ما الذي دهى المحروسة!؟

الساعة 25
بدءا نترحم على أرواح شهداء مصر فيما أصطلح عليه إعلاميا “بأحداث الواحة” أمس الأول سائلين الله ان يحميها من كل الشرور، وان يجعلها “محروسة” معنى ومبنى، وقد أثار ناشطون مصريون السبت، جدلًا في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قتل 54 عنصرا أمنيا على الأقل، في اشتباك مسلّح وقع مساء أمس الجمعة، في منطقة الواحات البحرية، حيث اتهموا فيه وزارة الداخلية بالتقصير في التعامل مع الهجوم، عوضا عن إتهامات مباشرة وجهت للوزارة، بأنّ تسليم العناصر للجماعة المسلحة، جاء من داخل المنظومة” على حدّ تعبيرهم، من جهته، نفى الباحث في الشئون الإسلاميّة، ماهر فرغلي، صحة المعلومات التي نشرتها وكالة “رويترز” للأنباء، نقلا عن مصادر أمنية بأنّ مجموعة المسلحين يتبعون لحركة سواعد مصر “حسم”، قائلًا إنّ منفذي هجوم الواحات، يتبعون تنظيما يقوده هشام عشماوي، ضابط الصاعقة السابق التابع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”
وكان عشماوي قد انضم إلى القوات المسلحة المصرية في منتصف التسعينات، كما التحق كـ”فرد تأمين” بالقوات الخاصة “الصاعقة”، عام 1996، وأحيل إلى محكمة عسكرية عام 2007، وبعد أن استبعد من الجيش عام 2011، انقطعت صلته نهائيا بالمؤسسة.
بعيدا عن الجدل الثائر على مستوى مصر الرسمية والشعبية دعونا نجتر ما كشق عنه اللواء أ.ح. أحمد إبراهيم كامل، رئيس جهاز الإستطلاع الأسبق عبر حواره بصحيفة “الوطن الالكترونية” : من حجم التحديات التى تواجهها مصر خلال تلك المرحلة، مؤكداً أن قوات الجيش الثالث الميدانى قدمت ملحمة فى تطهير جبل الحلال، وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن القوات المسلحة تواجه فى سيناء «أسوأ حرب» لأن العدو خفى وليس ظاهراً، يتنقل وسط الناس ويحصل على معلومات عن الكمائن وأفرادها وأسلوب الخدمة، ثم ينفذ خطته الإرهابية ليلاً، وفي رأيي هذا لب المسألة وليست هوية الجاني/ الإرهابي، وكل التفاصيل والملابسات لن تجدي فتيلا في إنهاء النشاط الإرهابي بمصر/ أم الدنيا وهومعقل الفرس… أم الدنيا التي تحتضن كل المصريين بتوجهاتهم السياسية ، الدينية والعرقية … الأقباط ، مسلميين بمختلف مذاهبهم وتصنيفاتهم والنوبيين وغيرهم ، هذا التباين ـ عرقيا / ثقافيا عقديا ،لابد من إفرازه لغبائن ، عقدية ،عرقية ، ثقافية وغيرها وان تمظهر الواقع بتعايش سلمي إلا ان مافي القلب في القلب ،وتلك إحن لا تلغيها سوى العدالة،ـ “ولن تعدلوا” لإختلاف المفاهيم وتباين النسب المرضية لكل فيما يرى من إنتقاص للحقوق، ويمكن قراءة ذلك مقرونا بردة الفعل الاخوانية، تجاه الحدث، تزامنا مع حالة الحزن التى تسيطر على أبناء الشعب المصرى بأكمله، بسبب أحداث الجمعة التى شهدتها منطقة الواحات جنوب غربى محافظة الجيزة، أبرزت قيادات وعناصر بجماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤهم الشماتة فى شهداء الحادث، معتبرين هذه الجريمة النكراء قصاصا لفض إعتصام رابعة العدوية، وأنها بداية لإنتصار الجماعة.
وفى إطار هذه الموجة من الشماتة، أعلنت آيات عرابى الموالية لجماعة الإخوان والقيادية بتحالف الجماعة الإرهابية شماتتها فى سقوط ضحايا من أبناء أجهزة الأمن المصرية، واعتبرت فى تصريحات نشرتها عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، أحداث أمس المأساوية حالة من الفرح.
ولم تتوقف آيات عرابى عند هذا الحد، بل تخطت الأمر بمراحل، إذ هاجمت من يصف ضحايا أبناء الشرطة بالشهداء، وتمنت أن يتزايد عدد الشهداء من صفوف الأجهزة الأمنية خلال المواجهات مع الجماعات الإرهابية، معلقة على سقوط ضحايا أمس من أبناء الشرطة بـ”ربنا يزيد ويبارك”. ولعمري هذه أفظع غبينة وحقد دفين تجاه بني الوطن الواحد ،تجسد مقولة الاخوة المصريين الشائعة (السياسة نجاسة) وغيرها أحقاد وغبائن كامنة لا أيقظها الله، ويالإمكان قراءة ذلك في سياق ام الدنيا بكل تباينات مكونها الإجتماعي السياسي العقدي الخ…حيث كانت تتداخل نداءات أجراس الكنائس مع مآذن المساجد الى وقت قريب في مشهد أقرب الى (زهرة المدائن) عبر ترنيمة صاحبة الصوت الآثر فيروز عن القدس :
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
فما الذي دهى أم الدنيا!؟ انها مفردات الخارطة الامريكية الجديدة في تشكيل المنطقة وإعادة صياغة جملتها الجغرافية وعقائدها لطمس ثقافتها وهويتها حتى تصبح لقمة سائغة وضربة البداية من مصرلاهميتها من مكانتها العربية والافريقية الرائدة… التفكيك يبدأ من هنا من الماكينة لتتداعي التروس … وهذا تأويل ما أنتم تتجادلون.
وما داعش سوى مفردة امريكية، وكذا كل أعداء الحياة من فرق وجماعات داجنة يثيرها النهار كما يثير ذوي العقول المتحجرة بمصر نورها وضياؤها وريادتها للمنطقة… نأمل إنتباهة العقل السياسي المصري لكل ما يحاك ضد أم الدنيا وضد مواطنها المعلم وقيادتها التي لا تتوانى عن حفظ أمنها .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]