مقالات وآراء سياسية

اللهم أجعله استعمارا غير عربي

أسامة ضي النعيم محمد

صرخات الاستنجاد بالبعيد في عصرنا العربي الحديث صدع بها الرئيس السادات ، هي الاشهر عند محاصرة اسرائيل للجيش الثالث المصري في ثغرة الدفرسوار أو الثغرة كان للسادات الحل في الاستعانة بالأمريكان لإنقاذ ابنائه الجنود وبعدها أطلق قوله : (سأتحالف مع الشيطان من أجل مصر ) ، تعود الذكري ونستدعي التاريخ اليوم وثغر بورتسودان تطبق عليه ليس اسرائيل بل الاخ اللدود والزعيم الرائد الذي يكذب أهله ، يحرك الدمية الناظر ترك ويقف البرهان ومن خلفه يستمتعون بعذابات الشعب السوداني في صفوف الرغيف أو بحثا عن الادوية المنقذة للحياة ، لسان مقالهم للشعب السوداني ( قولوا الروووب ) .

ما هكذا تساس الشعوب ويحكم أعزاء القوم أحفاد أماني شختو ومهيرة بالخدع واللعب بنصوص الوثيقة الدستورية أو وثائق تبريرية أخري ، الوثيقة الاولي هي النية أمام الله ثم الشعب السوداني الذي عاهدتم فئاته بتقاسم الفترة الانتقالية دون تطفيف الكيل ، البرهان أو الطوفان هو ما تسيرون عليه اليوم لحكم السودان عنوة وحمرة عين ، العهود تحميها النفوس التي لا تطفف الكيل ويراعي المتعهد قسمه أمام الله قبل الوثائق وتفسيراتها ، الحصار من شرق السودان وحشد الحركات المسلحة وفلول النظام البائد في قاعة الصداقة كلها أدوات لترهيب الشعب السوداني ، الانقلاب الفاشل يسير لإحكام القبضة البرهانية وترك الشعب السوداني فريسة ُتقتنص تحت الخيار الاوحد يطرحه البرهان ليبقي البرهان في حكم السودان .

تحكم البرهان علي رقاب شعب السودان ليست هي فقط أمنية والده ، يضاف الي ذلك تطلعات دولا عربية في الاقليم المجاور  الحاجة الي الرجال الاشداء للجندية من السودان ما تزال كما في أيام حكم الخديوي والفراعنة مع تعديل بسيط في جغرافية موقع المعارك  لتجد أرض اليمن نصيبا ويصل المقابل للعنوان المعلوم ، يضاف الي ذلك شحنات الذهب من السودان تغذي أسواق دبي ، البدون من عرب يتوزعون بين دول الخليج لهم في سودان البرهان مستقر ومهاد ، تكوين دولة البجا تسمح بازدهار موانئ السويس وغيرها علي شاطئ البحر الابيض المتوسط ، رافعة جديدة تتاح لمصر لخنق السودان ممرها المائي وتعد مسودات اتفاقيات مياه النيل في قاعة مجلس الوزراء المصري ويسجل البرهان زيارة للقاهرة للتوقيع عليها .

البرهان يسير حثيثا لحكم السودان منفردا ، لايهمه كثيرا أن يعود السودان الي مربع الدول الراعية للإرهاب ودول الشر  ، العقوبات الاممية يتخطاها بزيارات الي دول الخليج ومصر وتصله عبر الطائرات دولارات تحفظ أيضا في مخدعه وبذلك يتفادى الحظر المفروض وسجلات المحاسبة في بنك السودان ، تتاح لدولة الامارات استزراع الفشقة وربما ضمها الي اسرائيل وتوسيع المساحات مع مرور الوقت ، فالسودان عند البرهان دولة بمساحة كبيرة وعدد سكان قليل نسبيا مع ناتج محلي متدني ، اعتبارات لاستدعاء العزوة والركن الشديد من قوي عربية اقليمية تري في البرهان الحاكم وبطريق مستقيم تصل لمبتغاها دون مجلس تشريعي أو مجالس تراقب الحاكم .

كانت تجارب العسكر طوال اثنين وخمسين عاما بعد الاستقلال أقعدت البلاد وأوصلتنا الي أطماع الدول الاقليمية ، هو التكامل مع مصر وليبيا في عهد جعفر نميري ، ثم الانضمام الي الخلافات الداعشية بصحف حسن البنا وحسن الترابي في عهد الانقاذ ، لا بديل للبشير الا البشير صارت عند مسارو نهارومن شايعهم في مؤتمرات يغيب عنها صوت شباب السودان ، يعود البرهان ليكرر المشاهد السابقة ويتحجج للبقاء بعهود ومواثيق يلتزم بها الناس أخلاقا ، لنا في اتفاقية خروج الحكم الثنائي من السودان في 31/12/1955م خير مثال لكيف يتم الالتزام بما تواثق عليه الحكام والصدق مع النفس أولا ، لم تتحجج بريطانيا بقلة خبرة أهل السودان في ضبط الامن كما يسير بالقول حميدتي بعد خمسة وستين عاما من ممارسة الشرطة السودانية لضبط الأمن داخل السودان بعد خروج الانجليز .

اللهم أجعله استعمارا غير عربي نضيفها شعارا يلحق شعار الشعب السوداني :  الجوع ( الكافر) ولا الكيزان .

وتقبلوا أطيب تحياتي.

[email protected]

 

تعليق واحد

  1. الحبوب، اسامة.
    ١-
    تحية طيبة، جاء في تعليقك وكتبت:( البرهان يسير حثيثا لحكم السودان منفردا ، لايهمه كثيرا أن يعود السودان الي مربع الدول الراعية للإرهاب ودول الشر، العقوبات الاممية يتخطاها بزيارات الي دول الخليج ومصر )
    البرهان يسير حثيثا لحكم السودان منفردا ، لايهمه كثيرا أن يعود السودان الي مربع الدول الراعية للإرهاب ودول الشر ، العقوبات الاممية يتخطاها بزيارات الي دول الخليج ومصر). -انتهي-
    ٢-
    لكن ياحبيب نسيت ان البرهان وجنرالات مجلس السيادة مزنوقين محليآ وعالميآ زنقة الكلب في الطاحونة؟!!، وعليهم التنحي للاعضاء المدنيين، ولا توجد اي طريقة مراوغة في عدم تنفيذ الرحيل.
    ٣-
    حكومات الدول الاوروبية وامريكا يراقبون البرهان مثل مراقبة القط للفار.
    ٤-
    مرفقات:

    اخبار جديدة نشرتها الصحف اليوم الاربعاء ٦/ اكتوبر ٢٠٢١
    ولها علاقة بالمقال-

    الخبر الاول:
    أمريكا تدعو للتوافق حول مواعيد نقل رئاسة مجلس السيادة إلى المكون المدني
    (…اصدرت السفارة الامريكية بالخرطوم أمس بيانا حول زيارة المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان للبلاد. قالت فيه زار المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الخرطوم في الفترة ما بين 28 سبتمبر إلى 1 أكتوبر لتسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالإنتقال السياسي في السودان، والذي يمثل فرصة لا تتكرر إلا مرة كل جيل للوصول للديمقراطية. وأعرب المبعوث الخاص فيلتمان عن حرص الولايات المتحدة على أستمرار الدعم السياسي والاقتصادي في إجتماعاته مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء مجلس الوزراء ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وأعضاء مجلس السيادة وغيرهم من أصحاب المصلحة السياسيين في استمرار عملية المرحلة الانتقالية في السودان. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس إن هذا الدعم يعتمد على التزام السودان بالنظام الانتقالي المتفق عليه على النحو المنصوص عليه في الإعلان الدستوري لعام 2019 واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020م. مؤكدا بأن الانحراف عن هذا المسار والفشل في تلبية المعايير الرئيسية سيعرض علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك المساعدة الأمريكية الضخمة، فضلاً عن آفاق التعاون الأمني ​​لتحديث القوات المسلحة السودانية والدعم الأمريكي في المؤسسات المالية الدولية وتخفيف الديون. وستواصل الولايات المتحدة مراقبة التطورات عن كثب، بالتنسيق مع الترويكا وشركائنا الآخرين في أوروبا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي.).
    الخبر الثاني:
    مركزي قوى التغيير: آن أوان تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين
    (… قال المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، يجب أن تنتقل للمدنيين وفق ما نصّت عليه الوثيقة الدستورية. وأكد في بيان له عقب اجتماعه الثالث، على الالتزام الصارم بالوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا لسلام السودان، وإكمال السلام . وطالب للالتزام بإصلاح وتطوير القطاع الأمني والعسكري، وتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الواردة باتفاقية السلام. ).
    ٣-
    الخبر الثالث:
    السفارة الأمريكية تكشف تفاصيل زيارة المبعوث الخاص للقرن الأفريقي إلى السودان:
    (… قالت السفارة الأمريكية بالخرطوم، إن زيارة المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى السودان، في الفترة ما بين 28 سبتمبر إلى 1 أكتوبر الجاري، كانت تهدف لتسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالانتقال السياسي في السودان، والذي يمثل فرصة لا تتكرر إلا مرة كل جيل للوصول للديمقراطية.. جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته السفارة السفارة الامريكية بالخرطوم، أمس الاثنين. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، بأن هذا الدعم يعتمد على التزام السودان بالنظام الانتقالي المتفق عليه على النحو المنصوص عليه في الإعلان الدستوري لعام 2019 واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020، مؤكداً أن الانحراف عن هذا المسار والفشل في تلبية المعايير الرئيسية سيعرض علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك المساعدة الأمريكية الضخمة، فضلاً عن آفاق التعاون الأمني لتحديث القوات المسلحة السودانية والدعم الأمريكي في المؤسسات المالية الدولية وتخفيف الديون. كذلك شجع المبعوث الأمريكي كلا من مجلس الوزراء ومجلس السيادة وقوى الحرية والتغيير وأصحاب المصلحة الآخرين على تحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظة التاريخية لتجنب سياسة الوقوع من الهاوية والاتهامات المتبادلة وطمأنة الشعب السوداني بأن تطلعات الثورة ستتحقق، وإحراز تقدم سريع بشأن المعايير الرئيسية في الإعلان الدستوري والتي من شأنها يتم تحقيق الاستقرار في المرحلة الانتقالية. ومن ضمن هذه المعايير التوصل إلى توافق حول موعد نقل رئاسة مجلس السيادة إلى المكون المدني وبدء عملية شاملة لتطوير رؤية جديدة للأمن القومي السوداني لتوجيه أجندة إصلاح قطاع الأمن تحت سلطة مدنية مع الاعتراف بالدور المتكامل للقوات المسلحة في سودان ديمقراطي، وتكوين المجلس التشريعي الانتقالي، وإنشاء الإطار القانوني والمؤسسي لإجراء انتخابات حرة ونزيهة؛ وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية وإقامة آليات للعدالة الانتقالية.).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..