الشعر

الورد طريقنا

صديق ضرار

بَحلمْ إنُّه الوردِ طرِيقنا .. وانُّه عشَانَّا الحُب مَكتوب
وإنه العَالمْ فَجأة بِيَصح .. ويَلقى عَلِيهُ النُورْ مَسْكُوبْ
حَتَّى كَمَانْ القَمَر الصَيْفِى.. مِنَّ اللَيْلكْ يَلبَس تُوبْ
* * *
بَسأل عن أقْمَار بِتسافِر .. فِى أَعمَاقْ الكُون تِتْجَوَّل
تَخبِّى النرْجِس فى جِنْحَاتها .. عِز الليل الشاتِّى ، وتَرحلْ
بَسأل عن غابَات وقُراهَا .. وعَن هِجرَاتْ عَكسِية بِتَحصلْ
كِيف فى يومْ مَجنون تِتْبدَّلْ .. وتسِيبْ أنْهارْ الحُب مَجرَاهَا
بَسأل عَن أجرَام وكَواكِب .. وكِيف تِتخَطى مَدارَها الأولْ
واحلم بِى نَجمات قَدْ كانتْ .. يَضوِى سَمانا شُعاعَها المُنزَلْ
بَس والمَا مَفهُوم يَا زُولِى .. إِنَّك مِن تَاريخَك تَفْصِلْ
* * *
زَىْ أزهَار ووُرود بِتفتِّحْ .. كَان الحُب يَكبَر جُوَّانَا
وكَان قُدَّامنَا بِلادْ وعَواصِم .. تَمدَّ جِسُورَها وتَستَنانَا
وتَرمِى علينا غِلالَة دَعوَة .. تَرمى علينا ومَا أَغرانَا
كُنا بِنطْرح رُؤيَة جَديدة .. وَجَدْنا العالَم فِيها مَعانا
* * *
وَقَفتَ بَرَاى والمَطرْ يِسَّاقَط  .. رِياح مجنُونة ورَعْدِ وبَارِق
شَهَرْ النُّور عَن وَجهِ تِرِيزَا .. شَقَّتْ غَلَسْ الظُلمة الخَانِق
فَجَّتْ سُحب الشَّك وارْتَفعت .. نَيْزَك يَنزِل فَوْ مِن حَالِق
غَسل المَاء الحُزن الفِيْىَ .. جَاتنِى مَلاك فِ ظِلالْ مَرئِيَة
تَناِدى علَىْ بِى صُوت مِترَاعِش .. صُوت مَملٌوء لَمسَات حِنيَّة
لِيهْ إتأخَرتْ حَبيبِى عَلىَّ .. وكَان بَرجَاكْ فى الزَمن السَابِقْ
كُنتَ هِناك فِى نَفس البُقعَة .. مَن بِين شَجرَات المَنْقَا بَتَاوِق
خَايفة عليِك والليل مِتوحِّشْ .. مِن خُوفى عَليكَ شَديد بَتضَايَقْ
* * *
بِينِى وبِينِك شَهَروا سِيوفُهم .. عَبُّوا كلاشِنكُوفْ وبَنادِقْ
وُحَاة الحُب البينَّا تِرِيزا .. حَنشهَد ضَوءْ الفَجر الصَادِقْ
مِن أَجلِ سُعاد وأَلِير ومَريَّة .. مِن أَجلِ رَوَابِط دَم أُسرِيَّة
خُضتِ غِمارْ الحَرب القَذِرة .. قَاتِل أو مَقتٌول ، مَا فَارِقْ
بَصُد ضَربات قُوات هَمجيَّة .. دَوىّ الدَّانة فِ أُذنى مَطارِق
هُمْ اِتلمُّوا تِريزا عَلىَّ .. هُم يَا أمَّ ألِيِر حَصرُونِى
لَأنِّك كُنتِ الضَىْ لِعينىَّ .. فَتشُوا عَنِّك جُوَّا عِيُونِى
رَسمُوا حدُود وأَقامُوا حَواجِز .. فَرَّقُوا مَابِيِنْ لُونِك ولُوُنى
حَرقُوا الأَخضَر عُقب اليَابِس .. وقَالُوا يكُون اللون مِتجَانِس
أَطلقُوا فَتْوَى عَلِيكِ زَريَّة .. هَدمُوا القَائِم بِينِكْ وبِينِى
وَضعُوا الجِزيَة عَليكِ عقًوبَة .. فَرضُوا رسُومُمْ بِالزِنديَّة
حتَّى المَلبَس فِيه اتْحَشرُوا .. وقَالوا تكُون أثْواب عَربِية
شَقَّ السُوط أَجسَاد بَنُّوتنَا .. إشْتَغلُوا غلَط فِى هَادِى المِلَّة
سَخَّرُوا للبُنْيَان أخْوانُهم .. تَعْبَان وأَلوُر واسْتَنَّى شِوَيَّة
وبَقى السُودانْ طَالبَان الأُخرَى .. يَهتزُّوا ويَرْقُص عُمَرْ المُلَّا
فِين بِالله تَودُّا وَشِيِكُم .. مِنَّ العَار الأَصبَح لَازِق
دَخلُوا النَفَق المُظلِم تَانِى .. بِىِ كِرْعِينًم، حَفَروا الطَابِق
هُم إتفَقُوا وعَقدُوا النِيَّة .. الوطَن الوَاِحد يَصبِح مِيَّة
دِيِل شَان يَوصلُوا لِلمَدنيَّة.. دَايْرِين مِليُون سَنَوَات ضَوْئِية
حَرقُوا الأخضَر عُقب اليَابس .. وقَالُوا يِكون اللون مِتجَانِس
هُمْ اِتْلمُّوا تِريزا علىّ .. لأَنِّى بَآآآآآآآآآآآمِنْ بِالحُريَّة
دِيل شَان يَوصلوا لِلمدنية .. دَايرِين مِليَار سَنوَات ضَوئِية
أَصُبْرِى كَمانْ مِدِّيهَا حِبَالِك .. الْعِبْء الفُوقِك مَاهُو شوَية
أَجِيكْ مِنْ تَانى خُلاسِى مُؤَصَّل .. خَاتِف لُونِين شَلاَّخِى مطَارِق
(أَحجيكْ مِن تَانى خُلاسى مَؤَصل .. خَاتف لُونين والْبِنْيَة قَويَّة)
وابْدَا مَعَاكىِ الخَطْوَة بِخطوَة .. إِيِدْ عَلَى إِيد نَمْشِيهَا سَوِيَّا.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..