شرق السودان بين ايدولجية النخب الحاكمه والدوله الفاشله

في الوقت الذي تتراجع فيه الحروب بين الدول عما كانت عليه في السابق يزداد الصراع الدموي والحروب الداخلية في كثير من دول العالم الثالث وبخاصة السودان ومما زاد الوضع ضراوة هو استئثأر نخب معينة بحكم هذه البلاد متبعين في ذلك مقولة ادم سميث التي مفادها ( كل شئ لنا نحن ولا شئ للاخرين ) .
ومما زاد الوضع سؤا” هو عدم وضع اي اعتبار للكيانات الاثنية الاخرى والتي تشاطرهم زات البلاد ولكن النظرة الاستعلائية والهيمنة والتسلط والجبروت كان دأب النظم الحاكمة في السودان منذ ان عرف الاستقلال مما ادى الي حالة من التمايز العرقي والعنصري والتي بمقتضاه تنهار المجتمات فكيف اذا كانت هذه المجتمعت جلها اسلامية الفطرة والمنشأ . انه ظلم الانسان لاخيه الانسان.
وهذه الايدولوجية الفكرية النتنة هي التي قادة وستقود فيما بعد البقية الباقية من اطراف الوطن الي المطالبة بحقوقها اذا وضعنا في الاعتبار التنامي الامحدود للوعي في اوساط الطبقات المهمشة نتيجة لاستفحال المخاطر التي تهدد وجودها كمجتمات متكاملة لها هويتها الخاصة والمتمايزة .
فقد وصلت المؤسسية النخبوية في هذه الدولة الي درجة من الضعف افقدتها القدرة علي التصدي بقوة وبفاعلية للاضطرابات الداخلية نتيجة لهشاشة اركانها الغير مبنية علي العدل والذي هو اساس الحكم كما قال الله تعالي وسمى بها نفسه ( العدل ) .
ويترتب علي ذلك ازدياد حالات العنف والمطالب المتنامية بالحقوق والتي سلبت منها في غابر الازمنة.
لقد سقط القناع الزائف الذي كانت ترتديه هذه النظم وبانت سؤاتها وهاهو السودان يتعرض لوابل من الانقسامات نتيجة لسؤادارة هذه النخب لمفهوم الدولة والمواطنة مما افقدها الثقة التي من المفترض ان تكون مبنية بين الحاكم والمحكوم في اعراف المواطنة الحقة .
ومع ذلك فأن المشكلة ليست هي غياب الدولة وقوتها او عجزها عن الفعل بقدر ما هي غياب حقوق الفرد وعدم وجود قواعد ونظم تكفل حماية الآخر من الاجراءات التعسفية والتي كثيرا” ما تلجا اليها هذه النخب في عرف استبداد الانظمة .
ان احد الاسس التي ترتكز عليه الدول الناجحة والمستقرة هو الايمان بالانفتاح علي كل التيارات والاتجاهات بغير تميز والاعتراف بحق المواطنة وعدم التمايز بين فئات الكيان المجتمعي في اسلوب الحياة من ناحية الكم والكيف واعطاء كل ذي حق حقه .
ولكن يأتي الخلل في اختلال الميزان والتي ارتضته هذه الانظمة كنهج مستمر للتعامل مع بقية اركان المجتمع والذي منه يتشكل النسيج السوداني .
وارتفع في الاونة الاخيرة صوت في منظومة هذه النخب يطالب بسحق كل من تسؤل له نفسه في المطالبة بالحق الضائع متناسيا” بأن اليوم ليس كألامس وما كان عصيا” بالامس اضحي سهلا بل اسهل مما يمكن ان تتصوره ادمغتهم المريضة بالانا والنرجسية .
انها سنة الحياة ونواميس الكون في تقدير الامور وماكان صغيرا” بالامس فقد اضحي كبيرا” ومن كان جاهلا فقد تعلم ومن كان مغيبا” فقد ادرك هكذا هي الحياة ولكن ينبغي لنا ان نتفهم لغة الحوار مع الاخر ان كان يريد اعادة كفة الميزان الي وضعها الطبيعي .
عموما” فهل تعي هذه النخب والتي فشلت في الحفاظ علي وحدة هذا التراب فحوي ما قد سبق وتعمل علي تلافي بقاء بقية العقد المنفرط اصلا” وتسعى الي انقاذ نفسها وشعوبها من حالة التردي والتي قد تؤدي الي سقوطها وفنائها. وهل تعي ايضا النتائج التي يمكن ان تترب علي اسلوبها الحالي والعقيم في ادارة انظمة الحكم والتخلي عن نظرتها الاستعلائية والنخبوية والتي تنظر بها للاخرين وانهم عليهم السمع والطاعة فقط بل ان من حقها ان تقرر من يصلح منهم للبقاء ومن يستحق منهم الفناء متناسية” بأن لهولاء نفس الحقوق كما عليهم نفس الواجبات .
وان هذا السودان ليس ارثا” متوارثا” بقدر ما هو وعاء جامع يتشكل من كيانات مجتمعية بينهم قواسم مشتركة ارتضوى فيما بينهم ان يجتمعوا تحت هذا السقف وينصهروا في انسجته عبر آليات معينة تتشكل من آطرها ما يسمى دولة.
انه ظلم الأنسان لأخيه الأنسان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مشكلة شرق السودان يتم معالجتها ضمن معالجات باقي ارجاء الوطن بعد سقوط نظام من سمي زورا وبهتانا باللإنقاذ ومع سقوطه صدقني اخي عماد ستزول كافة آثاره وان اخذت وقتا يمكن تقصيره من خلال نشر الوعي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..