التوهان في تفسير خطوة البرهان

بسم الله الرحمن الرحيم
توهان ..في تفسير خطوة البرهان
اللقاء المفاجئ لرئيس مجلس السيادة السوداني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ..أربك كل حسابات المحللين .والذين ركزوا على دور الإمارات وأمريكا ونتنياهو.وهم الثلاثي الذين يكملون مربع هذا الحدث مع البرهان .سنهمل الحديث عما يريده نتنياهو وبومبيو وحتى الإمارات ونركز على ما يريده البرهان . لأن ذلك يمثل السر المستعصي خاصة في ظل غياب أي تصريح يفسره من قبله عكس ما فعله الطرف الثاني في اللقاء وتبرؤ مجلس الوزراء السوداني عن العلم به.سبب التركيز على دوافع البرهان هو ان هدفه هو الذي يعنينا داخلياً .
في هذا الواقع لا نملك إلا محاولة ربط الأشياء السودانية مع بعضها.فقوى الحرية والتغيير ووزارتها ،أقلقهم معنى الخطوة على التي تمت بمعزل عنهم ومعنى ذلك واثره في العلاقات بين الأجهزة الانتقالية وهياكلها .بدليل اجتماع مجلس الوزراء بمفرده ومع قوى الحرية والتغيير. واللافت هو اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي تلاه اجتماع مجلس السيادة والاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء الذي يمثل البرلمان . وثلاثتهم يرأسهم البرهان !! فماذا يعني ذلك؟
لمحاولة الإجابة ينبغي متابعة البرهان ومواقفه منذ ظهوره على مسرح الأحداث عقب انقلاب اللجنة الأمنية ودور البرهان في إبلاغ المخلوع به ثم جلوسه على سدة الحكم بعد ذلك في المجلس العسكري حتى تسميته رئساً للمجلس السيادي الانتقالي.وهذه فقط يمكن البناء عليها لمحاولة تفسير خطوة البرهان. فكل خطواته من إبلاغ المخلوع وإزاحة ابنعوف وقيادته للمجلس العسكري والحوار مع قوى الحرية والتغيير شداً وجذباً وقرار فض الاعتصام . كل هذه المرحلة كان يتخطاها بالمبرر الأمني .فلماذا لا يلتفت التحليل إلى اعتبار الخطوة امتداداً لهذه الرؤية ؟ سيما وأنه بحكم منصبه الممسك بكل الملف الأمني وتجمع كل التقارير لديه على اطلاع بكل تفاصيل الملف .عليه ينبغي طرح السؤال الاتي : ما هو دور العامل الأمني وفقاً لرؤية البرهان في خطوته.الإجابة يجب أن تستصحب حقائق مهمة هي :
• المخاوف من الجانب الاسرائيلي في تهديد الأمن القومي سيما وأنها لم تتورع عن تنفيذ ضربات داخل السودان إبان العهد السابق. مع عدم إغفال العلاقات الإسرائيلية مع كل دول طوق السودان تقريباً ما يمكنها من تحريك بعض عوامل الاضطراب في السودان .حتى لو كان تهريب البشر والمواد التموينية . ومحاولة الرد على أي تحركات إرهابية داخل السودان من الدولة العميقة ما يطيل بقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
• ملف المفاوضات مع حركات الكفاح المسلح خاصة وأنها جميعاً لا مشكلة لديها في العلاقة مع إسرائيل .وإمكانية تسريع الوصول لاتفاقات وكلها تقريباأ اكثر ميلاً للأفريقانية والسودانوية على اقل تقدير
بناء على ما سبق ن فإن رؤيته الأمنية هي العامل الأساسي . وكل أحاديث التوسط لدى أمريكا ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي .
حاشية. وأنا اختتم كتابة المقال ..تصريح الرهان يؤكد ما ذهبت إليه.
معمر حسن محمد نور
[email protected]



