
أعلن الجيش استيلاؤه على السلطة في ميانمار وأعلن حالة الطوارىء في البلد لمدة عام، جاء ذلك بعد انتهاء الانتخابات العامة في البلاد وفوز حزب الرئيسة السابقة لميانمار بالأغلبية، وهي الانتخابات الثانية بعد انتخابات عام ٢٠١٥ التي أعقبت فترة طويلة من الحكم العسكري لميانمار، والذي انتهى في عام ٢٠١١ وأنتقلت ميانمار إلى النظام الديمقراطي الهجين، الذي يحكم فيه المدنيون والجيش معا.
نظام الحكم في ميانمار قبل الانقلاب يشبه نظام حكم الفترة الانتقالية الراهنة في السودان، فالدستور الميانماري منح الجيش سلطة الشراكة مع السلطة المدنية المنتخبة، حيث يمثل الجيش بعدد من الأعضاء في البرلمان، بينما يسمي الجيش وزراء الوزارات العسكرية مثل الدفاع والداخلية، وهو نظام حكم هجين ( مدني عسكري)، هذا النظام الهجين يشبه النظام الذي دعا له المفكر الإفريقي علي مزروعي في القرن الماضي في محاولة منه لإيجاد علاج للانقلابات التي عصفت بالقارة السمراء في الثلث الأخير من القرن الماضي، حيث رأي مزروعي ضرورة إشراك الجيش في الحكم بصيغة تمنعه من الانقلاب وتحفزه على حماية الديمقراطية، بيد أن النتيجة الراهنة في ميانمار غير مشجعة اطلاقا على تبني هذا النموذج والذي كنت قد طرحته من قبل في احد المقالات كنموذج يمكن التفكير فيه في سياق بحثنا عن صيغة حكم تخرجنا من الدائرة الجهنمية ( فترة انتقالية- ديمقراطية- انقلاب- فترة انتقالية).
الكثيرون في السودان يتوقعون انقلابا عسكريا ولكنهم كانوا يستبعدون إقدام العساكر على ذلك بحجة المخاطر الكبيرة والرفض العالمي للانقلابات وتخطي العالم لمرحلة الانقلابات وانطلاقه نحو الديمقراطية، بيد أن ما حدث في ميانمار جعل الجميع يعيد التفكير ويتابع باهتمام مثار ومآل انقلاب ميانمار، وقد وقف العالم بقوة ممثلا في الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوربي ضد الانقلاب ودعوا إلى عودة الديمقراطية، وحذرت امريكا من عقوبات وشيكة اذا لم يتم الرجوع إلى المسار الديمقراطي، وهي مؤشرات جيدة تحاصر كل دعاة الانقلابات وتحذرهم من اللعب بالنار.
الوقت مازال مبكرا على تحديد الوجهة التي سيمضي فيها الانقلابيون في ميانمار، ولكن الأكيد أن النظام الانقلابي ولد معزولا وسيستمر معزولا اذا لم يعيد السلطة للمسار الديمقراطي، وهو سيناريو سيواجهه أي انقلاب عسكري يحدث في السودان، وإن كان انقلاب ميانمار لم يواجه بعد بعاصفة احتجاج شعبية فإن انقلابا عسكريا في الوقت الراهن في السودان لن ينجو من المواكب الجماهيرية اذا نجا من العزلة الدولية، فهل من مدكر أيها الانقلابيون المتربصون؟
يوسف السندي
[email protected]
ياعم انت نسيت السيسي،،،،من الاخر ،،الاستقرار هومطلب القوى الكبرى ،،ما دايرين دوشة ووجع دماغ وحروب أهلية ومآسي، ،،في السودان الانقلاب حصل بعد مجزرة القيادة،،وفشل واضطر العسكر للرضوخ للأوامر الخارجية،،،وذات الأوامر منعت المليشيات المسلحة من اقتحام المدن ومحاصرة الخرطوم…والاستيلاء على السلطة،،بالتحالف مع الدعم السريع والمغامرين من العسكر،،،،من الاخر بعض الحركات المسلحة تتمنى حدوث انقلاب ،،وتماطل وتعاكس لإفشال الإنتقالية،،..لأن الانقلاب يعني القسمة الأكبر وعدم المساءلة..
نتمنى أن لا تحدث حرب اهلية،،،الحركات لم تحدد وزراءها ،،،ليه،،سارع حميدتي بعد مجزرة القيادة إلى تشاد والتقى بمناوي وجبريل،،لم يتم دمج الحركات والدعم السريع تحت قيادة الجيش حتى اللحظة ،،ليه،،العبط بتاع الكيزان ،،إنهم مفتكرين انو ذهاب قحت يعنى بالضرورة عودتهم،،،،ما تخشاه هو الانقلاب العنصري ،،لأنه ببساطة يعني حرب أهلية…وكل المؤشرات تشير إلى أنه في حالة انقلاب سيكون انقلاب عنصري..،والحل في انو يتم تمديد فترة عمل الوزراء الحاليين لحين اتفاق الحركات على ممثليهم لمنع الحجج الفارغة ،،فراغ سياسى،،تململ،،أنفلات امني،،كمقدمات،،والشعب بالمرصاد. ..وسيخيب ظن اي كوز ،،أي عنصري ،،أي خائن .