ربكة ليلة العيد..الى أين ؟

حراك عجيب و جري في كل الاتجاهات في الآونة الأخيرة.. مع انتشار رائحة الفساد الرسمي واتساع دائرة الفضائح المالية وهي تتكشف كل يوم في جهة والتي أربكت المشهد داخل سرايا الحكم والحزب وما جاورهما من متاجر الاسلاميين الوهمية التي كانت تأخذ دائما بدلو التسلط والنفوذ من بئر الدولة حتى نضب معينها ولا تبيع للزبائن الا الشعارات الدينية التي أفرغت من معناها !

الحديث عن الحوار غلب هذه الأيام على لغة التحدى الحكومي برفع السلاح حتى في وجه من يرفعون القلم !
ثم فجأة يفجّر الرئيس البشير قنبلة اطلاق سراحهم ويدعو حتى الذين ينادون باسقاطه عسكريا للجلوس ولعل المعنيون الى جانب الحركات الدارفورية ، هم عسكريو جنوب كردفان والنيل الأزرق و مسلحو الشرق ، وطبعا قطاع الشمال في الحركة الشعبية !
الاسلاميون يلهثون نحو بعضهم لاعادة اللحمة ولو بتقبيل حيران الشيخ ليده التي عافوها بالأمس !
القصر يكلف عبد الرحمن الصادق أحد الطامحين لولاية عهد الرئيس بالتواصل مع بعض فرقاء السوق السياسي البائرة البضاعة وبمباركة الكبار المشاركين منهم والماسكين بمنتصف العصا !
حتى جعفر الصادق بعد عودته من مصيفه الطويل الذي أظنه كان عبارة عن دورة لتعلم الحديث عن السياسة وجغرافيا السودان ، بدأ هو الآخر ينادي بالحوار ولعله قد فهم أخيرا الفرق بين الحوار الذي يمسك بابريق والده وحوار الأطراف بين بعضها ، وعقبال معرفة حوار الناقة أو سوقها كمرحلة ثقافية تراثية اضافية قادمة للخليفة الشبل!
جماعة المؤتمر الوطني أصابهم في هذه الهيجة اسهال التصريحات المتضاربة ، بعضهم يزّكي ذهاب البشير في محاولة كسب القادم ، والبعض يفعل كالتلميذ الذي ينظر نحو الأرض متحدثا الى أستاذه في مكر وهو يعض أصبعه تظاهرا بالحياء والتأدب تقربا لمودته ، فيقول ان الوطن هو البشير!
ولا يلبث الفريقان أن يلحسا تصريحاتهما وفقا لتبدل اتجاهات الريح في اليوم التالي !
ركض في كل اتجاه تلمسا للمخارج الواسعة قبل أن تضيق بوابات المحاسبة أو تغلق في وجوه الهاربين!
حراك هو مثل ربكة مفاجأة هلال عيد الفطر للناس وهم لم يعدوا لصباحه أبسط المقومات التي تعيد الفرحة الى الشارع بعد صيام طويل عن الحرية والديمقراطية والتقدم !
والشعب المسكين لا حيلة له الا الانتظار عاجزا عن فعل شيء مثل الأطفال الذين غلبهم النوم وهم يحلمون بالكسوة الجديدة..علهم يجدوها عند المخدات قبل صلاة العيد !
فهل تهدأ الأمور على حل لوطن طالما أمتدت جراحه عبر سني استقلاله وزادت تقيحا تحت غطاء ومعالجات الانقاذ التي أصبحت برمتها تبحث عن منقذ.
والله المستعان ..
على كل شديد وشدة ..
وهو من وراء القصد..
***
يا وطن ..كم كان وكان
والليلة غرقان في الهوان
الشمال نازفات جراحه
والجنوب مكسور جناحه
والغريب كسب الرهان
***
الخضار الياما ..زان
بى ظلاله وكفى داره
مابخل بى فيض نضاره
مدّ أديتو وأدى جاره
التجار من حسنه غارو
قطعوا ساقه وقاموا ساقو
قطار حصادو ..وسرقو زاده
طردوا طيرو وباعو خيرو
في مزاد عهدا جبان
***
والقماري الراجعة تسال
عن عشيشاتها الزمان
جات وكان الحال تبدّل
والمكان فقد الحنان
لا هي بلت ريش جناحها
ولا لقت في الضفة راحة
حتى الشجر ما عاد أمان
***

محمد عبد الله برقاوي..
bargawibargawi@ yahoo.com

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..