الصفقات المؤقتة

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال
[email][email protected][/email]

الصفقات المؤقتة

انقشعت سحابة التوتر السوداء – ولو إلى حين – بين الحكومة ودولة الجنوب، بالمبادرة والاختراق الذي قاده باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية الحزب الحاكم بدولة الجنوب المنشطرة، ورئيس وفدها في مفاوضات أديس أبابا المتعثرة وزيارة الخرطوم، وقبول المشير عمر البشير رئيس الجمهورية دعوة نظيره سلفاكير ميارديت لزيارة جوبا في الثالث من إبريل المقبل، تحولها (أي سحابة التوتر) إلى رياح مشبعة (بدعاش) التفاؤل، والمؤشرات الإيجابية والتي سوف تمطر خيراً إن لم تعترضها جبال ومرتفعات معيقة بحيث تحولها إلى رياح غير جالبة للمطر.

أحدثت الزيارة الخاطفة وغير المتوقعة لباقان أموم الذي ظل المسئولون يلعنوه بأفظع مفردات اللغة، واقعاً مختلفاً، وجعلت قراءة المستقبل مجرد تكهن لا تدعمه حيثيات، من مجريات الأحداث، والشاهد أن صحف الخرطوم الصادرة في ذات يوم الزيارة كانت تحمل اتهامات لحكومة الجنوب أنها تدعم هجوماً على منطقة هجليج النفطية بجنوب كردفان المشتعلة، الأمر الذي يضع ما تنشره الصحف في محك حقيقي، مما يعني أن أحد الأطراف كاذباً، وهي صفة ذميمة وعلامة من علامات النفاق الثلاث (إذا تحدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).

كانت محصلة الزيارة الاتفاق على العمل الفوري في لجان توفق أوضاع مواطني البلدين، واللجنة الفنية لترسيم الحدود، ولجنة البحث في خيارات وآليات التجارة البينية، وتحفيز مناخ الثقة، وتأسيس علاقات تعاون مشترك في المجالات الأمنية والاقتصادية ( وقد بات بالفعل)، ومعالجة القضايا والتحديات العالقة وعلى رأسها نزاع النفط والأنبوب، وعدم الاستجابة لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية واعتقال الرئيس البشير لدى زيارته المرتقبة لجوبا، وهي نتائج سمتها أجهزة الإعلام الأجنبية بـ(الصفقات المؤقتة) وهي تسمية ذات دلالات معاني مفتوحة لكل الاحتمالات، ولكن بحسب تفسيري إنها فلاحة من دولة الجنوب، وكسب نقطة في صالحها.

رغم الأريحية التي خلقتها مائدة العشاء بمنزل رئيس مجلس إدارة صحيفة (السوداني) جمال الوالي للوفد الزائر، إلا أن دلالات معاني الكلمات الترحيبية تبين أن التحفظ هو سيد الموقف، ويتبدى ذلك في قول باقان أموم (جربنا الخلافات والصراعات والمواجهة ووصلنا للتدهور الحالي، ووصلنا إلى قاع البئر ولا طريق إلا بالصعود إلى أعلى، وأنه من الأفيد للبلدين فتح صفحة جديدة وتوظيف الموارد الموجودة لدى البلدين لبناء الثقة بينهما) ولكن السؤال كيف يكون الخروج خاصة إذا كانت البئر بئر نفط ذات اللزوجة العالية؟!!!..فإذا صمدت هذه التفاهمات لمدة أسبوعين فقط سوف تحدث آثار إيجابية على الحراك الاقتصادي في البلاد .. فقط علينا أن ننتظر ونرى!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..