
مع كامل التقدير والاحترام للوفود في رحلاتها المكوكية إلي جوبا الجميلة إلا أن الموائد غير المستديرة المتعددة تنبئ بأن فترة الست أشهر المحددة للوصول إلي سلام يعيدنا إلي سودان 01/01/1956م لا هي ولا تمديدات تزيد في مداها غير كافية لمبتغي ثورة ديسمبر2018م فالأطراف المتكأكأة علي القصعة ما زالت في ضلالها القديم لا تري في الجلوس علي موائد التفاوض إلا تحت عنوان قسمة الثروة والسلطة وبس !
قسمة السلطة والثروة عند الحركات المسلحة من سبل كسب العيش السهل حيث يحمل الاتفاق وظائف لا تخضع لمعايير الخدمة المدنية ولا تحتاج إلي فحص مؤهلات وخبرات وعندهم من رعي الإبل قادر علي الرعاية الصحية في ولاية الخرطوم بذات سهولة سوق الماشية إلي ( العد) صباحا وأعادتها إلي حظائرها ليلا والأمر عنده رعاية في الحالين.
المحاصصات عند البعض طوافة تحمل من الشقة في باريس أو أوغندا إلي دهاليز القصر الجمهوري في اختصار مخل وقفزات علي آلية الانتخابات وعد الأصوات وترشيحات الناخب في السودان.
المحاصصات فيل أدخلته الإنقاذ قبل البناء ثم أقامت عليه غرف المحادثات ويصعب ألان إخراجه بالباب ولكن ثورة الشباب تتفرد بوسائل لا تخطر ببال أصحاب المصلحة في التفاوض في غرف مغلقة فالعودة إلي سودان 01/01/1956م ربما يقدم في مائدة مستديرة تتوافق عليها الإطراف ومن حيث تسلمنا السودان من الانجليز بلا طق أو شق نسجل الاعتراف الجمعي بالتدمير الوطني الذي مارسته أجيال السودان المتعاقبة لأربع وستين عاما ورثنا بعدها سودانا منقسما علي نفسه ومحطما إلي دولتين فاشلتين بينما خلال ست وخمسين عاما تسلمنا من الانجليز وطنا يسع مشروع الجزيرة والسكة حديد ومشروع طوكر وحدوده من نمولي إلي حلفنا يتغني إنسانه ( منقو قل لا عاش من يفصلنا).
وختام القول المحاصصات في المحادثات السري منها والمعلن يجعل محطة السلام عصية إلا أنها غير مستحيلة مع إصرار الثوار.
وتقبلوا أطيب تحياتي
أسامة ضي النعيم محمد