مقالات وآراء

نزيف الشيطنة

عبدالهادي محمود أبوفاطمة

الصمت أحياناً مؤلم بحجم ما يحدث في بورتسودان والأكثر ألماً أن أكثر الدماء و الحرق والإصابات والوفيات تجدها في صف من تربطك بهم إنسانية وروابط دم وقربى وتأريخ وثقافة ودين و وطن و الوجع يكمن أن الكثيرون جداً يتآمرون ويساهمون في موت الضحية بتبني سياسة الشيطنة برغم أن الضحايا في كل هذه الأحداث بقليل من العقل والضمير وبمراجعة لكل الأحداث منذ إشتعالها سنجدهم في خانة دفاع مستمر ( حقيقة لا ينكرها إلا مكابر أو عنصري يرغب في الاستفادة من هذه الفتنه) فما لكم كيف تحكمون ؟ تآمر واضح بين من يديرون هذا الصراع والقوات الأمنية على رأسها اللجنة الأمنية بولاية البحر الاحمر والتي تتحمل المسئولية المباشرة لكل هذا الحريق ومحاولة إلباس الأمر لباس قبلي هدفه إشعال الفوضى فلماذا يتم السماح بإستمرار لعصابات النيقرز والتي تأتي بصورة مرتبه ومنظمة يسبقها انسحاب بليل حالك للاجهزة الأمنية إن لم يكُن مؤامرة واضحة تحاك من خلف الكواليس فماذا يكون؟ ثم شيطنة مكون بعينه في كل هذه الأحداث هل الهدف هو إجباره لحمل السلاح في مواجهة الدولة لكي يبدأ إعادة سيناريو دارفور شرقاً وألم يكُن ذات السيناريو في حق طلاب دارفور بالجامعات وتصويرهم للرأي العام بأنهم سبب افتعال المشاكل داخل المؤسسات التعليمية حتى انعدم التعاطف العام معهم في قضاياهم العادلة داخل جامعاتهم وخارجها فصار قتلهم وفصلهم أمراً متقبلاً عند الكثيرين أم ماذا هو المخطط الخفي إن لم يكن كذلك ؟

الأن ببساطة هنالك خياران أمامنا الأول أن نترك سياسة الكيل بمكيالين ونعمل بوعي ومسئولية إتجاه كل هذه الأرواح والممتلكات في أولها وثانيها وثالثها وأما رابعها أن الذي يحدث بكل ثقة يجب أن ندرك أنه خطر يهدد مستقبل الثورة والمدنية وخامسها مستقبل السودان الواحد نفسه في خطر وكل الحروب العبثية تبدأ هكذا وتتدخل أيادي من هنا وهناك داخلياً وخارجياً وتحولها لمواجهات عنيفة والأنظمة الخارجية شركاتها دوماً في أهبة الاستعداد لتغذية الصراعات ببيع الأسلحة للأطراف المتنازعة حول العالم و لعدم التعاطي بمسئولية شعبية ورسمية مع القضايا الحساسة هو ما يجعل الداخل ارض خصبة للخارج في العبث بالبلدان ومواردها.

الخيار الثاني: ثمنه كبير للجميع دون إستثناء وتأكدوا قد يصبر الكثير من الأشخاص ويجتهدون في إعطاء العقل والحكمة فرصتهم الكافية لكنه حتماً مع إستمرار القتل والحرق والاستهداف الذي بات واضحاً لا يحتاج لنفاق اجتماعي و إدعاء اسفيري سوف تتحول هذه الفتنة لحريق حتماً نارها لن يقف في حدود رقع الصراع الحالي وضحاياها لن يكون مكون او مكونين وثلاث ونيرانها ستلامس الكل ذات صباح ( ولكم في دارفور الجريحة عظة والعاقل من يتعظ بغيره) وسيقول أحدهم حينها بعد أن يفقد أمله في صوت العقل والحكمة والتعايش بعد أن تسيطر ارواح الاهالي وخسائرهم على عقله ناطقاً:

مشيناها خطى كتبت علينا

ومن كتبت عليه خطى مشاها

ومن كانت منيته بأرض

فليس يموت في أرض سواها

وهذا مؤكد ما يريده العابث بأمن الناس وتعايشهم الذي ظل باقياً لعشرات العقود حينها نتحمل المسئولية جميعاً ولن تجدي المبادرات الدعائية بشيء وقتها ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب شيئاً فالحياد نفسه في بعض المواقف خيانة لن يغفرها التأريخ لأحد والدفاع عن النفس حق مشروع كفلته الديانات السماوية وكل المواثيق العدلية والأعراف المجتمعية إن كان من تقع عليه المسئولية متقاعساً عن القيام بواجبه أو متحاملاً على طرف دون طرف أو غاض الطرف عن ما يحدث .

لهذا في مثل هذه الفتن ليست الاسافير وحدها مكان لنشر عبارات السلام والتعايش الذي نفكر به والخطر الذي يتهدده مكانه أفعال على الأرض تجابه من يتسببون في إشعالها وإجراءات عدلية جادة وتلازمها حرب شعواء في مواقع التواصل الاجتماعي ضد كل مثيري الفتن ولكن أن نستمر في كيل مكيالين وندعم بوعي او غباء شيطنة مكون من مكونات شرقنا حتماً سوف نتصدى  لكل شخص فلكل شيء حدود والأرواح أهم من كل شيء وفوق كل مستقبل .

 

عبدالهادي محمود أبوفاطمة

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..