موقع نضال قوى الاجماع الوطنى من العولمة

ربما لم يضير قوى الاجماع الوطنى ومنذ ان كانت تسمى بقوى التجمع الوطنى الديمقراطى , اكثر من رغبتها فى الاعتماد على القوى الخارجية فى سعيها للتغيير , فقوى الاجماع الوطنى بعد المعاداة التى ابدتها الانقاذ للمجتمع الدولى بشعاراتها التى تنادى بها ميلشياتها من دفاع شعبى وغيره , عملت اى قوى الانقاذ على العمل مع المجتمع الدولى على اسقاط الانقاذ , فكان ان فتحت بلاد الخارج اراضيها للاجئين السودانيين فسافروا اليها سعيا للاستقرار وسعيا لان يبدو النضال من هناك, بينما هذه الفكره غير ناجحة لان النضال يكون من داخل ارض الوطن , الا ان المضايقة والتنكيل من قبل الانقاذ دفعا بقيادات المعارضة وشبابها للهجرة , وبعد هجرتهم اصبحوا معرضين للقوانين الداخليه لبلادهم , التى فى ظاهرها تسمح بالعمل السياسى فى ليبرالية مخادعة الا انها فى داخلها ترفض كل افكار قوية ومثمنه للفكر السليم فكان ان وجد هؤلاء الشباب والقيادات انفسهم فى ضيق فى تلك البلاد واجازات وقتيه من العمل السياسى , واتخذوا الاوقات المناسبة لمناقشة الاراء والافكار السياسية , وكان ان فرضت عليهم البلاد المستضيفة شروط المعارضة , فتحولت الى معارضة نوعية فى نوعية الافكار ونوعية اتجاه المعارضة , فاتخذ النضال طريق نضال منظمات المجتمع المدنى مناضلا عن قضايا الطفل والمراة والمشردين بديلا عن قضائا الحرب والسلام وقضايا الديمقراطية القضية الاكبر وصاحبة الاسم الذى قام عليه التجمع

اعتمد التجمع فى عمله على التحالف بين اقصى اليسار ممثلا فى الحزب الشيوعى واقصى اليمين ممثلا فى الامة والاتحادى دافعا بالبعثيين المدافعين عن العراق انذاك وبالمستقلين اصحاب الرؤية الطرفية فى الصراع بعيدا عن الصراع , وكان ان والى التجمع فى صراعه هذا القوى العالمية ساعيا الى مساعدة الامم المتحدة وتنظمياته , الا ان حظ التجمع كان سئيا وكذلك حظ السودان لكون العالم انجرف عن منطقة افريقيا وتحول نحو منطقة اسيا واسيا الوسطى فى قضايا العراق والاكراد والاتراك , فى حروب وازماتهم , التى دفعت امريكا بالاتجاه العالمى نحوه , وربطت بين الاتجاهين القوميين البعثيين والاسلاميين سعيا نحو وضع البيض كله فى سله واحدة ثم تهشيمه بضرب واحدة ولخلق التعاطف من قبل المجتمع الامريكى الداخلى والذى يفصل بين الارهابيين وبين المسلمين الذين يعايشهم فى بلاده وبين القيادات العربية وبين شعوبها , كل ذلك ابعد العالم عن الانتباه عن الحدث الذى صادف بداية التسعينات وهو وقوع ثورة الانقاذ الوطنى ومحاولتها للسيطرة على المنطقة , وان كانت شعوب العالم مغيبة عن الواقع الداخلى للشعوب الاخرى وغير قادرة على مد يد العون فهى ايضا مغيبة عن تفاصيل صراع التنظيمات السياسية العاملة على الديمقراطية وخاصة التى تعمل على اراضيها , تلك التنظيمات التى وجدت نفسها متروك للبحث عن المعائش والقوت فانشغل افراده بالعمل فى بلاد الاغتراب , فكان ان اكتسبت الانقاذ تلك الفرصة بالعمل على وضع الخلل بينهم ومحاوله تفريقهم, الا ان ذكاء التجمع كان بمعرفتهم بان اواصر الترابط تكون بالعمل الاجتماعى والثقافى والرياضى , فكانت المسابقات والمهرجانات والاحتفالات التى تجمع الافراد وتزجى من اوقات السودانيين حتى انها تربط شباب المغتربين ببلادهم وبقضاياه

اليوم نشهد تقاربا من القوى الدولية نحو الانقاذ بعد اكتمال الدور الصينى الذى اخذ مكاسبها وفترتها المتعاهد عليها بعد استخراج البترول , وبعد ان شهدت الانقاذ الضربة القاصمة فى اختيار الجنوب لخيار الانفصال فكان ان ضاقت ميزانية الانقاذ على الصرف بعد ان ذهب بترول الجنوب الى اهل الجنوب , فصار ميل الانقاذ الى حلفاء السبعينات والثمانينات الامريكيين , وهاهى الدوائر الامريكية تعلن رغبتها فى التعاون مع النظام السودانى , الشئ الذى يتوقع معه ان تسعى الدوائر الامريكية الى تحفيز المعارضة للجلوس مع النظام ولو باقل شروط ومكاسب دافعة بشروط الانقاذ الى النجاح وكلها تتمثل فى خياراتها الاقتصادية فى الاستثمار وفى رفع سعر الصرف ورفع الدعم عن السلع وفتح الباب للسوق الحر والشركات عابرة القارات

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..