيجة تنظير او دعوه وانما كان واقعا حتمته ظروف موضوعية وكان لايد من الاعتراف بكل مكوناتها، علما بان المكون الزنجي في امريكا لم يكن وجوده نتيجة ظروف طبيعية ولكن لظروف غير طبيعية معروفه للجميع ورغم ذلك لم يهمشوا عندما شرعو في انشاء الدولة الامريكية الحديثة..؟؟..
    الاجابة على بعض هذه الاسئلة قد تغنينا عن ما ظل ينادي به المنافقون ويطلقون عليه حوارا وما هو الا ذر للرماد في العيون ..؟؟!!

  5. **مشروع الدولة الزنجية !!!!!!!!
    لست ادري من أين أتي كاتب المقال المحترم بهذه الفرية؟..لقد رأيت جهات السودان الاربع ..وعشت مع جميع مكوناتها بمختلف طيفهم ومستوياتهم.. ولم اسمع بهذا المشروع..أن اغلب مكونات اهل اقاصي الشمال وهم “رطانة”..كما هو الحال بالنسبة للغرب.. وان أهل شرق السودان ايضا معظمهم “رطانة” كما هو حال مكونات اهل جبال النوبة والانقسنا..وبذا قد اكتملت الجهات الاربع باعتبار اصولهم لحامية..وباعتبار وصفهم لانفسهم كما هو وصف الاخرين لهم بانهم من “السكان الاصليين”..والله لم أجد بينهم من يشير غمزا او لمزا لمثل هذا المشروع “الافك”..
    او حتى السماع به..

    كل ما في الموضوع ان تلك الجهات.. وتحديدا الجهات المشتعلة الان تطالب بحقوقها الموضوعيه المشروعة..في التنمية والتقاسم “الحقيقي” للثروة والسلطة..

    ولكن درج هذا النظام على تثبيت “في العقل الجمعي” وصم كل من يطالب بحقوقه بشتى الوسائل وتحديدا اذا كان من جهة الغرب (دارفور وجبال النوبة) بالعنصرية والقبلية والجهوية والزنجية وما لا يخطر على قلب..

    الحقيقة هي.. ان جميع مناطق السودان بما فيها “الخرطوم..نهر النيل..الجزيرة والنيل الابيض..الخ) تساوى في المظالم..ولا ينعم بخيرات البلد سوى اهل هذا النظام القذر..

  6. السودان ليس بدوله افريقي ولا عربيه صرفه
    السودانيون هم سودانيون فقط
    دولة متعددة الاعراق والثقافات والديانات ولكن الاغلبية هي من المسلمين مع وجود الديانه المسيحيه ووجود الوثنيين واللادينيين ويلزم السودان دستور دائم يعطي كل هذه التباينات حقها بموضوعيه والاتفاق حول هذا لا ياتي بتصويت الاغلبيه انما بناءا على الوفاق والاتفاق وليس لحزب او طائفه فرض ايدولوجي معين على البقيه ويكفي السودان التجارب الفاشله وغياب المنهج ويمكن الاهتداء بتجربة مهاتير محمد بماليزيا وبعض من التجربه التركيه ولا تضيعوا وقتكم وجهدكم فيما لا طائل منه ولا فائده ويكفي اكثر 60 عاما منذ استقلال السودان ضاعت سدا

  7. مدعى العروبة يعيشون فى وهم وهلع بعد أن إستشعروا فداحة سياسات الإنقاذ فى تفتيت الشعب السودانى وإدعاء سمو العنصر العربى فى بيئة أفريقية خالصة وبالرغم من هذا لا أدرى من أين نجر الكاتب عبارة الدولة الزنجية هذه فلم يحدث أبدا لا فى تاريخ السودان القديم أو الحديث إستخدام مثل هذا المصطلح اللهم إلا إذا كان الكاتب يعيش توهما وتصورات لا وجود لها.

    والحقيقة يعيش أهل الإنقاذ مثل هذا التوهم لكنهم يناقضوا أنفسهم دوما وكأن الدرب راح ليهم كما يقول المثل فنافع على نافع صرح ذات مرة بأنهم من بقايا الأندلس لكن لم يمر زمن طويل على ذلك حتى صرح بأن الغرباء يريدون طرد الأصلاء من الدولة؟؟؟ فكيف يستقيم ذلك فهو يصرح بأنه وافد ثم يدعى بأنه أصيل؟؟ هذه هى المعادلة التى يحتاج مدعى الإستعراب حلها وأن يتوقفوا عن هذا الهوس والوسواس الذى يعيشونه فكل الشعوب جنوب الصحراء متعايشة من نفسها ومتصالحة مع هويتها إلا هؤلاء.

  8. كدي اول حاجة ورينا مين هم دعاة الدولة الزنجية؟ هل هم منظمة او حركة مسلحة وللا شنو بالضبط؟ وبيتكلموا باسم منو ؟
    عشان ما يكون تنظير في الفاضي ساكت..

  9. هههههه…..والله يا محمد عمرانت امنجي خطير , الله يهديك يا اخ دع الفتن قالسودان ليس ناقص فتن لتشعلل النيران هنا وهناك يا اخ اتق الله فانت ميت في يوم وسوف تسال ان اي حرف كتبته, مع ايماني بوجود مظالم واضحة لبعض بناء الاقاليم الطرفية لكني ضد حمل السلاح لاخذ المطالب لان اضرارها اكثر من نفعها. لكني يوما لم اسمع بحلة السلاح يدعو بدولة اسمها الدولة الزنجية وكل ما كتبتبه في مقالك هذا ليس له اي شي من الصحة

  10. ولماذا تخاف من ( الدولة الزنجية ) ؟؟؟؟؟
    ولِمَ تحكم عليها مسبقاً ؟؟؟

    أعطها فرصة ( يا سعادتك ) وجرِّبَها !!! يمكن تنفع …… .

    هل نجحت الدولة ( العربواسلاموية ) منذ الاستقلال وإلي الآن ؟؟؟ وذهب الجنوب – وسيذهب الباقي طالما ( أمثالك ) الأمنجيين يحكمون ويكتبون .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..