هل يقبل الشعب اٍعتذار الاٍنتباهة !!؟

وطفل , حاول والده أن يربيه بطريقة مختلفة بعد أن حار في أمره بتماديه في الاساءة لغيره , فطلب منه أن يدق مسمارا في الجدار كلما أخطأ في حق الأخرين , وشرع الطفل في ممارسة العادة الجديدة على مضض , وكثرت المسامير المغروسة على جانب الجدار في شكل عشوائي ملحوظ , ثم طلب الأب بعد ذلك من الصبي نزع كل مسمار يرى الطفل أن سبب غرسه قد زال واٍزالة المسمار بمثابة اعتذار لمن وجهت له الاٍساءة ,, ثم جعل يزيل المسامير واحدا تلو الاَخر , وما كاد يفعل حتى اْتجه الى والده مغتبطا بأنه قد أكمل المهمة على الوجه الأتم . تبسم الوالد قبل أن يصطحب أبنه لمعاينة الجدار لانهاء الدرس حيث سأل فتاه ماذا ترى على الجدار , فرد الابن : لا شئ سوى أثر الثقوب التي صنعتها المسامير , ازداد تبسم الأب الحكيم وخاطبه قائلا , أن هذه الثقوب لن تزول ولن تلتئم , تماما كالجرح الذي تسببه لغيرك بالاساءة له , قد تعتذر وتتأسف ولكن يبقى الجرح غائرا لن يندثر ولن يندمل ..

حسنا , أمس وفي عدد الجمعة لصحيفة الانتباهة ورد اعتذار الصحيفة عن اٍعلانها المسئ والذي نشر في عدد الخميس , ولم ينس الناشر أن يضع في زيل اٍعتذاره عبارة خخجولة يقول فيها أن المتسببين سيتعرضون للتحقيق .

تحقيق أدارة الصحيفة مع طاقمها لا يعنينا في شئ , هذا الأعلان تدرج ليعبر مكاتب الوزارة الأعلامية ليصل الى صحيفة تعتبر الى حد ما ( صحيفة رسمية ) بأٌقسامها المختلفة , فمن الذي سيحاسب من ؟ هل الانتباهة ستحاسب طاقمها ( زيتنا في بيتنا ) !!

كرامة بني وبنات وطني أكبر وأعظم من أن تتحكم فيها أدارة تحرير صحيفة مهما عظم شأنها , والاعلان هذا مس كرامة الوطن قبل المواطن وتسبب في جرح عميق لا أظن أن الانتباهة قادرة على مداواته . بل هي سبب الداء اشتراكا مع مكتب المدعو ( أبو جمال ) ومكتب الاستخدام الخارجي في الوزارة المعنية , فكيف لها أن تكون الخصم والحكم ؟

ما نطالب به اٍخضاع كل من تسبب في ظهور هذا السفور الى المسائلة القانونية العاجلة , التي قد تعيد قدرا من الكبرياء المهدر , ثم الكشف عن هوية المكاتب غير السودانية للاستخدام والتي تتعامل مباشرة مع وزارتي العمل والتنمية البشرية – أبوجمال نموذجا – وليعلم كل من تخول له نفسه أيا كانت جنسيته وانتمائه , أن انتهاك أعراض هذا الشعب غاية لا تدرك , وأن صبر الغبش على الفقر والجوع والمرض ليس سبيلا لبيع الشرف في هذه البقعة , فاحملوا مكاتبكم واعلاناتكم وأعمالكم الى وجهة أخرى تتلائم ومبادئكم البغيضة ..

حكايا
صدقي البخيت
[email][email protected][/email]