الحقوا جامعة نيالا

الحقوا جامعة نيالا

أ.محمد ابراهيم فضل
[email protected]

ان الذي قادني الي كتابة هذا المقال هي الفوضي العارمة التي تعيشها جامعة نيالا هذه الأيام من اقتتال وحروب بين فسحات قاعاتها وكذلك ما حدث بالجامعة خلال الفترة من 14-24/10/2010م من اشتباكات مفاجئة والذي راح ضحيتها عدد من الاصابات بالجروح والجروح البالغة وعدد مقدر من الاعتقالات نتيجة لتدخل الشرطة داخل وخارج الجامعة من بين المعتقلين بعض الطلاب الممتحنين هذه الايام ,والجامعة في 24/10/2010م عاشت معارك دامية قام بها طلاب المؤتمر الوطني ضد التحالف كرد لما حدث في يوم 14/10/2010م بالإضافة إلي ذلك نحن كأبناء دار فور مثقفون نتحمل مسئولة الإصلاح والتنمية في دار فور وعليه ظللنا نراقب الأوضاع بالجامعة خاصة بعض الأحداث التي شهدتها الجامعة العام قبل الماضي ونرصد كل ما يحيط بنا ولنا علاقات جيدة مع عدد كبير من العاملين بها وطلابها وكذلك وجودنا المتواصل بمقر الجامعة جعلتنا نقف علي الاوضاع كشاهدي عيان لذا ننقل لكم الاوضاع لتكتمل عندكم الصورة دون تحيز ودافعنا من كل هذا هو الاصلاح ولا شئ غير الاصلاح فتقبلوا ما نقول.
ان جامعة نيالا منذ انشاءها في 1994م لم تشهد انهياراً بكافة المستويات الادارية مثلما ما تشهدها هذه الايام من فوضي وخراب ودمار وفساد وانهيار اكاديمي (رغم النوايا الطيبة التي تميز مديرها) ومن هنا نوجه هذا النداء للدولة التي تقع عليها المسئولية الكبري وخاصة رئيس الجمهورية وهو صاحب القرار في تعيين رؤساء الجامعات وتوجيههم بالتزام منهاج الحزب الذي يقود الي اتخاذ بعض القرارات الغير موفقة احياناً يقودون مثل هذه الجامعات الي الجحيم وثانياً اتوجه بهذا النداء الي العاملين بالجامعة خاصة هيئة تدريسها لانهم القوي المحركة للعمل والداعمة للإصلاح واخراج الجامعة من النفق المظلم الذي دخل فيه. وعليه يمكن تلخيص القضايا العالقة التي تواجه الجامعة في الاتي:
1- تتربع علي قمة هرم الجامعة عدد مقدر من الفاسدين الذين نهبوا اموال الجامعة وأتلفوا ممتلكاتها وليس هناك سبب يجعلهم باقيين في مواقعهم الادارية سوي أنهم ينتمون للنظام الحاكم , لان المعيار الذي يستخدم في هذه الجامعة لاختيار القائمين بأمرها كغيرها من المؤسسات العامة في السودان هو الولاء الحزبي بغض النظر عن المؤهلات والقدرات التي يتمتع بها الشخص , فالفاسدين المحمون بيد المدير والنظام بدأ يتزايد وذلك بسبب الافلات من المسائلة والحساب , فالجامعة دخلت في صفقة اسمنت تالفة بقيمة بمئات الملايين ولم يحاسب أحد , كما تعاني الجامعة من اختلاسات مالية بمئات الملايين ايضاً تم غض النظر عنها رغم تورط عدد من الافراد في ذلك وادانتهم عن طريق المحكمة ولكن في النهاية تم الافراج عنهم دون مسائلة وعادوا الي العمل, كما ان العاملين في الجامعة في هذه الايام يصبون جام غضبهم علي مدير الجامعة ووكيل الجامعة بسبب عدم قدرتهما علي وقف هذه الفوضي.
2- ان ابرز القضايا الساخنة التي تضع الجامعة في مهب الريح ولم يصغي لها أذن هو قضية كشف امتحانات الجامعة والتي حدثت قبل شهور ولم تدلي ادارة الجامعة حتي اللحظة بالمعلومات حول من هو المسئول عن الكشف رغم تكوين عدد من اللجان بشأن ذلك ولم تحول القضية الي المحكمة الشئ الذي جعل عدد من الطلاب يقودون مظاهرات استمرت لعدة ايام قبل اعادة الامتحان بغرض تحديد هوية المجرمون الا انهم فشلوا بسثب تعنت ادارة الجامعة مما جعل بعض الطلاب يرفضون الدخول الي قاعة الامتحانات التي تم اعادتها وعدد اخر قدموا استقالاتهم من الجامعة واخرون بالتحول الي جامعات أخري , السؤال الذي يتبادر علي ذهن الطلاب وأسرهم هو من المسئول عن كشف الامتحان ولماذا تتكتم ادارة الجامعة عن كشفه ومعاقبته؟ وان استمرت الاحوال كما هو عليها حسب افادات بعض الطلاب فان الاوضاع تقود الي نتيجة لا يحمد عقباها ولماذا لم يستقيل عميد كلية الاقتصاد او اغالته من موقعه؟ ولماذا………….
3- بالاضافة الي ذلك فإن الجامعة تعاني من أزمة حقيقية تتعلق بالتكتلات القبلية كإمتداد طبيعي لما يحدث في دار فور وولاية جنوب دار فور بصفة خاصة , فالجامعة تتحكم في مفاصلها وادارتها قبيلة واحدة يدعما استاذ نافذ من نفس العنصر , كذلك روابط طلابها ذات قالب قبلي.
4- هناك عدد كبير من الحاملين لدرجة الدكتوراه والمتبوعين للمواقع الإدارية في الجامعة يزيد أعمارهم عن عمر المعاش لكنهم يزورون شهاداتهم بشكل دوري.
5- الخلافات السياسية بين طلاب الاحزاب السياسية داخل الجامعة مما ادي الي تفتلات كبيرة في الآونة الأخيرة؟

وسنواصل غدأً باذن الله