مقالات وآراء سياسية

مُتزوّج قريبتنا..!!

زاهر بخيت الفكي

بعض البنوك التجارية في عهد الإنقاذ كانت تُقدم لبعض العُملاء المُميزين لديها من المُستوردين أصحاب الحظوة خدمة توفير العُملات الصعبة بطريقة عجيبة تتحايل فيها على سياسات بنك السودان في توفيرها لعميلها (المُميّز) ما يحتاجه من عُملاتٍ صعبة (شحيحة) لمُقابلة عمليات إستيراده للسلع التي يتعامل فيها حتى وإن لم تكُن أساسية (كالدواء) مثلا ، كانت هذه البنوك تجمع بين عميليها المُستورد والمُصدِر صاحب حصيلة الصادر والمفترض أن يبيعها للبنك مُقابل سعر رسمي مُعلن من قبل بنك السودان وهذا ما يحدُث في الأوراق الرسمية إذ يتم توريد هذه المبالغ الرسمية من حساب المستورد في حساب المُصدِر مع دفع فرق سعر السوق السوداء خارج القنوات الرسمية والله وحده أعلم مُقابل كم من العُمولات كانت تتم هذه العمليات المُدمِرة للاقتصاد ..
دعونا لا ننسى أيضاً شركات الدواء الوهمية المملوكة (للكبار) واستئثارها بملايين الدولارات بالسعر الرسمي بحجة استيراد الأدوية التي تُمنح لها مثل هذه التسهيلات والمزايا ، استلموا ملايين الدولارات ولم يستوردوا شيئا ،وذهبوا بهذه الأموال إلى السوق السوداء واستفادوا من فرق العُملة وليذهب المواطن العليل إلى الجحيم وهو في انتظاره الطويل للأدوية المُستوردة المنهوب دولاراتها من خزينة دولته العامة والحكاية معلومة للجميع ..
ما أكثر أمثلة الفساد والتحايُل لأجل الثراء وكُل من وجد باباً للفرص دخل في زمانٍ هيمنت فيه الأنانية على من يفترض أنّهم جاءوا ليحموننا ويحموا حقوقنا ويُدافعوا عنها ، أوكلناهم أمرنا وتركنا أموالنا أمانة لديهم أودعوها جيوبهم الغريقة العميقة يتحسّسونها بيدهم الشمال كُل حين ويرفعون اليُمنى يُكبرون بها ويُرددون في شعارات الزهد والنُبل حتى نُصدِق فرية إنقاذنا (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء وليعُد للدين مجده أو تُرق منّا الدماء ) وقد أهريقت حقاً الدماء ولكن لا لإعادة مجد الدين كما هتفوا بل لبناء مجدهم الزائف وتشييد إمبراطوريتهم الكُبرى على حساب حقوق الشعب..
وعلينا أن لا نُلقي باللائمة على البنوك والشركات وحدها وكيف يستقيم ظل دوله وعود شجرتها أعّوج ..
(أفاد البشير حسب محضر التحري أنه يحول المبالغ من العملة الأجنبية إلى العملة المحلية، عن طريق تسليمها إلى مدير شركة “سين للغلال”، طارق سر الختم، التي توفر 44 % من احتياجات البلاد من الدقيق، إذ سلم مديرها مبالغ أجنبية على أن يستلم منه مبالغ بالعملة المحلية، نافيا عمله في بيع وشراء العملة الأجنبية.)
وده يسموهوا شنو يعني..؟
سُئل البشير عمّن يكون طارق هذا فأجاب متزوّج قريبتنا ونال بهذه القرابة ما لم ينله الغير وأصبح طارق النسيب (يستلم أجنبي ويجيب سوداني) بلا رقيب أو مُحاسبة ، ورحِم الله مجدي (الضعيف) الذي اغتالوه لحيازته لشوية دولارات في خزينته وفي منزل غيره من (الأقوياء) حُماة الدين وجدوا أضعافاً مُضاعفة ولم يُحاسبوا ..
وكان الله في عون البلاد وأهلها..

 

زاهر بخيت الفكي

بلا أقنعة
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..