أخبار متنوعة

سكن في البيوت المهجورة.. تربية الحمام.. الأبراج تطرد “طائر الحب”..

الخرطوم – أبو الكنزة

رغم أن الحمام طائر عفيف لدرجة أنه بات رمزاً للحب والولاء، إلا أنه في السنوات الأخيرة لم يجد اهتماماً من سكان المدن الذين طردوا “طائر الحب” من الأبراج وبات من دون مأوى، قبل أن يسكن فوق نوافذ العمارات الشاهقة والبيوت المهجورة..

 

وبدأت تربية الحمام تنقرض وخلت بيوت السودانيين من أبراجها التي كانت منصوبة بشموخ على رأس الغرف والرواكيب في الحضر والخريف، حيث يقوم الأهالي بتربية الحمام البلدي؛ لأنه يحقق جملة من الفوائد التي تعود بالنفع على أفراد الأسرة، لدرجة أن  ارتبط اسمه بكثير من العائلات التي اشتهرت بتربيتها، كما أن أبراجها أصبحت معالم في الأحياء والمناطق السكنية..

 

وارتبط الإنسان بالحمام منذ آلاف السنين عندما استأنس النوع الأصلي المسمى بـ(حمام الصخور) الذي كان يعيش بين المنحدرات في أفريقيا، ولكن السودانيين يفضلون تربية الحمام من النوع البلدي ذي اللون (الرمادي – الأزرق – الأبيض) و يخصصون له سكناً من أبراج مختلفة من الطين ومجمعات من الصفيح القديم و الجركانات الفارغة، وتوضع هذه الأبراج في أعلى منطقة في المنزل وذلك للهوية، وبعيداً عن متناول مخالب القطط والطيور الجارحة التي تفتك بها وتعدها الوجبة المفضلة..

 

ويقول محمد حسين (مربي حمام) : الحمام من الطيور العفيفة والنظيفة التي تحتاج لتربية ورعاية خاصة، وكلما وجد اهتماماً وبيئة سليمة وصحية يزيد إنتاجه ويتضاعف، وعن تخلي الأسر السودانية عن تربية الحمام البلدي يقول محمد : مشاكل الحياة شغلت الناس من تربية الحمام، وطردت الحمام المعروف ب”طائر الحب”

ودمرت أبراجه، قبل أن تتبدل بأقفاص طيور الزينة والعصافير التي ليس لها فوائد مباشرة مثل الحمام؛ الذي يعود بفوائد كثيرة، مصدر غذاء واستثماري بالإضافة إلى أن مخلفاته تساعد على خصوبة التربة خاصة في مناطق الفلاحة والبساتين، ويضيف محمد : هنالك أكثر من أربعين نوعاً من الحمام، وهو من أكثر عائلات الطيور انتشاراً، كما أنه سهل التربية وله قدرة على مقاومة الأمراض والظروف المناخية المتقلب، إلى جانب ذلك فهو قليل التكلفة وكثير الفوائد..

 

وفضل الحمام خاصة في العاصمة الخرطوم السكن في العمارات بعد أن وجد الإهمال من الجميع ويتواجد بكثافة في العمارات الكبيرة وسط الخرطوم مثل الكويتية ، وعمارات أبو العلا وكذلك الفنادق الشهيرة والمؤسسات الحكومية والأبراج، و يعيش على فتات الموائد وفضلات الأكل من دون عائل آدمي، ولكن يعد من سكان العاصمة وموجود على مشهد المدينة..

ومن الأنواع الموجودة في السودان الحمام البري (القمري)  وهو صغير الحجم  قليل الإنتاج ودائماً ما يهاجر عند نقص الغذاء، وهو غير مستأنس وينفر من الناس، والغريب أن الحمام البري لا يبيض إلا إذا كان طليقاً.. أما الحمام اللاحم هو الأكثر انتشاراً في السودان لأنه يتم تربيته من أجل صغاره (الفراخ) بجانب سرعة تسويقه والاستفادة من العائد المادي ومن أسمائه الحمام البلدي، المالطي والقطاوي، كما توجد سلالات أخرى من الحمام مثل السلالة الأمريكية والأوروبية..

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..