مقالات وآراء

الجنرال رغيف

بشفافية – حيدر المكاشفي
تحدثنا كتب التاريخ في فصل الحروبات الدولية والعالمية، عن خطورة ما يسمى (الجنرال شتاء) الذي هزم اقوى وأكبر زعيمين وجيشين على مر التاريخ الأوربي، وحكاية هذا الجنرال سنأتي عليها، ولكن ماهو (الجنرال رغيف)، انه الرغيف الواحد دا الذي تسلطن وتدكتر (من ديكتاتور) وتعزز على السودانيين واستعصى على الحكومة وأصبح عصي المنال للمواطنين، لدرجة شكلت منه أكبر مهدد للحكومة يتضاءل أمامه أي مهدد آخر، فلا الكيزان ولا الفلول ولا المتربصين يسوون شيئاً أمام خطورته، وهذا ما سبق ان نبه اليه المراقبون الحريصون على الثورة والداعمين لحكومتها، حينما اشاروا على الحكومة عند استهلالية توليها المسؤولية الى أن أكبر وأخطر القضايا التي ستواجهها ابتداء، هي بلا منازع قضية معاش الناس وتوفير الخدمات الضرورية من كهرباء ومياه ومواصلات ووقود ودواء ولجم الغلاء المتفاحش والمتصاعد يوما بعد يوم، ولكن للأسف ما تزال هذه الأزمات ترواح مكانها بل وتضيق حلقاتها باضطراد حتى بلغت مرحلة يكون فيها من حصل على بضعة ارغفة كمن أحرز نجاحاً كبيراً وباهراً، ومن هذا الباب باب لقمة العيش التي تقيم الأود بات الكثيرون أخشى ما يخشونه على الحكومة ان يهزمها ويطيح بها (الجنرال رغيف)، كما فعل (الجنرال شتاء)بنابليون وهتلر..
وحكاية الجنرال شتاء تقول حين قرر القائد الفرنسي نابليون غزو روسيا عام (1812) كان يملك أقوى وأفضل جيش في أوروبا.
وفي البداية اقتحم روسيا بسهولة كبيرة، غير أن الروس استغلوا العمق الجغرافي لبلادهم فانسحبوا أمام الجيوش الفرنسية ولم يشتبكوا معها. وحين دخل نابليون موسكو لم يجد فيها إنساناً واحداً حيث انتقلت الحكومة والأهالي إلى سيبيريا الباردة، فأحبط وقرر العودة لفرنسا. غير أن الشتاء كان قد حل أثناء عودته ونزلت درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، فمات معظم جيشه من الجوع والبرد. ومن أصل 600.000 رجل قضى زمهرير روسيا على 550.000 منهم وهي خسارة لم يستطع نابليون تعويضها أبداً وكانت سبباً في نهايته، كما كرر هتلر نفس الغلطة حين قرر غزو روسيا واحتلال حقول النفط فيها. وكانت وقتها المانيا تملك أقوى جيش في العالم ونجح في احتلال روسيا بجيش قوامه ثلاثة ملايين رجل.. غير أن ستالين الذي أدرك عجز روسيا عن مواجهة ألمانيا – قرر استغلال عامل المساحة وانتظار فصل الشتاء، وهكذا اعتمد سياسة الانسحاب والأرض المحروقة والتمركز في المدن والمواقع الحيوية. ورغم أن الألمان وصلوا إلى مشارف موسكو، ورغم أنهم حاصروا ستالينجراد لعشرة أشهر، إلا أن تشتتهم ومعاناتهم من الجوع والبرد حد من اندفاعهم نحو الشرق. وفي المقابل انتقل الروس المعتادون على البرد والزمهرير إلى خلف جبال الأورال الشرقية وانشأوا مصانع عسكرية ضخمة. وحين حل فصل الشتاء القارس بدأ الروس هجوماً معاكساً مدعوماً بأسلحة حديثة وجنود من سيبيريا يأكلون الجليد ويستحمون في برك المياه المثلجة.. وشيئاً فشيئاً كبد الروس النازيين خسائر هائلة وقرروا مطاردتهم حتى برلين.. وبالفعل اخرجوا الألمان من روسيا ثم أوكرانيا والبلطيق – وتمكنوا من احتلال بولونيا ورومانيا وهنغاريا والنمسا وشرق ألمانيا..
الجريدة

تعليق واحد

  1. بلا خبز بلا بطيخ ، الكسرة وبس كفاية علينا وكافية جدا ، الحمد لله بلدنا تنتج الذرة بكميات هائلة وضخمة فهل نتركها للقمح ، والله الشعب السودانى من يوم غير فيه قوته الى القمح والرغيف إمتلأ امراض ، نعم الشعب السودانى عندما كان يأكل الكسرة والقمح السودانى ابو قشرة والدخن كان فيه صحة وعافية وخالى من الأمراض ماعدا الملاريا وموسمية فى الخريف فقط ولا تزيد عن يومين وعلاجها بسيط ، لكن بعد غيرنا نمط حياتنا وأصابنا الغرب بثقافته الغذائية الضارة ذات المعلبات والخبز الأبيض والسكاكر والزيوت المهدرجة كثرت أمراضنا وكثرت اوجاعنا وتبدل حالنا من غنى وشبع الى فقر وجوع ، لاننا تركنا قوتنا الذى نملكه إلى قوت لا نملكه ولا يناسبنا ، الحل واضح يجب الاعتماد على الذرة مرة أخرى وتظل فاتورة القمح قليلة جدا لصناعة خبز قليل مكمل للكسرة والقراصة والعصيدة او للحلويات والكيك فقط ….. زمان امراض السكرى والضغط مصدر تباهى وتفاخر للفقير إن أصابه لانه ترفعه إلى مصاف الأغنياء المنتشر بينهم بحكم نمط حياتهم المعتمد على أكل الخبز وما لذ وطاب من الأكل والشراب بعكس الفقير يصبها كسرة او عصيدة صباح ومساء بملاح لايوق وغالبا ما يتموا الغداء بعجنة موية على باقى الأكل والسلام على طه (احيانا بموية الإبريق )…… شبعنا فى كسرتنا وغير كدا حا نظل فى جوع وخزائننا فارغة ما دام نستهلك عملتنا الصعبة كلها فى توفير قوت ليس قوتنا كما ذكرت….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..