أخبار السودان

«تموت» وما عندك خبر..«ما يصير»

جعفر عباس

هذه واقعة نشرتها صحيفة الشرق القطرية قبل حين من الزمان، تتعلق بالمواطن القطري ج.م. الذي ارتكب تقصيرا كبيرا في حق نفسه عندما توفي وهو لا يدري أنه توفي .. وجلّ من لا يسهو!!

لا تتهموني بالخرف والجنون، واسمعوا الحكاية من البداية: ذهب ج.م. الى دائرة حكومية لقضاء أمر ما، ولكن الموظف المسؤول نظر إليه مرعوبا ثم متشككا في نواياه، ثم هدده بأنه سيستدعي الشرطة ما لم يفرنقع وينصرف، ولكن ج.م. ركب رأسه وقال للموظف ان من حقه كمواطن ان يعامل بشكل لائق وإنه لن ينصرف قبل ان يكمل المهمة التي جاء من أجلها.

هنا علت وجه الموظف ابتسامة ساخرة وقال للرجل ما معناه ?حرام عليك استغلال الموتى?.. وكلمة من هنا وأخرى من هناك، وفهم ج. م أن لدى الموظف مستندات تثبت أنه (أي جيم .ميم) ميت منذ سبعة أشهر.

طبعا وضع (ج م) يديه على رأسه وحزن لأنه آخر من يعلم بأمر وفاته، وقال للموظف: مو عيب عليكم أنا أموت وما تعطوني خبر؟ حتى أهلي وقعوا في اللوم لأنهم لم يتقبلوا العزاء فيني!!

وين أودي ويهي (وجهي) من أصحابي لما يعرفون إني مت وما خبَّرتهم؟ وطفق ج. م يلمس وجهه ويقرص نفسه في الخد والفخذ ليتأكد أولا من أنه غير نائم، وثانيا من أنه حي! ولما اطمأن الى انه حي 100% أدرك لماذا ظل يفشل في سحب نقود من جهاز الصرف الآلي.. ولماذا لم يتمكن من بيع أسهمه محققا أرباحا طيبة عندما ارتفع سعرها.

وما حدث هو ان شخصا ما توفي في ذات يوم، ولكن الموظف المسؤول عن استخراج شهادات الوفاة أدخل اسم ج.م. ورقم بطاقته في سجل الموتى، وتم إبلاغ كافة الجهات المعنية بما في ذلك المصارف وهيئة شؤون القاصرين بوفاته.

وهكذا تم الحجر على جميع أمواله السائلة والمنقولة وممتلكاته حفاظا على حقوق الورثة.. وهكذا ظل ج م متوفيا من الناحية الرسمية، وهو ?ما عنده خبر? وإلا لقام ب?الواجب? تجاه نفسه.. ورغم الصدمة بتلقي خبر وفاته الرسمية، إلا أنه حمد الله ان أهله لم يأخذوا علما بذلك وإلا لأصيبوا بصدمات وربما جلطات ونوبات قلبية? وعمرك طويل ان شاء الله يا جيم ميم.

وبعد معارك بطولية نجح الرجل في ?إلغاء? أمر وفاته والحصول على شهادة بأنه حي يرزق، ولكنه الرجل ظل يعاني كلما ذهب الى جهة ما لقضاء مهمة تستوجب إبراز المستندات الرسمية.. يذهب الى البورصة لبيع وشراء الأسهم ومعه شهادة الوفاة المنسوخة وشهادة الحياة السارية، ولكنهم يقولون له: الكمبيوتر يقول إنك متوفى.. الله يرحمك ويحسن إليك ويلهم أهلك الصبر الجميل.. فيصيح ج.م: يا رب ألهمني الصبر الجميل منشان ما أخنق واحد من الجماعة ويموت صج (فعلا) على إيدي.. الجماعة موتوني ?غصب? وأنا أقف قدامهم بشحمي ولحمي، وبعد يقولون لي انت ميت.. وما زال صاحبنا ميتا في نظر العديد من الجهات الرسمية! وهكذا يا أعزائي تكون البيروقراطية قد أثبتت أنها بالفعل ?قاتلة? فاحذر التعامل معها كي لا ?تقصف? عمرك.

بعد ان تركت التدريس وزارة التربية ظل راتبي يذهب الى البنك لعدة أشهر، وأمضيت عدة أيام وأنا أفتش في غرفة نتنة عن ملف خدمتي، وذات صباح دخلت على جماعة الأرشيف، ووجدت أمامهم صحن فول، وانتبهت الى أنهم يستخدمون ملفات قديمة ك ?طاولة أكل? ولما استنكرت ذلك قالوا إنها ملفات معلمين متوفين، وبعد الفراغ من الأكل جلست أقلب الملفات ووجدت من بينها شخصيات ذات بصمات معروفة في تاريخ السودان، ثم كانت المفاجأة أنني كنت أحد الموتى من قدامى المعلمين.

ملف خدمتي كان مربوطا ضمن رزمة ملفات المتوفين .. يعني حسب وزارة التربية السودانية فإن كاتب هذه السطور قام من الموت و?ويحوم حولكم? ويا ويلكم.

اللذيذ في الموضوع أن راتبي ظل يورد في البنك حتى صارت المبالغ الموردة تعادل عشرة أضعاف مكافأة نهاية الخدمة التي كنت أستحقها.. ولو طالبتني الحكومة السودانية بهذا المبلغ (ومن حقها أن تفعل ذلك) فرقبتي سدادة لأن ?المبالغ التي دخلت حسابي البنكي تساوي اليوم أقل من ربع ريال قطري.

رابط الخبر بصحيفة الوئام: «تموت» وما عندك خبر..«ما يصير»

الوئام

تعليق واحد

  1. يعني دي مشكلتنا يا جعفر عباس .. خليك على قدر التحديات التي تواجه شعبنا او اصمت .. وسيبك من كتابات الطلبة والجمعيات الادبية ..والله ماعادت تضحكنا.

  2. في احد المساجد في احدى العواصم العربية نادى المنادى على صلاة الجنازة بعد اداء الصلاة المفروضة وحينها صاح احدهم انه لا يجوز الصلاة على هذا المرحوم وفي عنقه له دين بمبلغ 10 جنيه فتصدى له ابناء المرحوم وقالوا له يا اخي يحلها ربنا خلينا نصلي على الجنازة وندفن المرحوم وبعدين نتفاهم في موضوع الفلوس بتاعتك دي ولكن الرجل رفض بشدة وتمسك بالعشرة جنيه بتاعته فوقف ابناء المرحوم محتارين ماذا يفعلون حتى يفكوا دين ابوهم…فما كان من المصلين إلا ان بادروا بجمع المبلغ كعمل خيري واعطوه للرجل فقال لهم يللا صلوا الجنازة الجنازة بتاعتكو دي وانصرف بسرعة مغادرا المسجد فصلوا على المرحوم ولما انتهوا من الصلاة إلتفتوا لابناء المرحوم حتى يرفعوا جنازة ابيهم ولكنهم لم يجدوا واحد منهم فوقفوا محتارين ماذا يفعلون في جنازة مجهولة فبادر احدهم وقال خلونا نكشف الجنازة دي زاتها ونشوفها هل هي جنازة ولا كذب ولما كشفواها وجدوها عبارة عن مخدات وبطاطين قديمة مجهزة في شكل جنازة…..!!

  3. قصة حقيقية حدثت لقاضي كبير كان راتبة يودع في بنك وكل شهر يكتب شيك لاخيه ليصرف علي المنزل .. هو واخيه في مدينتين متباعدتين .. في احد الشهور ذهب شقيقه للبنك واخبره الموظف ان راتب شقيقة متوقف منذ شهرين وطلب منه ان يخطر شقيقه بذلك .. ذهب القاضي الي رئاسة مؤسسته مستفسرا من الشئون المالية وصعق عندما اخبره المدير المالي ان راتبه توقف بسبب وفاته .. وكان جد القاضي قد توفي قبل عدة شهور واسمة مطابق لاسم القاضي فما كان من الادارة المالية الا ايقاف الراتب معتبرة ان القاضي توفي .. الطريف في الامر ان القاضي سأل المدير المالي لماذا لم تنعونني في الصحف بس فالحين في وقف الارتب هههههههههها

  4. كتر خيرك استاذنا جعفر عباس ضحكتنى شوية بعد ما اليوم اتهرد فشفاشى واتفرمت كبدتى وارتفع ضغطى بعد قرايتى لأخبار حركات المصريين بعد زيارة رئيسنا ليهم ومذلتو لينا …

  5. ولو طالبتني الحكومة السودانية بهذا المبلغ (ومن حقها أن تفعل ذلك) فرقبتي سدادة لأن ?المبالغ التي دخلت حسابي البنكي تساوي اليوم أقل من ربع ريال قطري.

    لو ان هذه المعلومة صحيحة فمنذ اليوم لن أقرا لك حرفا …. نحن نقول الفساد جاي من وين تراهو من اليوم بس …

  6. لابد ان الاستاذ الذي درسكم شكسبير وكان ينفعل حتي كانه كان يحرك (تعشيقة) سيارة قد تلا لكم في الزمان القديم : ان في السماء والارض با هوراشيو اشياء لا يحلم بها خيالك !

  7. يا ريت نظام الحجر دا كان هنا . احد اخوالنا ممن لايخاف الله استولي علي رصيد بنتي اخيه المتوفي وهو رصيد هائل مستغلا عدم درايتهما بهذا الامر ! علي كل اضحكني الموضوع مثلمل اضحكني قبلا النيوزلندي الذي طار راسه واستقر علي الرصيف فطلب سيجارة وشكر من وضعها بين شفتيه !

  8. يعني دي مشكلتنا يا جعفر عباس .. خليك على قدر التحديات التي تواجه شعبنا او اصمت .. وسيبك من كتابات الطلبة والجمعيات الادبية ..والله ماعادت تضحكنا.

  9. في احد المساجد في احدى العواصم العربية نادى المنادى على صلاة الجنازة بعد اداء الصلاة المفروضة وحينها صاح احدهم انه لا يجوز الصلاة على هذا المرحوم وفي عنقه له دين بمبلغ 10 جنيه فتصدى له ابناء المرحوم وقالوا له يا اخي يحلها ربنا خلينا نصلي على الجنازة وندفن المرحوم وبعدين نتفاهم في موضوع الفلوس بتاعتك دي ولكن الرجل رفض بشدة وتمسك بالعشرة جنيه بتاعته فوقف ابناء المرحوم محتارين ماذا يفعلون حتى يفكوا دين ابوهم…فما كان من المصلين إلا ان بادروا بجمع المبلغ كعمل خيري واعطوه للرجل فقال لهم يللا صلوا الجنازة الجنازة بتاعتكو دي وانصرف بسرعة مغادرا المسجد فصلوا على المرحوم ولما انتهوا من الصلاة إلتفتوا لابناء المرحوم حتى يرفعوا جنازة ابيهم ولكنهم لم يجدوا واحد منهم فوقفوا محتارين ماذا يفعلون في جنازة مجهولة فبادر احدهم وقال خلونا نكشف الجنازة دي زاتها ونشوفها هل هي جنازة ولا كذب ولما كشفواها وجدوها عبارة عن مخدات وبطاطين قديمة مجهزة في شكل جنازة…..!!

  10. قصة حقيقية حدثت لقاضي كبير كان راتبة يودع في بنك وكل شهر يكتب شيك لاخيه ليصرف علي المنزل .. هو واخيه في مدينتين متباعدتين .. في احد الشهور ذهب شقيقه للبنك واخبره الموظف ان راتب شقيقة متوقف منذ شهرين وطلب منه ان يخطر شقيقه بذلك .. ذهب القاضي الي رئاسة مؤسسته مستفسرا من الشئون المالية وصعق عندما اخبره المدير المالي ان راتبه توقف بسبب وفاته .. وكان جد القاضي قد توفي قبل عدة شهور واسمة مطابق لاسم القاضي فما كان من الادارة المالية الا ايقاف الراتب معتبرة ان القاضي توفي .. الطريف في الامر ان القاضي سأل المدير المالي لماذا لم تنعونني في الصحف بس فالحين في وقف الارتب هههههههههها

  11. كتر خيرك استاذنا جعفر عباس ضحكتنى شوية بعد ما اليوم اتهرد فشفاشى واتفرمت كبدتى وارتفع ضغطى بعد قرايتى لأخبار حركات المصريين بعد زيارة رئيسنا ليهم ومذلتو لينا …

  12. ولو طالبتني الحكومة السودانية بهذا المبلغ (ومن حقها أن تفعل ذلك) فرقبتي سدادة لأن ?المبالغ التي دخلت حسابي البنكي تساوي اليوم أقل من ربع ريال قطري.

    لو ان هذه المعلومة صحيحة فمنذ اليوم لن أقرا لك حرفا …. نحن نقول الفساد جاي من وين تراهو من اليوم بس …

  13. لابد ان الاستاذ الذي درسكم شكسبير وكان ينفعل حتي كانه كان يحرك (تعشيقة) سيارة قد تلا لكم في الزمان القديم : ان في السماء والارض با هوراشيو اشياء لا يحلم بها خيالك !

  14. يا ريت نظام الحجر دا كان هنا . احد اخوالنا ممن لايخاف الله استولي علي رصيد بنتي اخيه المتوفي وهو رصيد هائل مستغلا عدم درايتهما بهذا الامر ! علي كل اضحكني الموضوع مثلمل اضحكني قبلا النيوزلندي الذي طار راسه واستقر علي الرصيف فطلب سيجارة وشكر من وضعها بين شفتيه !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..