المقالات والآراء

من قريتي “الخليلة”..

أكتب هذه السطور من داخل قريتي “الخليلة” على بعد مرمى حجر من العاصمة.. لا تفصلها من قلب الخرظوم سوى (20) كيلومترا فقط ومع ذلك تقع مع بقية حزام القرى النيلية بين فكي الأسد.. السيول التي تنهمر من أقاصي سهول “البطانة” ونهر النيل الذي يفيض فيلتهم الأراضي الزارعية والسكنية بكل شراهة.. وفي هذا العام كان حزام مدينة “الجيلي” و”قري” وود رملي وواسي الأكثر تأثُّرا، وفقدت مئات الأسر المأوى والخدمات الأساسية بل حتى الطعام ومياه الشرب النظيفة..

لكن هذه الملمات الكبيرة ليست أول مرة، ظلت هذه المناطق النيلية تتعرض للاكتساح بمياه السيول والفيضانات عبر أجيال.. أذكر ونحن أطفال صغار نلعب في ميدان الكرة فجأة ودون سابق إنذار نرى أمامنا وعلى مد البصر السيول تزمجر وهي تهرول نحونا وفي لمح البصر كانت البيوت تتهاوى والأشجار الكبيرة تُقتلَع بكل سهولة.. وبكل أسف رغم بعض التحسينات في مصدَّات المياه، لا يزال الحال هبة محاسن الصدف.. مشروع كارثة..

الآن نحن محاصرون تماما.. من كل الجهات بالمياه.. المياه الثمينة التي تبحث عنها شعوب في دول أخرى وبأبهظ الأثمان ولا تجدها.. فما الذي يجب فعله؟،

في تقديري هذا يشبه حال بلادنا السودان اليوم، أزمات في كل ركن وناصية.. هل تتفرغ الحكومة لمواجهة هذه الأزمات؟

الإجابة من عندي، لا وألف لا..

يجب على الحكومة تأسيس (وحدة إدارة الأزمة) مركزية على مستوى السودان تهتم وتتخصص في مجابهة كل الكوارث بمختلف أنواعها.. سيول وفيضانات، أوبئة وإلى آخرالقائمة المعهودة.. مهمة هذه الوحدة (إدارة) الأزمة فقط لا أكثر.. بكل ماهو متوفر من وسائل بما فيها المنظمات التطوعية التي تنشط في جمع التبرعات العينية والمالية..

لكن الحكومة لا يجب أن تضيع الوقت وتغرق -هي الأخرى- مع المواطنين في مياه الأزمات المتدفقة.. مهمة الحكومة تصميم وتنفيذ الحلول الدائمة على مستوى الخطط المتوسطة والبعيدة..

مثلا.. مشروعات ضخمة لحصاد المياه تخزِّن ملايين الأمتار المكعبة المتدفِّقة من البطانة لتزيد من منسوب المياه الجوفية والمساحات الخضراء التي تساعد على تخفيض درجات الحرارة، وتصبح متنفسات للمدن، ومثال لذلك “سد الكنجر” المجاور لمدينة الجيلي والذي غيَّر تماما مناخ المنطقة ويخزِّن المياه من فصل الخريف حتى فصل الخريف القادم..

حان الوقت لتتفرغ الحكومة للمشروعات المخططة على المستويات الثلاث القريبة والمتوسطة والبعيدة وتترك الطوارئ لـ(وحدة إدارة الأزمة).

التيار

‫4 تعليقات

  1. من نعم الله على السودان ان الخريف لا يأتي فجأة وهو يمتد من شهر يوليو الى شهر اكتوبر من كل عام مما يعني انه لدينا تسعة اشهر من الاستعداد للخريف المقبل وانت بصفتك مهندساً قبل ان تكون صحفياً لماذا لم تقوموا مع شباب الخليلة بالاستعداد اللازم لشهر الخريف وتنتظرون دائماً من الحكومة ان تفعل شيئاً وقد جربتوها عدة مرات فهي تنتظر الخريف ليأتي كارثياً لتطلب الإغاثة من الخارج وكلما كبرت الكارثة كبرت الإغاثة و تذهب الإغاثة دائماً الى جيوبهم.

  2. نحن شعب شقال بالفارغه و المقدودة و الله الواحد بعض الاحيان تفكر هل هو جهل ؟ و لا نحن فهمنا تقيل مخلوطه بحبة تخلف جينى؟ لماذا الشعوب الاخرى من اروبيون و شرقيين نهضوا و نحن ما زلنا واقفين فى محلنا الذى تركنا فيه الانجليز و حتى المؤسسات التى تركها لنا الانجليز بدل نطور فيها كسرناها و لحقت امات طه و خراب سوبا و كان افضل لنا ان نكون تحت حكم الانجليز على الاقل كنا اليوم مثل جنوب افريقيا و افضل لانو امكانياتنا افضل من جنوب افريقيا و لكن واحد اقول ليك الحريه افضل من الاستعمار و لما حكم الانجليز كانت الحريات افضل من حكم الانقاذ و البلد فيها تنميه حضريه و بشريه . هل الصوفيه اثرت فينا كشعب ان خاملين غير منتجين؟ و عدم المبالاه و نحن صغار كان الحوار للشيخ يلبس جلاب مزركش اى قطع من كل لون و لابس طربوش مزركش يسمى الطاقيه ام قرينات لانو لها قرينات زى قرون البقر و عاطل ملازم السيخ و ياكل من تكية الشيخ و لا هدف له فى هذه الحياه و الشيخ زاتو تمول تكيته من سكان المنطقه و هؤلاء اليوم كثر و شفنا هذا المشهد فى عطالة الانقاذ و تخريبها للمشاريع نتيجة نهب هذه المشاريع و تحطيمها لبيعها .من الاشياء الكارثيه و الانجليز عملوا ردميات من الحجاره على ضفاف النيل الابيض فى المناطق التى يكون فيها مياه النيل مرتفعه حمايه للقرى و المدن التى الى جانب ضفاف النيل و لكن فى عهد الكيزان كل هذه الحجارة نهبت مثل ما نهبت فلنكات السكك الحديديه و اصبح المال العام مستهدف و الكيزان غضو الطرف على سرقة هذه الاشياء حتى لا احد يهتم بسرقاتهم لمؤسسات الدوله و هذا شقل مخطط له و محمى و الان كل محامين الكيزان هدفهم الاساسى فى الدفاع عن البشير فى الاموال التى وجدت فى منزله ان يطلع قرار المحكمه انه غير مذنب و كيف هو حكم بالاعدام على المرحوم الشهيد مجدى فى حر ماله؟؟

  3. أخى صاحب المعالى عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء للحكومة الإنتقالية
    فى البدء أهنىء أهلى ثم نفسى بإختياركم الموفق بإذن الله
    وأرجو أن تتم معالجة مشكلات الوطن بالعقل لا العاطفة ولو كان رئيس الوزراء ايلا او معتز لما كلفت خاطرى وكتبت هذه الرسالة
    أعجبنى قرارك بتزويد الأسر المتضررة من الأمطار والسيول بالخيم والناموسيات وادوية الملاريا ولحد هنا وانتظر
    أما فيما يتعلق بالمعالجات النهائية طويلة المدى أرجو أن تتبع الأتى :
    أولا : تكوين هيئة سودانية للإحصاء العام للسكان والمساكن ولا تعتمد على أى نتيجة تعداد عمله الكيزان خاصة ناس دكتور عابدين مدير مكتب الترابى سابقا وولدنا عوض حاج على ، على ان تشتمل بطاقة التعداد سكان ومساكن كل محلية على حدة وتضاف اليها الأسم الرباعى للمواطن حسبما جاء فى الرقم الوطنى ويشمل التعداد المواطن السودانى والمقيم غير السودانى ، عمره ، وظيفته ، ونوع المسكن ( عمارة ، فيلا ، بيت شعبى ، فاخر ، بيت شعبى عادى ، توجد شبكة مياه شرب ، توجد شبكة تجميع ونقل ومعالجة مياه الصرف الصحى ، يوجد بئر سايفون وخزان تحليل SEPTIC TANK ، يوجد مرحاض وهكذا
    تشتمل كشوفات التعداد على انواع الأمراض التى يعانى منها المواطن والمقيم ( السكرى ، الضغط وبقية الأمراض ونأمل ان يرافق فريق التعداد طبيب
    حالة المسكن ، سليم ، تهدم جراء السيول وهكذا
    ثانيا : توجه هيئة المساحة السودانية بعمل خريطة كنتورية للمنطقة التى تحد ولاية الخرطوم من الجهات الأربعة على أن يحدث تاخل مع الولايات المجاورة لها شمالا بنهر النيل وجنوبا بالجزيرة وغربا بكردفان وشرقا بكسلا والقضارف ونفضل ان يمر الخط الجنوبى بالهلالية والشرقى يمر بأبى دليق والشمالى يمر بالبسابير والخط الغربى يمر بخط الطول 31 درجة 30 دقيقة شرق
    لاتستعجل المعالجات فهذه أخطاء 30 عام من حكم الكيزان وعلاجها يحتاج لفترة لاتقل عن 10 سنوات وانت ياحمدوك ستكون رئيس وزرائنا لهذه السنوات العشرة 3 سنوات و3 شهور سنوات الحكم الأنتقالى و7 سنوات رئيس مجلس وزرائنا فى حكومة الديمقراطية الرابعة
    نتوقع خلال 15 شهر ( سنة و3 شهور ) ينهى الهيئة العامة للإحصاء السكانى تعدادها وتنهى هيئة المساحة الخارطة الكنتورية لولاية الخرطوم
    السيول :
    السيول هى قطرات ماء المطر تنزل من السحب بأمر ربها وتتجمع تلك النقاط فى المناطق المرتفعة وتنحدر للمناطق المنخفضة
    كيف نسيطر عليها ونقلل من سرعتها :
    بالإستزراع الغابى Forestry Farming ويعرف بالـ INFORESTATION واظن ان غالبيتنا يعرف ان القطع الجائر للغابات تسبب فى حدوث هذه السيول المدمرة وكمية مياه السيول تحسب بسرعتها مضروية فى مساحة المقطع للوادى الذى تسيل فيه FLOW (Q)=V*A نقلل حجم مياه السيول لابد من تقليل الـ V وهى سرعة السيل والسيل ماعنده فرامل بندوسها ولازم نزرع فى طريقه غابات تثبت التربة وتمنع تجريفها وتقلل من سرعته ودكتور حمدوك لا يحتاج منى لهذا التوصيف فهو رجل عالم وزراعى واقتصادى
    ياحمدوك انت تحكم شعب دمه حار وسخن ومشاكله كلها عاوزك تحلها ليهو فى 3 شهور
    عارف يا حمدوك لمان جينا للسعودية كلنا كان يقول سنتين وبس ونرجع للسودان
    أنا قضيت 15 سنة ( 1974م – 1998م ) ورجعت للسودان وعدت مرة ثانية فى العام 2003م ومازلت مغتربا
    فمعالجة اسرة واحدة كلفتنى قرابة 35 سنة اغتراب
    ناس الجيلى وود رملى أكيد محتاجين لعدة سنوات
    فيما يتعلق بالأستزراع الغابى نحن نحتاج لغابات فى شرق النيل لحماية بحرى وقراها ، وغرب النيل لحماية أم درمان وقراها من غرب الجبل الى الجزيرة أسلانج وكمان ماتنسوا حبايبا فى السلمة ومايو واحياء جنوب الخرطوم
    الشجر الذى سنزرعه لكبح جماح السيول وهى من نوع شجرة أكاسيا سينغال (Acacia senegal) أو أكاسيا سيال (Acacia seyal) وما نعرفه من شجر الطلح والهشاب له فوائد اقتصادية وهذا الشجر يحتاج منا لجهد عام واحد وتتم زراعته بعد الخريف مباشرة ولا يحتاج للسقيا الا فى الصيف القادم
    الخارطة الكنتورية مهمتها تحديد اين نزرع الشجر واين لا نزرعه كما تحدد اين نسمح للمواطن ان يبنى منزله ويسكن واين لايسمح له
    نحتاج النتائج الأولية للتعداد السكانى مع معدلات النمو السنوى للسكان ولكم منى هدية بدون مقابل ( إعداد الخطة الأستراتيجية الشاملة طويلة المدى للمياه البلدية – مياه الشرب ، معالجة مياه الصرف الصحى ، إعادة إستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة بالإضافة الى وضع خطة رئيسة MASTER PLAN للمياه والصرف الصحى بولاية الخرطوم ويا دكتور انت سيد العارفين ولاتحتاج لتوصية من أمثالى
    وفقكم الله انت ومن معك
    وكن حريص على ان يتولى الأستاذ فيصل محمد صالح لقطاع الأعلام ( هيئة اإلاعلام والثقافة ) ففيصل كفء وحبوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..