عبدالوهاب همت ــ جوبا
في ذكرى إنتفاضة مارس أبريل المجيدة حيا الدكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية وقال انها واحدة من أعظم الثورات التي قادها الشعب السوداني ضد نظام جعفر نميري، لكن بكل أسف فإن القوى التي لاتؤمن بالتحول الديمقراطي أطاحت بها، واليوم تمر الذكرى الأولى لشهر ابريل العام الماضي والتي فيها كرر شعبنا تجربة ثورة أبريل ١٩٨٥ وتوج ملحمته بالقضاء على نظام السفاح البشير وطغمته الذين حولوا البلاد الى جحيم، فأشعلوا الحروب ودمروا الاقتصاد ونشروا المحسوبية وعم الفساد كل البلاد.
في هذه المناسبة لابد لنا ان نحيي ذكرى شهدائنا الاماجد وتضحيات المناضلين السياسيين والعسكريين، والذين ذاقوا ويلات الظلم، وكذلك تضحيات شعبنا العظيم في سبيل فجر الانعتاق والحرية بعد ان عانى كثيراً ودفع أثمان ذلك تعذيباً وتشريدًا في المعتقلات أو في معسكرات اللجؤ والنزوح أو بالهجرة والغربة القسرية.
ونحن نحتفي بهذه الثورة العظيمة لابد للقوى التي تؤمن بالتغيير نحو الأفضل لسودان الغد الديمقراطي التعددي الذي يسع الجميع ، متساوين في كل شئ ان يوحدوا صفوفهم من أجل الوصول الى توافق سياسي وتحقيق السلام الشامل والعادل، والعمل المستمر والدؤوب في سبيل تفكيك النظام المباد، لان القوى التي أجهضت ثورة أبريل ١٩٨٥ وقامت بإنقلاب ٣٠ يونيو٨٩ وبعد ان تم الإطاحة بها لازالت باقية، بل وشرعت في العمل المباشر لإجهاض ثورة ديسمبر.
على حكومة الفترة الانتقالية أن تأخذ الامر مأخذ الجد وتواجه بقايا النظام ( الانتقادي ) بشكل حاسم، كما عليها السعي الحقيقي الجاد لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتغيير نمط الحياة القاسية التي يواجهها الشعب السوداني، خاصةً وان التدهور الاقتصادي يسير بشكل مخيف.
ولابد من تحقيق الاستقرار حتى نستطيع عبور الفترة الانتقالية إلى مرحلة التحول الديمقراطي ، وان لانسمح للقوى الرجعية والتي أجهضت ثورتنا من قبل أن تعيد تكرار فعلتها المدمرة للشعب والوطن مرةً أخرى
