مقالات سياسية
للتذكير فقط .. توجد كورونا !!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
تغيب أجندة واحتياجات الحياة اليومية للمواطنين تمامًا من (بال) سلطة الانقلاب، حيث يتم تجاهلهم بشكل ممنهج، ولا تقل تبعات التجاهل عن قتلهم في الشوارع لمجرد أنهم رفعوا صوتهم يطالبون بالحكم المدني، مرض الكورونا يستشري ووصل المعدل التراكمي للإصابة أكثر من (51) ألف منذ بداية الجائحة، وتوفي أكثر من (3) ألف مواطن، هؤلاء تم رصدهم عبر تقارير رسمية، وبالطبع هي تقارير لا تكشف حجم الإصابة والوفيات في مناطق السودان المختلفة حيث لا تتوفر أدنى درجة من الرعاية الصحية، ولا يهتم المواطنون أصلًا بالسعي للوحدات الصحية لأسباب مختلفة منها مشقة الوصول إليها وارتفاع تكلفة ذلك، والأهم ضعف الثقة والعلاقة الواهية بين المؤسسات العامة والمواطنين.
أكتب عن وجود الكورونا هنا لمجرد التذكير، لعل وعسى أن تصُبح جزءًا من أجندة عملنا السياسي والمدني، ذلك مطلوب تمامًا في هذا الوقت العصيب، حيث لا يتوفر سند ولا ملاذ للمواطنين في ظل سلطة الانقلاب، وهناك تكلفة اجتماعية كبيرة تدفعها الأغلبية في صمت جراء الوضع السياسي الاقتصادي القاسي الذي يحيط بهم ويهدر إنسانتيهم بشكل فظيع، دون أن يجد ذلك الاهتمام الكافي من الفاعلين السياسيين، تلك أحد أمراض السياسة في السودان، الانفصام بين الواقع المعيشي والشعارات المرفوعة، فهي ستغدو مجردة بلا معنى كلما طال أمد الصراع وزادت حدته وتكلفته مما يعزز الفراغ الموجود أصلًا ويدفع في اتجاه الاحتماء بالأسرة والقبيلة واللجوء إلى استخدام المتاح من وصفات علاجية بديلة غير معروف جدواها طلبًا للتعافي من مرض عضوي أو عقلي..
الثورة تملك القدرة على إحداث تغيير في مناهج العمل والتفكير والسلوك، ستضحى (روتين) عقيم، إذا لم ترتبط بتفاصيل الحياة بكل ما فيها من ألم وفرح، وتملك القدرة على إنتاج بديل يمكن اختبار جدواه في الحياة اليومية، وهنا ليس المطلوب القيام بواجب مؤسسات الحكم، بل مطلوب التفاعل مع احتياجات المواطنين والبحث في إمكانية التعاطي معها بالقدر المتاح من الاهتمام والإمكانيات، حتى تصبح الثورة فعل حياة بكل ما فيها من تفاصيل.. قاوموا…
الميدان