قلم عثمان وأنفه

أسماء الحسينى

قبيل نصف ساعة من موعد إفطار رمضان السبت قبل الماضى تعرض عثمان ميرغنى أحد أبرز الكتاب السودانيين ورئيس تحرير صحيفة التيار فى مكتبه بوسط الخرطوم ، لعدوان همجى من قبل أشخاص يحملون هراوات ضخمة، ظلوا يتناوبون ضربه بقسوة ،

ولم يتركوه إلا بعد أن ألحقوا به إصابات بالغة ، فى وجهه وأنفه وعينيه وباقى أجزاء جسده، ونزف الدم منه بغزارة ، قبل أن يستولوا على هاتفه المحمول وجهاز الكميوتر. وعقب الحادث وجهت الصحف الحكومية اصابع الإتهام لجماعة تدعى جماعة حمزة قالت إنها تقف وراء الاعتداء انتقاما من آرائه بشأن اسرائيل، إلا أن كثيرين يرون أن هناك جهات أخرى تقف خلف الحادث لم يكن يرضيها فتحه لملفات الفساد ، وخروجه عن صفوف الإسلاميين فى السودان ، باجتهاداته التى يقدمها يوميا عبر عموده حديث المدينة.

وقد عزز الشكوك الأخيرة شهادة عثمان نفسه الذى قال إنه لا علاقة لما سُمى بـ (جماعة حمزة) بالإعتداء ، وقوله: المجموعة التى قامت بضربى كان واضحاً جداً انها تنتمى لـ (جهة منظمة ومحترفة) ، جهة تمارس التعذيب بطريقة روتينية إحترافية ، كانوا ينفذون (أوامر وتعليمات) من جهة ما.

وحول تأثير هذا الإعتداء على مسيرة الصحافة والصحفيين فى السودان ، قال عثمان : ( قال لى مواطن زارنى بالمستشفى : أصبحت المعركة واضحة فى بلادنا ، لا توجد منطقة وسطى ، على طريقة أما ان تكون معنا أو ضدنا ، وصدق هذا المواطن فبلادنا تنزلق لمنحدر خطير ، وإنتقلت ثقافة العنف التى كانت تمارس بعيداً إلى وسط الخرطوم، ولك ان تتخيل المآل، وفى مثل هذه الظروف يدفع الباحث عن الحقيقة والتغيير الضريبة. كان المستهدف على مايبدو قلم عثمان الجرىء وأنفه ، أرادوا كسر عزيمته، فقام رافعا رأسه وقلمه رغم الآلام والإصابة، ليواصل مسيرته وأمثاله من الصحفيين السودانيين رغم الظروف الصعبة المريرة ،التى دفعت أعدادا كبيرة منهم إلى الهجرة ، ومن بقى منهم يواجه المنع أو التقييد أو المصادرة أو العدوان أو القتل ، كما حدث للصحفى الراحل قبل بضع سنوات محمد طه .

الاهرام

تعليق واحد

  1. عزيزتى الاستاذه/اسماء الحسينى : حقيقة معجب بكتاباتك وتحليلاتك ، ولكن اقول لك : ان عثمان ميرغنى من الاسلاميين وان الاسلاميين بينهم خلاف وتصفية حسابات وان الله جعل كيدهم فى نحرهم …ورغم ذلك نحن لا نرضى هذا التصرف الهمجى البربرى الذى اصاب عثمان والم به وبغيره .

  2. الاستاذه الكاتبة اسماء الحسيني لك التحية وقد اصبت كبد الحقيقة
    الاستاذ عثمان ميرغني عرف عنه كشف جرائم الفساد الذي انتظم البلاد بشكل غير مسبوق وغير معهود حتى ان منظمة الشفافية العالمية درجت على تصنيف السودان افسد بلاد العالم ولاكثر من عقد من الزمان
    هذا الفساد جاء نتيجة سياسة التمكين البغيضة التي مورست باقصاء الشرفاء من ابناء الوطن من وظائفهم واحلال الموالين للنظام مكانهم ومارسوا السلطة المطلقة التي اغرتهم لممارسة الفساد بل وقاموا بسن القوانين المعيبة التي تحمي فسادهم ومارسوا النفوذ والقوة الباطشة في حق كل من يتفوه بكلمة فساد ومع ذلك هم يعتقدون بانهم يحسنون صنعا وان الجنة مثواهم في الاخرة
    نشكرك لاهتمامك بالشان السوداني والمامك الدقيق بكل مايجري ويدور في السودان
    ابدا الموضوع لا يتعلق بالفلسطينيين ولا الاسرائيليين
    الموضوع من الفساد والى الفساد وليس غيره

  3. ي استاذه انا اخترت المنطقة الاخري ولم اكون معهم يوما ولن اكون هؤلاء الاوغاد الانذال اين يذهب غدا وتناسوا بان الله يمنح وينزع الحكم والايام دول انهم لافرق بينهم والداعيشيون والكلاب الضالة المسعورة وبالواضح هم نظاميون حكوميون لانه من الصعب في مربط الحمير التجوال بسيارات بدون لوحات والربات المسماه ب تاتشر لا تملكها الا القوات النظامية والجنجويد اما البرادو واللاندكروزر اخر الموديلات والكامري هي من نصيبهم كان علي المعتدي عليه توجية الاتهام مباشرة بدون لولوه كون انهم منهم وفيهم ف هو ادخل نفسة في المتصارعين ومال الي احد الاجنحة واخيرا كيف تحصلت التيار علي تلك الوثائق الحكومية اكيد من طرف جناح يريد حرق الجناح الاخر وضاع هو

  4. المصريين بحفظو لبعضهم المقامات فشايف اسماء الحسيني ذكرت اسم الصحفي عثمان ميرغني حاف انشاء الله ما يكون تقليل من قدر الناس .

    وانا قاصد اكتب اسمه بدون القاب .

  5. قضية مريم يحي كشفت و فضحت ضعف و هشاشة الشريعة في السودان — و اذا كانت الردة حد من حدود الله فكيف تقبل الحكومة الشفاعة فيه ؟ — الحقبقة لم تكن شفاعة بالمعنى المفعوم انما كانت ضغط و عصر و تخويف — الشعب السوداني له سابق تجربة مع صحافة الاسلاميين ابان قترة الديمقراطية ( الراية و الوان و صوت الجماهير ) و كانت قد و صلت مرحلة الانحطاط في الكذب و التزيف و فبركة الاخبار حتي اصيح كل الشعب السوداني و جزء كبير من الاسلاميين انفسهم لا يصدقونها و ينظرون الي كل ما تكتبه صحفهم بالشك و الريبة .
    فشلت الانقاذ في تاسيس دولة اسلامية و فشلت الشريعة في تحقيق العدالة و دفع الظلم و المحافظة علي وحدة السودان كما فشلت في تحقيق الامن و السلام الاجتماعي . و من اهم اسباب فشل الشريعة :
    عدم المساواة بين الناس و تطبيق فقه السترة و فقه التحلل لحماية الفساد و المفسدين من الاسلاميين

  6. الصحفية أسماء الحسيني إسم معروف منذ عهد السادات وتغطي معظم المؤتمرات الصحفية في عهد النميري لكن شايفها الزمن دا سوتلها حجاب!!المهم رأيها شنو فيما كتب الكوز السابق عثمان ميرغني؟يعني محق فيما ذكره عن واحة الديمقراطية في المنطقة ولا غلطان؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..