لؤي الطيب.. ثلاثية الشعر والتصوير والكتابة.. الدرويش الحائر

الخرطوم – خالدة ود المدني
يتنفس فنا وإبداعا.. كيف لا، وقد تشبعت روحه بروح أدباء البويضاء حاضرة قرى السكر بولاية الجزيرة المفعمة بالفن والأدب والإبداع، بجانب دخول التعليم إليها مبكرا في عام46؟ ولد لؤي الطيب عبد اللطيف هناك بين أهل ينتمي معظمهم إلى الطرق الصوفية، ويعشقون الفن، ما جعله مبدعا متميزا في أكثر من مجال.
من ذات المنطلق قلبنا صفحات مواهبه من خلال (ساعة دردشة) حول إبداعاته المتعددة، وبذلك درجت (اليوم التالي) إزاحة الغبار من الوجوه المبدعة في أي مجال ولم يوفها الإعلام حقها.
* يبدو أنك تأثرت كثيرا بمن حولك؟
– نعم تشبعت روحي بالإبداع، كوني ترعرعت بين أناس يجري الفن والإبداع في دمائهم، حيث يوجد في قريتي ما يقارب الـ 80 أو أكثر من المبدعين، يتمثلون في مغنين وشعراء وكتاب بجانب التشكيليين والمادحين غير المجالات الأخرى، وهذه البيئة المشحونة أتاحت لي الانغماس في شتى ضروب الإبداع.
* مثل من ؟
– التشكيلي علي منصور محمد هو خالي وعمي، وأيضا التشكيلي عوض هجانا صاحب معرض اللوحات القرآنية، علاوة على الفنان المغني مامون عمر هو ابن خالي والهادي محمد صديق الملقب بالهادي الجنيد ابن خالتي وآخرون كثر.
* في أي الأنهار يصب رافد لؤي الإبداعي؟
– الكتابة أولاً، حيث كتبت في الشعر العامي الغنائي، ولدي ديوانيان من الشعر، الأول بعنوان (قسوة الأيام) وآخر يحمل اسم (أيام زمان).
* من هو أول من تغنى لك؟
أول من تغنى لي الأستاذ وليد البويضاء والأستاذ يوسف محمود المدني.
* حدثنا عن معرض التصوير الفتوغرافي؟
– أجيد التصوير الفتوغرافي باحتراف وتلك هواية أخرى، ويتكون المعرض من 50 صورة جلها تجسد وجوهاً مختلفة من الحياة السودانية والتراث.
* هل شاركت به داخليا أو خارجيا؟
– شاركت داخليا كعرض، وذلك تحت رعاية السموأل معتمد شرق الجزيرة، أما عالميا شاركت عبر الانترنت في عدة مسابقات، وأحرزت تفوقاً، والحمد لله.
* لديك محاولات كتابية أخرى؟
– نعم لدي محاولات في كتابة الرواية وألفت ثلاث روايات سودانية وسأنشرها قريبا بإذن الله، الأولى (عائد من أرض الأغنياء)، والثانية (حلة ودسعد) والأخيرة تحمل اسم (الدرويش الحائر).
* لماذ تأخرت في نشرها؟
– أولا كنت أحتاج لمن يراجعها من بعض الكتاب الكبار من ناحية نقدية، ثانيا قصدت الإكثار من الكتابة لكثافة الإنتاج حتى أقف ولا أسقط يوما ما، أما السبب الثانوي هو التمويل المادي الذي يعيق دائما دروب الإبداع لكثيرين أمثالي.
* علاقتك بمركز شباب بحري وقتئذ؟
– كنت أحد أعضائه في عهد الأستاذ أحمد الريس حينها كان رئيسه، ومركز شباب بحري لمن لا يعرفه محطة انطلاق كثير من المبدعين في شتى المجالات، ورافقني الدرب آنذاك الكومديان حامد كسلا والفنان نميري حسين والشعراء جبلابي وأحمد البلال، بجانب عازف الطبل حباب وآخرون.
* من هو أول من قال لك أنت شاعر؟
– عندما كنت أشارك في منتدى المصنفات في أمدرمان، انتبه لموهبتي الأستاذ عوض الله عبد الله، وفي الأثناء كانت الفترة الذهبية للشاعر التجاني حاج موسى.
* لكل مبدع مثال أعلى في مجاله يسعى أن يحذو حذوه، من هو مثل لؤي الأعلى ؟
– كثيرا ما تمنيت أن أكون مثل الشاعر كدكي صاحب الكلمة البسيطة والجميلة، ولكني أرى نفسي في د. عمر محمود خالد.
* ابتعاد لؤي عن الإعلام، ما هو السبب؟
بلاشك رحيلي عن الخرطوم كان السبب الرئيس لحرماني من الظهور في وسائل الإعلام، وفي ذات الوقت لا أميل إلى الأضواء، وبالفعل اختفيت من الساحة الفنية منذ العام 2004.
* المعنى أن الإعلام يحتكره أهل الخرطوم فقط؟
نعم الإعلام لا يخرج إلى الولايات، بل ينتظر أن يأتوا إليه في مكانه، وهناك من لجأوا إلى الإعلام سعيا منهم عبر وسيط لعرض منتوجهم الإبداعي، وبسبب هذا التقصير من قبل الإعلام هاجر وارتحل كثير من المبدعين كي يحظوا بالإعلام الخارجي، وهناك أمثلة كثيرة في الخصوص.
* لمن تسمع من المغنين؟
-أعشق غناء الفنان عبدالعظيم حركة، وأطرب عند سماع إبراهيم عوض والجابري والكابلي وخلف الله حمد.
* إذن، ليس كل مغنٍّ مطرباً ما هو الفرق في وجهة نظرك؟
– كرأي شخصي ليس كل من يتغنى يمكنه أن يطرب الآذان حتى وإن أجاد الغناء، بالتالي التطريب يحتاج لإبداع داخلي في الحس.
* أين أنت الآن من كل هذا الإبداع؟
– حاليا رئيس جمعية إبداع الثقافية للفنون والآداب بشرق الجزيرة.
* أحلام لؤي في المستقبل ؟
-أحلم بأسماء كل المبدعين من أبناء الوطن الحبيب أن تجد حظها في الإعلام حتى يرى العالم سوداناً عميقاً في الرؤية الإبداعية

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..