مقالات وآراء

السودان فقَّاسة سياسيَّة

محمد حسن مصطفى

فيك المشاعرُ من ألم تكاد تفيضُ فينتفضُ العِزُّ الكامن فيك!
*

مُصطلح “الحاضنة السياسيَّة” فريد من نوعه و “عجيب”! في سودان ما بعد الثورة إنطلق غالبية الساسة و المثقَّفين و “المراقبين” و الصحفيِّين يستخدمون المصطلح أعلاه و يُردِّدونه يُكرِّرونه للإشارة إلى مَرجَعيِّة “مَدَنِيِّ” السُلطة و مجالسها “الإنتقاليَّة” أو إلى سعادة الدكتور حمدوك شخصيَّاً!

لكن “الحاضنة” عندما نسمعها نحن “غلابة العامَّة” تُطلق و تكتب -في الغالب- أن حالة من “قشعريرة” و “تضريس أسنان” تنتابُنا و نحن نُحاول إنكار وجه الشبه و التشبيه أو “الإستعارة” مع مزارع الدواجن و الأسماك و حفظ البيض و معامل التفريخ!
قد تتطور الحالة عند البعض من مُحبِّي أفلام الخيال العلمي لقطات سريعة لمخلوقات فضائية و وحوش “إلينز” و مشاهد تكاثرها المُقزِّزة في “حواضنها” داخل أجساد ضحاياها من بهائم و بشر!
*

أحياناً إستخدامُنا لكلمات بسيطة أو إطلاقنا لها -و إن لا شُعوريَّاً- فيه خلاصة تعبير و ترميز “دقيقة” لأهم الأحداث فينا!
و في سودان ما بعد الثورة “فقس” علينا في السياسة و العسكرية -مثلها- أسماء مازلنا نبحث عن “حضاناتها” لا “الحواضن” التي باضتها علينا! و هناك أيضاً “تفقيس” لمخلوقات بشريَّة فينا غريبة!
*

سيأتي علينا يوم لينتهى بنا الحال في الإعلام عندنا بهكذا سؤال:
ما الحاضنة السياسية لسعادتك؟! و يا سيادتك “من” حاضنتك السياسية؟!!
*

و مبروك علينا البيض.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..