الخبث الاميركي

الاسم Name
عثمان بابكر محجوب
الايميل Email
الرسالة أو المقال Article or Message
الخبث الاميركي
عموما لا يمكن تقييم اي قرار باعتماد نصه المعلن باعتباره هو المقصود بل يجب التحري عن احتمال وجود هدف اخر خفي من وراء اشهاره خصوصا في عالم السياسة ولتوضيح ذلك فلنأخذ مثلا اعلان اميركا لعقوبات طاولت قائد الدعم السريع حميدتي . ان اعلان هذه العقوبات وفي هذا التوقيت بالذات حول جرائم ارتكبها الدعم السريع في دارفور قبل سنة تقريبا (راجع تصريح بلينكن وزير خارجية أميركا الذي قال : ” في ديسمبر 2023م ، توصلت الولايات المتحدة إلى أن أفراداً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب ، إلى جانب تورط قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي “وهنا يطرح سؤال : هل جرائم الحرب لا تعتبر جرائم ضد الانسانية ؟ والسؤال الثاني : هل قانون الوجوه واللهجات الغريبة المعتمد من قبل الجيش هو اخف من جرائم التطهير العرقي ؟ اليست العنصرية في هذا القانون دليل على شرعنة التطهير العرقي والابادة الجماعية ؟ وهنا ننوه اننا لا ندافع عن جرائم حميدتي بل لنؤكد مدى الخبث الاميركي في التعامل مع محنتنا في السودان ولنبين ان لاميركا اهداف مشبوهة ولا يمكن ان تكون امنا الحنونة كما يتوهم البعض ويراهن على نخوة اميركا ونحن ايضا لا تعنينا العقوبات الاميركية سواء اتت ضد الجيش او الحركة الاسلامية القذرة او الدعم السريع لاننا نأمل ان يستطيع اهلنا في السودان النهوض من كبوتهم واعتقال هؤلاء المجرمين واصدار عقوبات سودانية خالصة بحقهم وبالعودة للعقوبات بحق حميدتي نجدها تدخل الشك في نفس اي متابع فطن لسبب بسيط هو ان هذه العقوبات لم تأت بعد الحدث مباشرة وبالتالي من الممكن ان تكون حجة لغاية أخرى وهي كذلك لقد تزامنت هذه العقوبات مع الحديث عن تشكيل حكومة موازية في الخرطوم بمباركة حميدتي اذن هدف العقوبات واضح وغايتها فرملة تشكيل حكومة في الخرطوم وبمنتهى الصراحة اكد المبعوث الاميركي للسودان توم بيريللو ذلك بقوله خلال احدى مقابلاته الصحفية الاخيرة :”الدعم السريع ستأخذ هذه العقوبات في الاعتبار عندما تفكر في إعلان حكومتها” اذن اميركا لا تريد حكومة للدعم السريع في الخرطوم بل تريدها له في دارفور وكما سلم الجيش الدعم السريع مدن العاصمة الثلاث والجزيرة دون قتال اليوم يعيدها له بالقتال وهذا يعني ان الدعم السريع ينهب ويستبيح الحرمات والجيش يدمر خلال عودته الابنية والبنية التحتية وبالتالي فان حرب الجيش المختطف من زبالة الحركة الاسلامية وبرابرة الدعم السريع هي بالتكافل والتضامن هي حرب ضد أهلنا في السودان . والمضحك المبكي ان البعض يصفق للعقوبات المتخذة بحق حميدتي كأنها هدف في شباكه وكأن محنتنا هي لعبة كرة قدم ونذكر هذا البعض بانه بالامس القريب صدرت عقوبات ضد الملتحي علي كرتي وبعدها مباشرة ظهر ما يسمى بتنظيم المقاومة الشعبية لدعم الجيش وخرجت أفاعي البراء من جحرها واصبح دخول الاخونج الى الحرب علنيا وبالتالي فان العقوبات ضد القذر كرتي كانت بسبب تأخره في المشاركة علنا بالحرب وعندما اعلن المخلوع الجهاد ضد ابناء الوطن في الجنوب كان هدف هذا الجهاد العمل على تنفيذ الرغبة الاميركية الاسرائيلية بتقسيم السودان وكما تذكرون كان البشير دائما تحت عقوبات مستدامة وبالتالي يمكن الجزم بان العقوبات هدفها تضليل الشعب السوداني بان اميركا في حالة عداء مع ابنها المدلل الاسلام السياسي اينما وجد ولا نفع لهؤلاء الحثالة بترداد “ومكروا ومكرنا وان الله خير الماكرين” لاننا بالاساس نعتبر ان المكر ليست صفة حميدة ولا حصانة لاحد اذا ما مارسها . ونقول ايضا لمن يعتقد ان محنتنا تشبه كرة القدم بان أميركا تلعب معنا الغولف من خلال هذه العقوبات ولعبة الغولف تتألف من 17 حفرة يجب ان تدخلها الكرة جميعها . بالامس حميدتي ومن المرجح ان يقع في الحفرة القادمة ياسر العطا لخلق توازن في العقوبات . وفي الختام نقول ان سياسة أميركا واضحة وما يهمها هو البحر الاحمر فاذا كان السودان الموحد حجرة عثرة في طريق استراتجيتها المقررة ستعمل على تمزيقه ويبدو ان الامور تسير في هذا الاتجاه.
صدقت يا عثمان بابكر ،، انها مؤامرة كبرى من امريكا بايعاذ من دول الجوار الكبرى،من يحلم بديمقراطية ليبرالية في السودان وحكومة مدنية ان ينظر حوله ،، فكل دول الجوار الافريقي والعربي تعيش،في مستنقع الديكتاتورية العسكرية،،، فبيننا وبين الحكم المدني خرط القتاد ،،، وحسبنا الله ونعم الوكيل