مذبحة الضعين شفاء الكتابة أم تشفيها: الأكاديمي “الآبق”

“قرر الدكتور عشاري بفرمان عال من فوق حصانه الأخلاقي التبكيتي الطفولي الجامح المعتاد أن يحتفل بمرور 30 عاماً على مذبحة الضعين في 1987 التي قُتل فيها نفر جم من شعب الدينكا بيد الرزيقات. ولا ندري لم اختار الثلاثين لتذكر تلك المذبحة وكتابه عنها “مذبحة الضعين والرق في السودان”. والكتاب بيضة ديك عشاري الأكاديمي الآبق مما سنوفي بيانه لاحقاً. والثلاثون من الأعوام مما لا يتوقف عندها متذكر مثل مواقيت أخرى معروفة إلا من مثل عشاري الذي ينبثق التاريخ عنده متى “ترك الأحلام” وصحا. وأنشر هنا عرضاً لكتابه عن المذبحة كتبته فور صدور الكتاب ونشرته في جريدة الأيام، ثم أعدت نشره في كتابي “الثقافة والديمقراطية” الصادر في 1996. وتوسعت في محامد الكتاب ومآخذه في فصل طويل بكتابي عنوانه “أخرجت البادية أثقالها وقال الأنسان مالها”. وسيصدر الكتاب في طبعة ثانية وشيكة. فإلى نص التقييم.
سيضيق نفر كثير بكتاب “مذبحة الضعين والرق في السودان” (1987 ) لسليمان بلدو وعشاري أحمد محمود، المحاضرين بجامعة الخرطوم الذي تحريا فيه الأحداث المؤسفة التي وقعت وتقع في بلدة الضعين، بغرب السودان، منذ نهاية مارس 1987 والتي راح ضحيتها عدد لم يُحصر بعد من أبناء الدينكا، الجماعة السودانية الجنوبية، قتلاً واسترقاقاً بواسطة شعب الرزيقات من عرب البقارة المسلمين. فكشف المستور في قماشة علائقنا الإثنية (العرقية) والاجتماعية ليس تقليداً فكرياً ووطنياً معلوماً.
ولذا كانت أحداث مثل أحداث الضعين (التي ليست هي الأولى في هذا الباب بالطبع) إما غابت تدريجياً في غياهب النسيان في الشمال أو روج لها أهل جنوب السودان تظاهرهم في ذلك وسائل إعلام ودوائر سياسية يشتبه أهل الشمال في نواياها. وبين الصمت من جهة واقتصار كشف ديناميكيات مثل هذه الحوادث على المجني عليهم ضاع من بين أيدينا جنس مهم من الكتابة السياسية هو التحقيق الشامل الذي يتحرى فيه الكاتب مظلمة ما من كل وجوهها ليبصر الناس بمداها، وقواها، ومغزاها، وخلفياتها، وما يترتب عليها، وما ينبغي عمله بشأنها. وهذا الضرب من الكتابة السياسية هو غير “تقرير لجنة التحقيق” الذي يصدر عن لجنة مكونة من قبل الحكومة. ولدينا عينة ناضجة من الضرب الأخير في التقرير للحكم الذي تحرى أحداث عام 1955 في الجنوب.
ونقول عرضاً هنا إنه لمن المخجل أن يسقط في الجمعية التأسيسية (1986-1989) الاقتراح الداعي لتكوين لجنة للتحقيق في أحداث الضعين، موضوع كتاب السيدين بلدو وعشاري. إن حاجتنا إلى التحري المستقل في مثل ما قام به السيدان بلدو وعشاري حاجة ماسة. فلا مستقبل لنظام الديمقراطية عندنا إذا انفردت الحكومة أو الجهة المتضررة، سواء من الحكومة أو غيرها بإذاعة وجهة نظرها في الأحداث المعينة، بوصفها الحقيقة التي لا معقب عليها. وسيحتاج كل مواطن لا يعتز برأيه فحسب، بل بالطريقة التي يكوّن بها ذلك الرأي، إلى أن يستمع إلى جلّ إن لم يكن كل وجهات النظر المعنية. إن ذلك من حق عقلنا وفؤادنا علينا كما هو أصل في المواطنة المدعوة إلى الانشغال الحق بأمر الوطن لا إلى مجرد التصفيق أو اللعن. ولهذا نحمد لبلدو وعشاري خروجهما بهذا التحقيق مفتتحين جنساً في الكتابة السياسية لا يقوم النظام الديمقراطي إلا به.
يعيب كتاب بلدو وعشاري مع ذلك ميله القوي إلى الفضح والتأجيج مما أبعده إلى حد كبير عن جنس التحقيق السياسي وقربه كثيرًا إلى عرض حال المظلوم. وقد يُعزى ضيق من ذكرنا من الكتاب إلى سيادة هذا الميل الفضحي. وربما زكى هذا الميل الكتاب لدوائر مختلفة رأت فيه أن شهد شاهد من أهله (أي أنه صارت تصدر عن بعض أهل الشمال مثل بلدو وعشاري اتهامات لأهليهم الشماليين بشأن سوء معاملة أهل الجنوب). وقد انتهى هذا الميل بالكاتبين إلى هدم عناصر التماسك واستقلال الاستقصاء في تحريهما هدماً كبيرًا.
فما يعيب كتاب خرج مؤلفاه للتحقيق في أحداث الضعين، متطوعين مستقلين،
أن يمتنعا في الوقت ذاته عن التماس رأي الرزيقات المعتدين، أو ممثلي الحكومة في الضعين. وهم الممثلون الذين شهّر المؤلفان بدور الفراجة الذي اتخذوه حيال توالي الأحداث ممن نشرا قائمة بأسمائهم على صفحتي 44 و45. ولم يتصل المؤلفان بأيٍّ من جماعة الرزيقات على معرفتهما بالمحركين والمنفذين منهم للمذبحة في الضعين وعمليات الاسترقاق. فقد اتصل المؤلفان فقط بتلميذ عمره 12 عاماً تصادف أن تطابقت روايته مع الرواية العامة للشهود من الدينكا الذين اعتنى المؤلفان بإفاداتهم. وهذه خطة في التحقيق مخلة. ولا أدري كيف ساغت للكاتبين أصلاً وهما على ما نعرفه من تمام التأهيل الأكاديمي.
ولعل أبلغ دلائل هدم المؤلفين لمنهج التحقيق هو تأخيرهما تحليل جذور المذبحة ليأتي كالفصل الرابع من الكتاب، بعد أن انشغلا في الفصول الثلاثة السابقة
بملاحقة بوليسية دارجة للقتلة من الرزيقات، بوصفهم قتلة عاديين لا طاقم ممثلين في دراما سياسية، اقتصادية، اجتماعية. وهي الدراما التي فصَّل الكاتبان عناصرها الطبقية الاجتماعية بسداد كبير في فصلهما الرابع. ومن أسخف أدوار هذه الملاحقة الكيدية إشارتهما المتكررة لرجل من الرزيقات متهم عندهما بالهمة في تعقب وقتل الدينكا. أشار الكاتبان له مرة بـ “أحدهم معروف اسمه ص 23” ومرة أخرى كـ “أحد عرب الرزيقات معروف باسمه ووظيفته ص 28″، ومرة ثالثة بـ “الشخص المعروف باسمه ص 28”. ولم يزح الكاتبان الستار عن هذا الشخص إلا على صفحة 43 لنعرف أن أول حروف اسمه هما (أ، ن) وأنه رزيقي وكموسنجي بسوق مدينة الضعين، وقد امتلك عربة منذ وقت غير بعيد. فلماذا هذا الطريق الطويل إلى الأذن؟ ولماذا هذه المرمطة لإنسان من حقه أيضاً أن تعرض بينات اتهامه بشكل موجز ودقيق؟ وهذا التطويل مما يذكر بمكايدات الأطفال وغير الأطفال مما لا يصح في مجال الاتهام بالذبح.
لقد أدى تأخير الفصل الرابع المتعلق بجذور المذبحة في بنية المجتمع الرزيقي، المتغير من جراء السياسات القومية والجنوبية، إلى نتيجة أخرى مؤسفة. فقد جاءت صور التضامن الرزيقي والحكومي مع الدينكا إبان المحنة (انظر صفحات 35، 47، 49، 50، 51، 52، 54، 75)، من مثل تبليغهم بقرب وقوع المذبحة، ومساعدتهم على الهرب وإيواء الناجين منهم، بلا إطار مرصود في صلب التحقيق. فقد وردت هذه الرموز الحية من التضامن كوقائع متناثرة عشوائية في سياق المذبحة. وكان خليقاً بالكاتبين، اللذين قصدا بكتابهما حماية الكيان السوداني على مبادئ حقوق الإنسان، أن يحتفلا بهذه الرموز احتفالاً كبيرًا، ويشددا عليها منهجياً. فهذه الرموز، مهما يكن من أمر، أبقى من الضحايا والقتلة والثأرات. فقد حفظت مثل هذه الرموز السودان دائماً واحداً بعد كل كارثة أو مذبحة. ولا ينبغي لكاتب يؤرقه مستقبل السودان الواحد أن يخطئ التقاط هذه الرموز وإبرازها في صميم منهجه. فالبكاء، وأمَرُ البكاء، ما كان في آخر الأمر على الحي، لا على الميت. وهو البكاء الذي يضمد الجراح حقاً حين يستأنف الوطن مسيرته الجريحة الطويلة. فمما يشفى القارئ، وهو يتابع مسلسل الأحداث الحزين، أن يقف على شهامة عمدة منطقة “أبو مطارق” الرزيقي الذي جاء إلى نجدة نسابته من الدينكا، وحملهم على اللواري إلى بر الأمان. إن إيراد الكاتبين لهذا الموقف، كواقعة عادية، يخفي
النسيج الأقاربي المعقد الذي جرت فيه أحداث الضعين، وهو النسيج الذي أملى على الدكتور فرانسيس دينق بعض كتبه عن حزام العلاقات العربية والأفريقية في مناطق تداخل البقارة والدينكا.
يقصر احتفال الكاتبين بملاحقة الرزيقات كقتلة عاديين حتى عن وجهات نظر بعض شهودهم من الدينكا. فقد أظهر بعض هؤلاء الشهود سعة في النظر السياسي لم تقع حتى للكاتبين نفسيهما. فقد قال إيرياك بيول، من الدينكا، على صفحة 55 من الكتاب: إن الكتلونا إلا هم المسئولين… كتلانا حكومة… ما كتلانا مواطنين.. (لم يقتلنا أحد سوى المسئولين، قتلتنا الحكومة، لم يقتلنا المواطنون)”. وهذه النظرية عينة ممتازة فيما نسميه (في التحليل الأخير). وهو عندي أصوب من نظرة الكاتبين، اللذين انشغلا عن هذا التحليل الدامغ الخطر، بغمز ولمز الرزيقات كقتلة عاديين. ومن نماذج هذا التقدير السليم لبعض شهود الدينكا ما جاء على صفحة 47 من الكتاب على لسان أحدهم يرد تقاعس ضابط بوليس الضعين إلى غريزة الخوف البشري. قال الشاهد:
– هو (ضابط البوليس) ذاتو انخلع، ذاتو خاف عديل كدي. قاعد يخاف عديل. جسمو ذاتو انقلب، انقلب عديل. راسوا انقطع، تعليمات اليقولو ذاتو (لم يعرفها). لانو بقى خايف. خاف عديل. أي قعد مرة واحدة وخلى العساكر.
وبالمقارنة مع هذه الشهادة ليس في تحليل الكاتبين مجال لخائف خانه فؤاده أو خذلته ركبته. فالتقاعس عندهما مردود إلى جذر بسيط هو التآمر. وفي الحالين، حال نظرة أرياك بول وحال تفسير تقاعس ضابط بوليس الضعين، يود القارئ لو اعتبر الكاتبان حكمة شهودهما في بعض وجهات تحريهما. وعندي أن مصدر حكمة الشهود قائم في اعتبار المذبحة استثناءً قبيحاً في علائق العيش القديم بينهم والرزيقات، وهي العلائق التي لا فكاك لهم أو للرزيقات منها، في حين يعد الكاتبان المذبحة خاتمة المطاف وسبباً لشق الجيوب.
ويعيب الكتاب أيضاً أنه مكتوب بعجل. وسنضرب صفحاً عن إيراد الكاتبين لخاتمة الكتاب، التي تحدد اتجاهات العمل حيال المذبحة ونواتجها (صفحة 69)، قبل الفصل السادس الذي تناول عودة الرق إلى السودان. والرق ناتج من نواتج المذبحة فيما ذهب
إليه الكاتبان. وهذا تهويش لا أحب أن يقبله الدكتوران من طالب مبتدئ حيث يدرسان بالجامعة. وقد تَركت هذه العجلة بعض الخيوط معلقة؛ من ذلك عدد وموقف بعض جنود القوات المسلحة الذين تصادف وجودهم أثناء تعاقب أحداث الضعين. فقد جاء أنهم ثلاثة (صفحة 24 و25) بينما هم أربعة (صفحة 34 وصفحة 53). وجاء على لسان الشهود أن هؤلاء الجنود دافعوا باستقامة عن الدينكا الذين ركبوا القطار ليسوقهم إلى مدينة نيالا بعيداً عن المذبحة (صفحات 24 و25)، غير أن الكاتبين عادا ليقررا أن أقوال الشهود تضاربت حول دور أولئك الجنود أثناء المذبحة (صفحة 53). وهذا مما يفاجئ القارئ الذي لم ير، لا الكاتبين ولا الشهود، يطعنان في مسلك هؤلاء الجنود.
إنني أقدر وأتعاطف مع الروح الليبرالية (أو الثورية إن شئت) التي أملت على الكاتبين كتابهما. ولا يخفى أنهما تخطياً موانع إثنية صعبة ليقدما هذه الشهادة لصالح
الدينكا. وهي شهادة ربما دسّها الكثيرون، أو تملصوا منها بتبرير أو آخر. لقد لقي هذا الموقف تقريظ السيد بونا ملوال في “سودان تايمز” (31/8/1987) من قبلي. ولكني أختلف معهما فيما قد يترتب على هذه الروح الليبرالية إن لم تحصن نفسها بموقف دقيق بإزاء النقطة المركزية في السياسة السودانية. ألا وهي الحفاظ على الديمقراطية والسهر على غرسها عميقاً في الوطن لأنها خيار الشعب في ثورتين، وحيال مسألة الجنوب
بشكل خاص. قد يكون للجماعات الجنوبية أسبابها الوجيهة أو غير الوجيهة للابتعاد عن العملية الديمقراطية التي جرت في بلادنا منذ انتفاضة أبريل 1985 ضد حكم النميري (1969-1985). لربما صدتهم مخاوفهم التاريخية أو الحاضرة عن المؤسسة البرلمانية الديمقراطية، أو ربما أغرتهم قوتهم ? كجيش شعبي للتحرير ? بها. وهذا كله مفهوم. وسيرتكب مع ذلك الليبراليون أو الثوريون في شمال السودان خطأً فادحاً غير مغتفر إن لجوا عن مركزية الخيار الديمقراطي ليعقدوا صفقات تفهم أو تفاهم مع الجماعات الجنوبية بمعزل عن ذلك الخيار وتبعاته. أخاف أن يتحول الليبرالي الشمالي إلى “ديمقراطي” بلا مؤسسة ديمقراطية، وأن يتحول “الثوري” إلى فوضوي قلبه على كل الحرائق الكبرى. ومخاوفي نابعة من قبول بلدو وعشاري للمنطق الذي يعقد ببجيش (شعبي / إثني ? هو الجيش الشعبي لتحرير السودان) مهمة نشر الأمان لطائفة خاصة من السودانيين دون غيرها. ويقول الكاتبان في معرض قبولهما لهذا المنطق ما يلي:
“وقد تكررت هذه الهجمات الكثيرة (من جانب الرزيقات) بحدة في فبراير من ذات العام، واستمرت إلى أن كثف جيش التحرير وجوده في المنطقة في مايو ? يونيو 1986، وتمكن المواطنون الدينكا من الزراعة تحت حمايته. ص 60”.
ويسود هذا المنطق أيضاً في عبارة الكاتبين التالي:
“فكانت الأبقار المنهوبة أيضاً السبب الرئيسي لهجوم قوات الجيش الشعبي على منطقة سفاهة”.
إننا لا نستبعد إخفاق الجيش القومي السوداني أو حتى تخاذله المبيّت عن حماية جماعة أو رقعة ما. وليس هذا ببدعة في إدارة الدولة وسياساتها. وإذا وقع مثل
هذا الإخفاق أو التخاذل وجب شجبه وكسب الجيش والشعب معاً ليأتمر الجيش بدوره الدستوري. أما أن يذيع كاتب ? ومن مواقع الليبرالية ومنابرها ? كفاءة جيش منشق أو خارج أو حتى ثوري في الدفاع عن جماعة معينة، فهذه دعوة سافرة للفوضى. إن ذلك من باب صب الحرائق على الجراح، وهذا مما لن يذر قواماً أو مقاماً للوطن ذاته.
قدم بلدو وعشاري بصدد كشف أحداث الضعين عرضحالاً، لا تحقيقاً، كما زعما. وهو عرضحال يتطلب منا جميعاً مواجهة وقائعه الصعبة، ونتائجه المترتبة، وخيط دمائه الذي لم يجف، بأرق شديد، وحزن كثير، ودبارة حازمة. وابتداء ذلك أن تراجع الجمعية التأسيسية نفسها، وتجيز بنقد ذاتي معلن الاقتراح الذي أسقطته والرامي إلى تكوين لجنة تحقيق في أحداث الضعين وذيولها. لتخاف الجمعية الله في هذا الشعب والوطن، وإلا فكيف تسقط اقتراحاً يدعو إلى التحقيق والتحري.
وترافق مع تحول كتاب بلدو وعشاري إلى عرضحال هَدْمٌ متصل لاعتبارات مرعية في كتابة التحقيق السياسي. وأهم هذه الاعتبارات أن ينفتح المحقق على كل وجهات النظر، وأن يتمتع بحساسية عالية للتضاريس السياسية المحلية والعالمية مما ينأ به عن الكيد. وأن يحتضن في عرضه عناصر المستقبل والخير في العلاقات التي يتحراها حتى يقدم صورة للمستقبل الرازح في عنت الماضي والحاضر. وهذه الخصال في الحقيقة خليقة أن تجعل كتابه مقروءًا للجمهور الأوسع. لقد انتهى الكاتبان إلى عرضحال قوي مؤثر عن شقاء الدينكا واكتفيا من الجمهور الأوسع لكتاب في بابه بالجمهور الضيق. وقد يفسر هذا الإقبال أحادي الجانب الذي يلقاه الكتاب حالياً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في تهافت المثقفاتية لنصرة المشروع البدائي الإستعلائي لنُخَب الشمال: من عجب أن يتطوع فيه مثقفاتية الشمال و أتباعهم من الهامش تماما كما يتطوع فيه الشباب المغيب عقله بخرافات الشهادة و الجهاد. الشباب ينفقون و المثقفاتية ينتصرون لذواتهم المريضة و لحواضنها الرأسمالية. أنظر أين يقف من يحاول بكل جرأة بها خباثة غير مخفية – ع ع إ في هذه الحالة- أن يفكك جهد باحثيْن ذهبا بنفسيْهما طوعا لإستقراء مأساة من أفواه الضحايا؟ بينما نفس المثقفاتي لم يذهب – فيما بعد- بنفسه لمعسكر نازحين في دارفور أو لاجئين بحكم تخصصه الأكاديمي القديم .
    الشكر كل الشكر للدكتور عشاري محمود و الدكتور سليمان بلدو لعملهم الجليل الذي يدفعان ثمنه منذ حينه باهظا بينما ينعم المثقفاتية الصامتون في كل الموائد خاصة موائد اللئام: سواء كانت موائد الصادق المهدي أو عسكر الإسلاميين أو حتى بإلتهام زلابيا رفع فراش الترابي

  2. يا دكتور دق صدرك واكتب لينا عن مجزرة معسكر العيلفون الذى قتل فيه اكثر من مائة طالب من معسكر الخدمه الالزاميه ومنهم من ضرب وهوداخل الماء ذنبهم الوحيد طلبهم من ادارة المعسكر ثلاثه ايا م للعيد مع اهلهم….وكمل جميلك عرج على مذبحة بورتسودان وسبتمبر وكاجبار بدل ماتكون كتاباتك تعليق على مايكتبه الغير

  3. كعادتك تغلف عنصريتك العروبية بكثير من التحذلق اللغوي وقليل من التبصر الأكاديمي. أم ماذهب إليه عشاري وبلدو فها هو يتكرر على مدى أكثر من عشرين عاماً عشرات المرات ضد زرقة دارفور بفعل نفس العناصر القبلية التي إرتكبت مذبحة الضعين. ما قولك الآن في أن هذه العناصر القبلية أصبحت جيشاً من الجنجويد على رأسه فريق من منازلهم يقودهم. أما زلت أيها المتحزلق العجوز عند رأيك. بيضة الديك ينتجها ذكور أما مثل بيضك الكثير الفاسد فهو مما تنتجه الإناث.

  4. 【 ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ
    09-21-2014 07:19 PM | ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ : 13 | ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ : 3867 |
    ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
    ﻟﻮ ﺍﻣﺘﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺄﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻓﻲ 22 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1927 ﻟﻜﺎﻥ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﺑﻴﻌﺎ . 】

    لم ينتقد أحد إختيارك العدد 87 فلم تسب الناس هكذا، يا عبد الله، لإختيارهم العدد 30؟

    【. ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻟﻢ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻟﺘﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺬﺑﺤﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﺎ ” ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .” ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻴﻀﺔ ﺩﻳﻚ ﻋﺸﺎﺭﻱ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺍﻵﺑﻖ ﻣﻤﺎ ﺳﻨﻮﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎً . ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﺘﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻋﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺘﻰ ” ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺣﻼﻡ ” ﻭﺻﺤﺎ . 】

  5. قي (9) مواطنين وأصيب أكثر من (10) آخرين في اشتباكات بين مجموعتين من قبيلتي الحمر والكبابيش بولاية غرب كردفان بسبب سرقة مواشي من منطقة “فوجا”.
    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-270666.htm
    هذا خبر اليوم ان كان لنا حيلة لفعل شيء او حتى فقط الضرب على الكي بورد فلتكن ادانتنا الكاملة المركزة فقط على السلطة. هذه مسئولية الدولة ينص عليها الدستور. ولكن يا لفجيعتنا السلطة الحالية نفسها أحد المليشيات التي تتعدى وتقتل.

  6. د/عشاري ود/ بلدو قاموا بالواجب وما يمليه عليهم الضمير الانساني الحر وهذا ما تنقصه يا ولد الترابي .

  7. إذا عرف السبب بطل العجب: هذا هو المقال الذي نشره الدكتور المحترم عشاري قبل أسابيع بعنوان:
    هرولة الديمقراطيين من المقاومة إلى أحضان الإسلاميين

    و هذا المقال الهادئ هو الذي لمس عصباً عارياً و حساس في النفس الطفولية لدى ع ع إبراهيم ، فولّد كل هذه الهيستيريا

    د. عشاري أحمد محمود : هرولة الديمقراطيين من المقاومة إلى المحاضنة مع الإسلاميين
    March 21, 2017

    (عشاري أحمد محمود)

    هرولة الديمقراطيين من المقاومة إلى المحاضنة مع الإسلاميين (2-4)

    د. عشاري أحمد محمود خليل

    (1)

    في هذا السياق، ونحن في ?زمان الفالصو?، وفي ضوء حكمة الفيتوري أن ?الغافل من ظن أن الأشياء هي الأشياء?، أواصل قراءة مرثية الأستاذ خالد التيجاني النور في موت الحركة الإسلامية، وخالد أحد أهم كتاب الحركة، لديه مشروع جديد، لتطبيع الحركة الإسلامية والحركيين الإسلاميين، فيستغل خالد لتسريب مشروعه مظهرَ المعقولية، ويستغل موقفَه المسجل كالمثقف الإسلامي العارف سبقا بخطر الانقلاب العسكري، ونقدَه الحركة/الإنقاذ، ويستغل في خطابه الأخير أنه كذلك ينادي الحركيين الإسلاميين إلى ما يسميه ?المراجعة العميقة? لتجربتهم.

    ?

    (2)

    ولأن تطبيعَ الحركة الإسلامية والحركيين الإسلاميين لا يمكن إنجازه إلا في عقول المعارضين المقاومين، ومن بينهم ?الديمقراطيون?، وجد الأستاذ خالد والإسلاميون ضالَّتهم في ?مشروع الفكر الديمقراطي?، المقيمة قيادتُه في كمبالا، فأقنعوا القيادة (الأستاذ شمس الدين ضو البيت، أخيرا نعرف رسميا الهوية تحت ?مَن نحنُ? في الصفحة الخالية في موقع المشروع في الأنترنيت)، أقنع الإسلاميون قيادة المشروع بأن تغيِّر موقفَها السياسي المسجل كتابة والمعلن في الفيسبوك. ليكون الموقف تركَ ?المقاومة حتى إسقاط نظام الفساد? واعتماد الهرولة إلى أحضان الحركيين الإسلاميين، بعيدا عن هذه ?المقاومة? اللعينة التي يكرهها الإسلاميون ويستميتون في إحداث موتها، يدركون أن المقاومة، خاصة هذه الشبابية السلمية الشرسة المستمرة غير المهمومة بمشكلة العمر أو بحدوث التغيير الآن، هي الخطر الوحيد الذي له شأن في تهديد هيمنة الحركة/الإنقاذ في شكلها الأشد شطنا في الدولة الإسلامية العميقة.

    ?

    (3)

    وقد عبَّر عن ذات الكراهية إزاء هذه المقاومة المفكرُ الإسلامي د. عبد الله علي إبراهيم، الذي كتب أنه يرى الانتقال من ?المقاومة? إلى ?النهضة?، أي، على طريقة السائحين، الانتقال ?من سقوط النظم السياسية?، نُظم زي الإنقاذ دي، ?إلى زلزلة الأنساق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تفرخ نظم الأزمة ??، بينما ليست ?الزلزلة? عند الله إلا اللَّجْلَجة بتلبيس اللغة وتخليطها (اقرأ مقاله ?سايحين زي ديل ??، سودانايل).

    ?

    (4)

    قبل أسابيع قليلة فقط بتاريخ 17 ديسمبر 2016 أصدر مشروع الفكر الديمقراطي بيانا في صفحته في الفيسبوك لدعم العصيان المدني والعمل الشبابي لإسقاط نظام الإنقاذ، بوصفه ?نظام الفساد?. وجاء في البيان أن ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ يبدأ بـ ?العصيان المدني والتحرير?، التحرير من ?نظام دكتاتوري فاسد وظالم?.

    ?

    ثم تحدث البيان عن ?قدرة الشباب وتأهيله? لقيادة المرحلة، مرحلة ?إسقاط النظام والترتيب لفترة الانتقال بكفاءة وسلام?. وكذا جاء في البيان الثوري حديثٌ عن ?عبقرية آلية العصيان المدني التي اجترحها [الشباب؟] في التعبير عن العقل الجمعي للمقاومة?.

    ..

    واختتمت القيادة بيانها بدعوة آلاف الشباب الذين قال المشروع إنهم منتظمون في برنامجه ?مجموعات القراءة من أجل التغيير?، بدعوتهم إلى دعم العصيان المدني يوم 19 ديسمبر 2017، و?الانتظام في لجان المقاومة?، ?حتى إسقاط نظام الفساد?.

    ?

    (5)

    بعد أسابيع قليلة فقط من صدور ذلك البيان الثوري، كانت اللغة العربية كذلك حاضرة عند قيادة مشروع الفكر الديمقراطي، وكانت اللغة كذلك مطواعة لتسهيل قراءة جديدة مختلفة تماما من القراءة قبل أسابيع قليلة، لتبرير التغيير المستحدث الآن من تلك المقاومة إلى وضعية المحاضنة.

    ?

    فاقرأْ نصَّ البيان الختامي عن ملتقى نيروبي في نهاية فبراير 2017، وقارنْه بنص البيان ?العاجل? 16 ديسمبر 2016 في الفيسبوك، قراءة لأجل التغيير. لتجد في نص البيان المشترك عن الملتقى حديثا عن ?التفاكر الذي يضع حداً للاحتقان السياسي، وللاستقطاب الأيديولوجي بين مختلف الاتجاهات، خاصة ما بين إسلاميين وعلمانيين?. وهي المحاضنة.

    ?

    وتجد أيضا حديثا عن ?الأمل? في أن يسهم الملتقي في ?وضع حد للمأزق الراهن، ويمهد لمشروع الدولة الوطنية السودانية?، ليكون ذلك ?عبر تداول حر ? يؤدي إلى فهم جديد لطبيعة العلاقة بين الدين والدولة?.

    ?

    (6)

    فكيف نفسر التغيير الكامل عند قيادة ?مشروع الفكر الديمقراطي? من الموقف ?الثوري? في نص بيان ديسمبر 2016 لإسقاط نظام الإنقاذ، إلى اعتماد موقف معقول موضوعي وطني حواري، إلخ ? في نص الإعلان الختامي لملتقى الدين والدولة، بالاشتراك مع مؤسسة إيلاف للحوار والتنمية، في فبراير 2017؟

    ?

    (7)

    لا يمكن أن نفسر نصا إلا في سياق علاقات هذا النص بنصوص خارجية متعددة نستحضرُها بماديتها في الأوراق أو الكترونيا. حيث تشكل النصوصُ المتعددة المستحضَرةُ، المكتوبةُ باللغة أو بأي نظام آخر، والمعادُ ترتيبها في كيان موحد لكنه كيان مفتوح لنصوص إضافية، تشكل هذه النصوص المقرونةُ وجوديةً يمكن أن نحللَها وأن نفسرها.

    ?

    هذا مجموع النصوص المُسْتجمَعة بالاستحضار في محل الكتابة والقراءة، يسميه الفيلسوفان الفرنسيان ديلوز وغاتاري ?الجُمَّاع?، ترجمتي المقتبسة من ?جُمَّاع الثريا? بعلل الانتظامية في نسق والتباين بين الاختفاء والظهور، يمكن أن يكون الاقتباس من ?المُستَجْمَع?، بعلة تجميع النصوص المتناثرة في محل التفكيك، والترجمة هي للمفهوم الفرنسي الأصل agencement المترجَم إلى الإنجليزية بـ assemblage. من المفاهيم الأصولية في النظريات ما بعد البنيوية، في حدها الانتقادي.

    ?

    وكل ما يعنيه المفهوم هو أن كلَّ نصٍّ مستقل يأخذ مكانه كمكوِّنٍ بين مكوِّنات في منظومة نصوصية موحدة مفتوحة لنصوص إضافية، فلا يمكن فهم أحد النصوص بصورة كافية بدون استحضار نصوص أخرى يحدد القارئ المعينُ أهميتَها، والموضوع قريب من مفهوم ?التَّناص? للفرنسية البلغارية جوليا كريستيفا، وليس المفهوم بعيدا من حيث بروتوكولات التواصل بمفهوم ?السرقات? الشعرية والأدبية بصورة عامة.

    والفكرة بسيطة، هي أن النصوص تتحادث فيما بينها تاريخيا وآنيا، وهي أحيانا تقحم نفسها بالقوة في المنظومة النصوصية، ?الجُمَّاع?. وهي ليست كلها نصوصا صادقة، فمنها نصوص مُسْتهبِلة حذقت حركات التصنع والاستخفاء، وتريد الاحتيال، حضوريا أو غيابيا، خاصة في هذا زمان الفالصو والإسلاميين.

    ?

    (8)

    أقصد شد انتباه القارئ إلى العلاقات بين النصوص التالية: (1) نص بيان مشروع الفكر الديمقراطي عن العصيان والمقاومة حتي إسقاط النظام الفاسد، مقرونا إلى (2) نص ملتقى نيروبي، الملتقى كنص في ذاته؛ ومن ثم القرن إلى (3) نص البيان الختامي عن الملتقى؛ وإلى (4) مقال الأستاذ خالد التيجاني في الرثاء؛ و(5) مقال الدكتور سلمان أن موضوع الدين والدولة قديم مسهوك؛ و(6) مقالي وفيه التسآل عن مصادر تمويل ملتقى نيروبي؛ و(7) مقال الأستاذ عبد المنعم الجاك يرد على مقالي ألا علاقة للديمقراطية أولا بالتمويل؛

    وأخيرا (8) مقال الأستاذ شمس الدين ضو البيت من مشروع الفكر الديمقراطي، بدون بيان في المقال عن أهم سؤال حول ملتقى نيروبي، مصدر التمويل.

    ?

    (9)

    فجميع هذه النصوص تشكل ذلك ?الجُمَّاع النصوصي?، غير المكتمل دائما، غير مكتمل لأن فيه أماكن خالية مخصوصة لنصوص مُغَيَّبة عنا، فنحن نعرف أن النصوص المغيبة لها وجودية مادية، لكنها مستترةٌ مستخفِيةٌ ومستبعَدةٌ من ?الجُمَّاع النُّصوصي? بين أيدينا.

    فعلى سبيل المثال هنالك النص الغائب الذي أعطيه الرقم (9)، وهو عن مصادر تمويل الملتقى، ومن ثم سيظل التفسير لملتقى نيروبي غير مكتمل، تحديدا بسبب غياب مثل هذا النص الجوهري رقم (9) ?مصادر التمويل?.

    ?

    (10)

    ومن النصوص المُغيَّبة بالقصد النصُّ عن الظروف التجريبية الدقيقة والملابسات التي جمعت أصلا بين ?مشروع الفكر الديمقراطي? و?مؤسسة إيلاف للحوار والتنمية?، خاصة بعد دعوة المشروع الديمقراطي إلى العصيان والمقاومة ?حتى إسقاط نظام الفساد?.

    ?

    لكن، قرر كل من الأستاذ خالد التيجاني النور والأستاذ شمس الدين ضو البيت تغييب هذا النص، فأعطيه الرقم (10) ليكون مكانُه محفوظا في المنظومة، وهو كذلك نصُّ أو مجموع نصوص تمثل وقائع جوهرية وضرورية لكمال فهم ملتقى نيروبي وتفسيره.

    ?

    (11)

    وحيث إنهما خالد وشمس الدين تركا النصوص الحاضرة والمغيَّبة تتحادث بالهمس فيما بينها ولا يريدان لنا أن نسمع أهم ما يدور همسا، يجوز لنا أن نستخدم نظرية العقل وأدوات التحليل والتفكيك لاستكشاف المعاني الخارجية المستبعدة من الشبكة والمخفية، الاستكشاف بتركيز الإبصار في آثار لغوية للنصوص المغيبة متروكة وباقية في النصوص المتاحة، مثل ?فجوة? مصادر التمويل المتروكة في النص، فالنص مقدود بتلك الفجوة.

    وفي كل هذا الاستكشاف رهق عظيم لا طاقة لنا به، ونحن نرى أن كل شيء في السودان أصبح خطيرا، ونشهد في كل مكان كيف تتم صناعة المعاني الفالصو وتثبيتها في الأوراق.

    ?

    فكل واقعةٍ جوهريةٍ يتم تغييبُها بالقصد، بواسطة الكاتب، من النص المفصَح عنه، تُدرِج النصَّ المفصحَ عنه في دائرة الفالصو.

    وليس الفالصو إلا وهو كذلك ?الكتابة الاحتيالية المتدبَّرة?. تحديدا، حين تكون الواقعة المغيبةُ ضروريةً للفهم والتفسير الكافيين، وحين يكون هنالك واجب الإفصاح والشفافية والمصداقية والخضوع للمحاسبية مُعَلَّقاً حول رقبة الكاتب الذي يتصدى بالكتابة في موضوعات الشأن السوداني العام.

    ?

    (12)

    مجددا، من هو الممول لملتقى نيروبي؟

    هذا التسآل له مشروعيةٌ لا يمكن ردها إلا بالمغالطة. فكل منظمة طوعية تتلقى مالا عاما لخدمة قضية مجتمعية أو ثقافية، أو متعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية في البلاد الشقية مثل السودان، يجب عليها هذه المنظمة أن تفصح عن مصادر تمويلها، بالكامل.

    ?

    كذلك معروفٌ لدى جميع المنظمات الطوعية أن كشف الحساب المالي ليس سرا. ولا يتم تقديمُه للمموِّل فقط، بل يتم تقديمه علنا كذلك للعضوية جميعها، وكذا لأصحاب المصلحة الآخرين، خاصة الذين تم الحصول على المال العام باسمهم وباسم قضاياهم. وهذا هو المعيار الثابت في مجال استدرار المال لأغراض العمل الطوعي.

    ?

    أحيانا ستتعلل المنظمة الطوعية بخطورة الوضع الأمني في السودان، وبأنها لا تريد كشف هذه المعلومات خوفا على سلامة منسوبيها ?في الداخل?، مما قد يبدو في الظاهر معقولا، لكنه مغالطة، حيث لا يوجد تبرير للسرية في العمل الطوعي العام أو في قضايا الشأن العام، خاصة في وضعية السودان الكارثية.

    ?

    (13)

    نعم، فالعلانية والشفافية بل مطلوبتان تحديدا في السودان. وتحديدا بسبب أن جهاز الأمن السوداني يموِّل منظمات وجمعيات وصحفا ومؤتمرات ولقاءات ومجلات وكتبا وشركات وأشخاصا، لتنفيذ أنواع نشاط غايتها الوحيدة فل عزيمة المعارضين وتمزيق المقاومة، وحماية الدولة الإسلامية الإجرامية الفاسدة.

    ?

    وبمجرد إجراء القراءة اللصيقة لما يكتبه ضباط ?سلاح الكتابة? في الصحف الإسفيرية ندرك أن جهاز الأمن السوداني اشترى عددا كبيرا من الأشخاص، منهم من يقولون إنهم ديمقراطيون، أومعارضون، بينما هم إسلاميون تم تجنيدهم في الخفاء أو عملاء مؤاجرون لدى جهاز الأمن السوداني، مع توجيههم بشتم الإنقاذ والإسلاميين (المتأسلمون، الإسلاميون، الكيزان)، كمدخل احتيالي لتمرير الرسائل الخبيثة المشدودة إلى أغراضها المعروفة.

    ?

    من هنا يأتي لزوم ابتعاد ?مشروع الفكر الديمقراطي? عن أية شبهة من هذا القبيل، فالجميع في العمل الطوعي ذي العلاقة بالسودان، أيا كانوا، متهمون حتى يثبت العكس، بسبب استشراء الفساد في قطاع المنظمات الطوعية في جميع أنحاء العالم، وبسبب عدم أخلاقية أجهزة الاستخبارات المشغولة بحماية صناعة الفساد في دول مثل السودان.

    والشبهات فاعلةٌ وسائغة بسبب أن اللغة حاضرة دائما مطواعة وفاعلة بذاتها للاحتيال علينا، ولا يتم إنفاذ الاحتيال في جميع أشكاله إلا باللغة وفيها. ونحن كبشر، لسنا مُركَّبين دماغيا لملاحظة الاحتيال باللغة حتى وهو يدور أمام أعيننا وفي مسامعنا. فلابد لنا من امتدادات للدماغ البشري، امتدادات مثل نصوص مادية حاضرة أو مغيَّبة لكنا نعرف أنها موجودة، لنكتشف فيها ومنها الاحتيال الذي يدور ضدنا.

    ?

    فلا يكون إبعاد شبهة ?العلاقة? مع جهاز الأمن الأعضاؤه هم ذاتهم أعضاء الحركة الإسلامية/الإنقاذ/المؤتمر الوطني (الأستاذ الكودة) إلا بالإفصاح الكامل من قبل مشروع الفكر الديمقراطي عن الوقائع الجوهرية، هنا مصادر التمويل لملتقى نيروبي ولكافة أعمال ?المشروع? وعن كيفية صرف المبالغ المتحصل عليها. دائما في الموقع الشبكي أو في صفحة الفيسبوك.

    ?

    (14)

    فقد لاحظت أن الأستاذ شمس الدين ضو البيت في مقاله للرد على منتقدي الملتقى، خاصة نقد الأستاذ عبد المنعم الجاك، تجنب تماما هذه المسألة الجوهرية المتعلقة بمصادر تمويل الملتقى، رغم أن هذا الموضوع هو الذي كان أصلا جعلني أخاطب الأستاذ عبد المنعم كتابة عن أية علاقة لهم بالملتقى وطلبت منهم كتابة أن يبينوا لي ما إذا كانت الديمقراطية أولا موَّلت الملتقى، وطلبت منهم الإفصاح عن المبالغ وعن مصادرها، فرد عبد المنعم مشكورا بالتصحيح أنه لا علاقة للمجموعة السودانية للديمقراطية أولا بالملتقى، ومن ثم كان ذلك خطابه مناط تدخل الأستاذ شمس الدين بمقاله في سودانايل عن ?الحاكمية? وليس في المقال أي إفصاح عن موضوع التمويل محل التسآل.

    ?

    (15)

    سيظل هذا التسآل عن التمويل قائما إلى أن يتم التعرف على تفاصيله، لأن مصادر التمويل قد تفسر سبب ذلك التغيير الفجائي في تحول مشروع الفكر الديمقراطي من معسكر ?المقاومة حتى إسقاط نظام الفساد? إلى الهرولة إلى أحضان الإسلاميين وأعضاء المؤتمر الوطني.

    ?

    والإيحاء مقصود، ولا أستخدم المداراة ولا المطاعنة في الكتابة، لأن في الإيحاء، وهو يظل مجرد إيحاء تقوله النصوص المتاحة غير المكتملة، قد يدفع الأستاذ شمس الدين ضو البيت إلى الإفصاح في العلن عن الوقائع الجوهرية المطلوبة، مصادر التمويل، ليس لذاتها، ولكن لأن مصادر التمويل قد تفسر تغيير الموقف ضد المقاومة، وقد تلقي أضواء إضافية على ملتقى نيروبي، ذاته الملتقى كنص متداخل مع النصوص الأخرى لكنه مستقل عنها، وبمعزل عن النصوص التي قدمها المشاركون في الملتقى، وليست كل نصوص المشاركين تتأثر بالضرورة بمصدر التمويل أو بالعقيدة السياسية للمموِّل أو حتى بأهداف الملتقى، فالكاتب هو النص في سياقه، وبإمكان النص الواضح أن يبين موقف الكاتب أيا كان السياق الخارجي للكتابة وبالرغم من السياق.

    ?

    ربما تكون الوقائع التي أتوقع وأنتظر الإفصاح عنها في صالح مشروع الفكر الديمقراطي، ولصالح بناء الثقة في المشروع وهو مطالب بمراجعة موقفه المتمثل في الهرولة إلى أحضان الإسلاميين/الإنقاذ، ولا تٌمنح الثقةُ بالمجان، بل باعتماد الشفافية والمصداقية، والمحاسبية السياسية، كلها عبارات ذات معان مادية سارية في الحياة اليومية.

    ?

    كذلك يتجاوز موضوع التمويل هذه الحالة الصغيرة المحددة، إلى دلالات أعمق تتعلق بمسارات المقاومة الشبابية ضد الدولة الإسلامية الإجرامية الفاسدة. في مجال مراجعة الأخطاء في التقدير، وفي مجال التفكر في تصور مستقبل بدون نظام الإنقاذ البغيض وتركته.

    وأخلص إلى أنه ليس في هذا النظام أية مسلمات محتومة، بما في ذلك بمسألة الدين والدولة، بل كله نظام من تخليق الحركة الإسلامية التي نعرفها والإسلاميين الذين عرفناهم بصورة كافية تقول لنا ألا نثق فيهم. انظر أفعالهم على مدى الثمانية وعشرين عاما.

    ولابد من الاستشارات العلنية مع الشباب بشأن كل مبادرة، في الأنترنيت.

    باختصار، لزوم طرد السرية بصورة نهائية وحاسمة من مجال العمل العام، فالسرية في هذا المجال تستدعي التصنع والمداراة والكذب، وهي تستدعي ما هو أسوأ من الكذب.

  8. محير أمر هذا الرجل الذي يتمسح بمسوح العلم والموضوعية وهو أبعد ما يكون عنهما. إذا كتب النور حمد في بنية العقل الرعوي أرغى وأزبد ودبج المقالات الفجه مدافعا عن بدوية ترتبط في بنية عقله الباطن بعروبة مزعومة. وإذا كتب عشاري وبلدو عن مذبحة فظيعة إنبرى يصارع طواحين الهواءيلوي الحقائق ويتهرب منها معتقدا بإمكانية خدعة القراء وتغبيش وعيهم… وهاهي تعليقات القراء توضح بجلاء أن تلك مرحلة أفلت ولن يستطيع المطبلون من أمثال هذا المستعرب أن يعفوا بني جلدته من جرائم تطاولت على مر تاريخ هذا الوطن المنكوب ب “نخبته” قبل جهلائه من البدو الأعراب.
    إستغربت أن يعيب المستعرب على عشاري إستدعائه لذكرى المذبحة الوحشية في ثلاثينيتها ويقول متهكماً “والثلاثون من الأعوام مما لا يتوقف عندها متذكر مثل مواقيت أخرى معروفة إلا من مثل عشاري الذي ينبثق التاريخ عنده متى “ترك الأحلام” وصحا”!!!؟؟؟. هل يريد المستعرب أن ينتظر الناس مواقيته الأخرى من ذهبية وماسية حتى يتراكم النسيان فينجو الفاعلين من العقاب أو حتى لا يتاح للناس إستذكار جوانب مأساوية من تأريخهم حتى لا يستنبطوا منها العبر والدروس بغرض تلافيها؟ غريب أمر هذا الدعي الذي يعيب على الآخرين مسعاهم النبيل للتذكير ويتوهم أنه أوتي فصل الخطاب في سداد الرأي والإلتزام “بالمنهجية”. الأمم الراقية تشيد النصب التذكارية لأحداث مأساوية من تاريخها لتقف شاخصة تحذر الناس مغبة إعادة إنتاجهاولا تتهرب منها كما تريد أن تفعل.
    ويبلغ الإستهزاء منتهاه عند المستعرب حين يصف إلحاح ومثابرة عشارى على تذكير الناس بالمذبحه ببيضة الديك!!!. عجباً منك أيتها الدجاجة العجوزة “الحمراء” إرنا بيضك الوفير في شأن كثير من المذابح في بابنوسة والضعين والعيلفون وكجبار وبورتسودان أم تراك في إنتظار ذهبيات و ماسيات المآسي لتشرب أنخاب الغزو الثاني للسودان.

  9. 【 ﺭﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ
    ‏[ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ‏] 04-04-2017 08:12 AM
    ﻳﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﻘﺎﻻً ﻋﻦ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﺷﻬﺮ ﻣﻮﻟﺪﻩ . backfired】

    إتفق معك عزيزي عبد الله علي أقتراحك (المفهوم ضمنا بالضرورة) بأن يذكر المهتمون بمذبحة الضعين كل عام في مارس (وهو شهر وقوعها). وقد سبق وأقترحت ذلك في مداخلة سابقة (أدناه). تحياتي

    【#1619949 ‏[ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ‏]
    03-28-2017 07:05 PM
    ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬﺓ ﻋﺸﺎﺭﻱ ﻭ ﺑﻠﺪﻭ ﻭ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﻠﻲ ﻧﺒﻞ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ .
    ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪ 1987 ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺣﻜﻢ ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﺃﻣﺘﺤﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﺑﻜﻨﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺄﺳﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ، ﺑﻞ ﻳﻤﺘﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺗﻨﻮﻳﺮﻱ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻱ ﺿﺎﻏﻂ ﻭﻧﺎﻓﺬ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ‏( ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‏) ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻮﺩ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ 】

  10. بالله بعد عمرك ده شوف لك كلام عبادة بطل الفتن ماظهر منها ومابطن – الرجل حتى رأسه رفض الشعر (حتت)(اتملط) – كفاية من الفتن

    نصيحة من زول اغبش باقي عمرك ده ارهنو لعبادة الله وعمل الخير عسى ولعل ان تجده في قبرك – الكلام البتسوي فيه ده مابفيدك بشي لادنيا ولا اخرة . نسال الله لك الهداية يارب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..