محمد ود المدني: مائة عام من “العز”! الدنيا دي قصيرة وما بتتلحق

الخرطوم: هيثم صديق
أن يعطيك الله عمرا مديدا في طاعته فتلك بغية لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، وكان من دعاء سيدنا عثمان أن يطول عمره ويقتل شهيدا.. فإن تتجاوز المائة بلا زهايمر ولا فقدان ذاكرة ولا ظلم، فتلك منَّة تستوجب الحمد دائما.
1
وذاك ما يفعله محمد إبراهيم أو (أُمحمّد ود إبراهيم) في ناحية النوبة الحسناب بجبل أولياء جنوبي الخرطوم وقد اقترب من المائة وعشرة من السنوات قضي ثلثها جوالا وثلثها عاملا وأخيرتها مدكرا.
2
يكفي أن تقول له أنا ابن فلان، فيذكر لك تاريخ الالتقاء بجدك وذكرياتهما معا وأنه ولد فلان وولده علان بلا سقوط لاسم من ذاكرة قواها الحلال وتجواله بين الحلال في ميعة الصبا وفورة الشباب وزهو الرجولة.
3
حبوبتك التومة كانت مرة مبروكة تزوجتها وقد كانت مرة راجلين وكنت راجل مرتين فكأننا لم نتزوج من قبل.. كانت (كسرتها البي موية) يتهافتها الناس ولحم الذبيحة يبور في حضرة أكلها.. تزوجها بعيد خروج الإنجليز بقليل في جهة الصعيد جنوبي المناقل.
4
كنت أبيع العدة لما طلبت منهم زوجة وقد كانوا كرماء فاعطونا كيلة (عيش) من كل بيت.. فلم أجد أكرم من ذلك فيا للدقيراب.
5
مازحته أن (فيك عرسة) فتبسم وقال لن أظلم امرأة فالغاية من العرس الإنجاب وأنا (عامل عملية بروستات).
6
وكبار السن يقبلون رأسه وينادونه بالخال كان يرسل معهم عتابا رقيقا لمن انقطع عنه بأن (قولوا ليه تعال زورني) الدنيا دي قصيرة وما بتتلحق.. لم تلحقها سنواته تلك كلها في إشارة جلية تحقق المثل أن الموت لو خلاك الكبر ما بخليك.
7
إن منطقة فيها كبار سن لهي منطقة مرحومة ما قاموا بحقهم من تبجيل وتوقير واستشارة، ولقد كان يأس العباسي باكرا جدا، وهو ينشد:
يا بنت عشرين والأيام مقبلة
ماذا تريدين من موعود خمسين؟
اليوم التالي