مقالات وآراء سياسية

(عواليق الثوابت) وكباشي..!

عثمان شبونة

* رغم آرائي المسبقة في رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان؛ وفي الذين معه داخل السلطة من العسكر والجنجويد كأشخاص (فالتين من العقاب)؛ إلّا أن ما تم توقيعه بين المذكور والحركة الشعبية بجوبا من إعلان مباديء؛ قد يكون لبنة لتأسيس دولة مستقرة يمكن أن تتماسك إذا تحقق (المكتوب)؛ صار واقعاً؛ وليس مجرد حبر على ورق.. فكل تأسيس مدروس للمستقبل يُبنى عليه إذا انصرف العسكر (المُجَرَّبين) عن السياسة واشتغلوا بما يليهم عقب الفترة الإنتقالية.. فالبرهان زائل لا محالة؛ هو ليس معضلة المستقبل كفرد.. لكن ستكون العقبة الكبرى التي تشق الأنفس ــ غداً ــ إذا تناسخ العسكر (من هذا النوع) وتمترسوا في وهم كونهم سياسيين وأذكياء..!
* لعلنا نتذكر في سبتمبر 2020م إتفاق المباديء بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وعبدالعزيز الحلو في إطار (السلام) وجعله ممكناً بدلاً عن كونه حلم في السودان.. ونتذكر الهجمة الشرسة التي شنها تجار الدين وأذنابهم على حمدوك وغيره بدون فرز؛ إثر فقرة وردت في ذلك الإتفاق تقول: (لكي يصبح السودان دولة ديمقراطية تكرِّس حقوق جميع المواطنين؛ يجب أن يقوم الدستور على مبدأ فصل الدين عن الدولة.. الخ).. حينها قامت دنيا المتأسلمين (العواليق) والرعاع من الأتباع قومة رجل واحد تولول وتصرخ خوفاً على الدين؛ وهم أعدائه الأوائل الذين لم يخافوا على الوطن وإنسانه لا ماضياً ولا حاضراً..!
* الإعلان الأخير ــ في ذات حلقة السلام ــ بين الحلو وبرهان؛ حمَل فزاعة الإخوان المتأسلمين المُشهرة لكل من يتحدث عن فصل الدين عن الدولة.. فقد تجدد الإتفاق بين الطرفين على فصل الدين عن الدولة؛ لكن المنافقين أرباب الألسنة (الوِسخة) لم يظهروا هذه المرة ليكيلوا السباب لبرهان كما فعلوا إزاء حمدوك.. أيضاً لم يخرج أحد ليقول (هذا عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) أو كما قال المدعو عضو مجلس السيادة (كباشي) عندما تقابل حمدوك والحلو للسلام؛ واتفقا على فصل الدين عن الدولة..! أين هذا الكباشي الآن؟! أرايتم كم هو (هباء).. وكم هو (ضئيل)..!!
(2 ــ 2)
* ربائب الأيدولوجيا الإخوانية المتعفنة المتخلفة؛ من لا يعرفون الإسلام سوى (اسم) لا يرون غضاضة بأن يتوافق العسكر مع الحركة الشعبية على فصل الدين عن الدولة؛ مثلما لا يرى أوغادهم غضاضة في أمر العلمانية والبارات حين يذهبون إلى تركيا؛ إحدى معاقل العلمانية التي يحج إليها القتلة واللصوص الإسلامويين! أما مجرد سيرة العلمانية وفصل الدين عن الدولة بلسان المدنيين ــ وعلى رأسهم حمدوك ــ فإن ذلك يتطلب صراخ هؤلاء والتحشيد الكذوب؛ باعتبار أن الإسلام والمسلمين في خطر.. ولم يكن الإسلام يوماً في خطر ولن يكون؛ لكنها المتاجرة الرخيصة من أجل مكاسب الدنيا؛ كما لم يخلق الله عدواً أشد خطورة على المسلمين وباقي أهل الديانات الأخرى من الإخوان المتأسلمين والوهابية.. ولأن عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي تشرّب بأفكار الجيفة التي تسمّى (الإخوان) ربط على فمه بالسكوت الجبان عقب إقرار البرهان بالدولة العلمانية مع قائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو في جوبا.. فما الذي جعل العلمانية حرام بالأمس مع حمدوك المدني وحلال اليوم مع البرهان العسكري؟! إنه سؤال لا يقبل الإجابة سوى بكلمة واحدة فقط هي (النفاق) ولا عجب؛ فهو البديل التعويضي للكائنات التي لا قيم عندها ولا مباديء ولا (مُخ).
* حتى زمان قريب كان قادة السلطة في السودان إبان عهد اللص الإسلاموي عمر البشير؛ وبمختلف درجاتهم؛ كانوا يُفتنون بكلمة (الثوابت) فتنة الصغير بـ(العجلة)! اختطفوا هذه المفردة فجأة أو عن طريق الصدفة (لست أدري)! المهم أنها صارت كالعلكة في أفواههم.. ثم أصبحت طبول أسماعنا مقروعة بعبارة (لا تفريط في الثوابت) وعلى مدار الشمس.. كانت فترة عدائهم الطويلة الحمقاء للولايات المتحدة جزءاً أصيلاً من هذه (الثوابت) المفتراة.. عداءً لم يتأسس على شيء يمكن توصيفه بأبلغ من حكاية الفارة التي وقعت في وعاء خمر؛ فشربت وسكرت ثم صاحت بتحدٍ: أين القطط؟!
* السؤال: هل كان عواليق المتأسلمين جميعاً في كامل وعيهم وهم يولولون على (ثوابتهم) عندما جاء إعلان المباديء بين حمدوك والحلو بفصل الدين عن الدولة؟! أم هم اليوم سكارى لا يَعون (ببرهانهم)؟!
أعوذ بالله
ــــــــ
المواكب ــ الإثنين ــ الثلاثاء.

‫20 تعليقات

  1. فصل الدين عن الدولة أمر يتعارض مع الايمان بالله , قال الله تعالى : ” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” الامر ليس مجرد شعار كيزاني , بل هو أساس الدين الاسلامي .

    و لا اعتقد ان هذا الاتفاق سيحل مشاكل السودان , بل للأسف سيزيدها , فغدا سيلاحظ أتباع الحلو العلماني انهم ما زالوا في فقرهم و معاناتهم و ان واقعهم لم يتغير بينما الحلو و حاشيته يعيشون في الابراج العاجية .

    أيضا سيدرك بقية الشعب ان الجنة الموعودة من قبل العلمانيين ما هي الاجحيم أسوأ مما تعيشه دول علمانية مجاورة لنا.

    1. ما اشرت اليه في الآية الكريمة ورد في امر اليهود. ثقف نفسك بالقرآن اولا ثم جادل به. الخطأ الاكبر الذي يقع فيه بعض المسلمين قناعتهم بان في الإسلام دولة لذا يتحدثون عن عدم فصل شيء غير موجود بشيء موجود. لا توجد دولة في الإسلام هناك فقط دين ينظم العلاقة بين الانسان وربه اما الدولة فهي شأن يخص كل ابناء الوطن الواحد، غير ذلك علينا ان نفرض الجزية على غير المسلمين ان كنا نتحدث عن دولة إسلامية ونسمح بالرق ونعتبر المرأة نصف الرجل ومنعها من تولي الحكم والقضاء فهي ناقصة عقل ودين. هل هذا ما تريدونه؟

      1. يا شاطر , يا مثقف واذا كان هذا في اليهود – حسب قولك – فهو من باب اولى واجب على المسلمين.

        كبف تطلب من ابن الجار طاعة ابيك و أنت تعصي اباك؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    2. كوز عواليق
      هههههههاااااا

      تقدر تقول لى ماهو الفرق بين المسلم والمؤمن؟
      ياعواليق
      ياكوز
      تبا لك يا لص يا زانى يا مغتصب يا بتاع جهاد النكاح

      ههههههاااااي

    3. فيما شجر بينهم تعني فيما اختلفوا عليه أو تنازعوا عليه. ولا تعني حكم الدولة أو طريقة الحكم.
      جميع الآيات التي ورد فيها الحكم في القرآن الكريم تعني الحكم بين الناس مطلق الناس مسلمين أو غيرهم. أما مسألة الولاية فقد تركت لتقدير الناس ولم ترد فيها نصوص سواء في القرآن الكريم أو السنة المباركة.
      فكفى أيها الكيزان استهبالا وتهييجا لمشاعر المسلمين.

      1. أنت لا تفقه شيئا في الدين او السياسة
        وهل تسن القوانين الا للحكم بين الناس ؟
        هناك الكثير من الايات نصت على ان من يرفض تحكيم شرع الله فقد خرج من الدين منها قوله تعالى : ” وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)”

        و ما ترك لتقدير الناس هو اختيار الحاكم و طبيعة النظام هل هو جمهوري او ملكي او سلطاني او غير ذلك .

    4. ياخي أنت مش انسان مؤمن وملتزم بما أنزل الله وتفعل مافي جهدك وحريص على تنفيذ اوامر ربك بالحد الادنى 60% كده أنت تمام التمام وان شاء الله 40% ما حتخرب عليك وكده نقدر نقول ليك ولبقية المؤمنين بنفس القدر مبروك عليكم الجنة بإذن الله والحلو وامثاله مبروك عليهم جهنم (ويومها ربكم الحكم ما رب الحلو) ليه الصراع والمشاكل وليه مصريين تدخلوا السودان وشعبه الجنة معاكم خلوهم العايز يدخل الجنة معاكم كويس والعايز يدخل النار هو حر (كل نفس بما كسبت رهينة)

    5. المسلم الحق مشغول بتغير وتهذيب نفسه وناسي الاخرين والمسلم المنافق مشغول بتغير الاخرين وناسي نفسه +++ المسلم الحق يدعوك لبيته ويكرمك والمسلم المنافق يدعوك للصلاة في المسجد ولا يرد عليك السلام ولايقول لك تفضل امام بيته +++ المسلم الحق يبحث عن الفقراء والمساكين ليساعدهم والمسلم المنافق يبحث عن الفقراء والمساكين ليستغلهم.

      1. حديث حذيفة: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه

    6. راحت عليكم يا كويز .. لقد انتهي عهد دغدغة المشاعر الدينية والضحك علي الشعب..هذا جيل واعي جدا يعرف ماذا يريد هذا جيل 2021 وليس جيل 1989 لتخدعونهم وتستخدمونهم وقودا لحروبكم العبثية في الجنوب وتستمتعوا انتم بما لذ وطاب من متاع الدنيا من قصور وفلل وابهة وسيارات فارهة ومثني وثلاث ورباع وبل ازيد من الحسناوات… لقد وعينا الدرس يا مهرج سينمائي اقصد مخرج سينمائي

    7. قصدك اسمك ( مهرج كيزانى) و ليس ( مخرج سينمائى)..
      الجماعات الاسلامية تحرم السينما و ترى كل الفنون رجس من عمل الشيطان رجاءا اختيار ( كنية ) او ( اسم حركى ) اخر..بخلاف ( مخرج سينمائى ) هذه
      قال مخرج سينمائى قال
      ههههههههه

  2. الى متى يحدثنا عثمان شبونة عن المتأسلمين ولا نعرف رايه عن حكم القران المنزل فى تطبيق قوانين الاسلام من عدمها .. الكتابة ليست لفش الغبائن وانما للفكرة والتفكر .. عثمان شبونة غير التكرار الممل فى كتاباتك ليقرأ من يقرأ ليستفيد.

    1. عثمان شبونة تساءل تساؤلاً منطقياً عن صمت الكباشي إزاء الإتفاق الأخير . و تأتي أنت بالتكرار و تلوك العلكة لتساله عن رأيه في تطلبق قوانين الإسلام لماذا لا تسال البرهان و الكباشي فشبونة مجرد كاتب صحفي؟

    2. المسلم الحق مشغول بتغير وتهذيب نفسه وناسي الاخرين والمسلم المنافق مشغول بتغير الاخرين وناسي نفسه +++ المسلم الحق يدعوك لبيته ويكرمك والمسلم المنافق يدعوك للصلاة ولا يرد عليك السلام ولايقول لك تفضل امام بيته +++ المسلم الحق يبحث عن الفقراء والمساكين ليساعدهم والمسلم المنافق يبحث عن الفقراء والمساكين ليستغلهم.

  3. ما هذا الغباء ..هل صدقتم ان هذا الاتفاق سيتم تطبيقه فعلا…كم هو عدد الاتفاقات التى تم توقيعها منذ الاستقلال ولم تري النور…السبب ان كل هذه الاتفاقات تتم عبر ضغوط وبعيدة عن راى الشعب فتكون النتيجه صفر كبير. أمامكم اتفاق جوبا الحالى اسالوا كم فى الميه تم تطبيقه حتى الان .

  4. لقد أخطأ البرهان عندما وافق على موضوع فصل الدين عن الدولة خبط لزق دون استشارة بقية المكونات السياسية وعلماء المسلمين او لعله فعل ولكن وبما ان السودان مقدم على نظام حكم فيدرالي بصلاحيات واسعة كان بإمكانه الوصول الى صيغة وسطى تضمن حق الاقاليم في اختيار مايناسبها من احكام وشرائع عبر استفتاء عام ونزيه دون تدخل من اي جهة كانت. مثلا، يمكن لجبال النوبة ان تختار العلمانية والخرطوم الاشتراكية ودارفور الشريعة الاسلامية والشمالية ماتريد وهكذا. اما العاصمة الادارية فالافضل ان تنقل من الخرطوم الى اي مكان مناسب اخر على ان تكون صغيرة المساحة ولا يوجد بها سكان الا في نطاق ضيق للغاية ويكون هؤلاء السكان مرتبطين باعمال الحكومة المركزية.
    بعد انفصال الجنوب وتنسم الاخوة الجنوبيين لحريات لم يعهدوها من قبل، انزلق الكثيرون في مهاوي الشهوات من خمر ونساء وخلافه واسرفوا في ذلك حتي قيل ان سلفاكير قد تضجر من الامر وقال: ياليتنا وافقنا على الشريعة الاسلامية!
    اما اخوتنا الكيزان فنقول لهم هنالك فرق كبير بين الدين والتدين. الدين هو ما انزله الله من الهدى لعباده حتى يسعدوا في الدنيا والاخرة، واما التدين فهو تفسيرك لنصوص هذا الهدى والكتاب المنير لذلك لا عجب ان تفرخت الكثير من الجماعات الاسلامية كل واحدة منها تاخذ الامر من منظورها.

    1. عندما اعلن النميري قوانين سبتمبر عام 1983 هل استشار الشعب السوداني؟ زعندما اعلن الكيزان اسلامية الدولة في عام 1990 هل استشاروا الشعب السوداني… يا اخوي طالما انت بتاع تبش وعجور امشي شوف الملجة وين مالك والسياسة

  5. لا يوجد مسلم حق يوافق على فصل الدين عن الدولة فما الدولة فهي مجموعة قوانين ونظم تحكم العلالقة بين الحاكم والمحكوم وتنظم العلاقةبين المحكومين انفسهم فلم يكن لدولة الاسلام الاولى ديوان حكم غير المسجد حتى ياتينا في غابر الزمن من يشترط علينا ان نفصل الدين الذي هو اساس الحياة عن الدولة وماذا تقصد بفصل الدين عن الدولة غير ان ياتي احد بنص قراني يحرم امر بين الناس وحتى لا يكون مرجعية القوانين اسلامية فنحل ما احله الله ونحرم ما حرمه الله بل الاساس في الموضوع هو راي الشعب اذا كان هذا المشترط يؤمن بديمقراطية فكان الاولى به ان يرجع الامر الى راي الاغلبية هي التي تحدد شكل الدولة وهل العلمانية هي التي ستحل مشاكل منطقته وهل حلت العلمانية مشاكل الجنوب فللاسف هؤلاء ركبوا على اعناق الغير من اجل تحقيق رغبة نفس مريضة كل همهما ان تمحو كل مظاهر الدين عن الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..