خطوات للوقاية من النوبات القلبية

إذا كنت تعاني مشاكل في القلب، إليك الخطوات الأساسية التي يمكنك اتخاذها لعيش حياة صحية لفترة أطول.
يسبب مرض القلب حالة وفاة من أصل أربعة عند فئة الرجال عموماً، لكن لا داعي لأن تكون واحداً منهم. إذا تم تشخيص مرض القلب لديك، يمكنك القيام اليوم ببعض الأمور لتقليص عوامل الخطر.
للحصول على النصائح المناسبة حول الخطوات التي يجب تطبيقها، يقدم بعض الأفكار د. ديباك بات، رئيس قسم أمراض القلب في نظام الرعاية الصحية في بوسطن ومدير برنامج أمراض القلب التداخلية في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد.
تناول الأدوية
يوصي الأطباء عدداً من المصابين بأمراض القلب (أو من يواجهون عوامل خطر في هذا المجال) بتناول دواء ستاتين لتخفيض خطر الإصابة بنوبة قلبية. هذا ما تفعله أدوية الستاتين عبر تخفيض معدل الكولسترول وتحسين وظيفة الشرايين وتعزيز استقرار الرواسب الدهنية في الشرايين التي يمكن أن تؤدي إلى نوبات قلبية إذا تمزقت فجأةً. كذلك، يساهم تناول أسبرين الأطفال يومياً في جعل الصفائح الدموية أقل «لزوجة»، لذا يتراجع احتمال تشكّل التخثر. لكن يجب أن تكون الأدوية جزءاً من تغيير شامل في أسلوب الحياة. يقول د. بات: «إن تناول الأسبرين والستاتين لن يجعلك محصّناً بالكامل. قد تُصاب على رغم ذلك بنوبة قلبية إذا لم تطبّق الخطوات المهمة الأخرى».
لا يلتزم عدد كبير ومفاجئ من الرجال بتناول أدوية القلب بانتظام وقد لا يأخذونها على الإطلاق. يفوّتون بذلك استراتيجية وقائية فاعلة. يوضح د. بات: «بالنسبة إلى شخص سبق وتعرض لنوبة قلبية، ترتفع منافع علاج الستاتين والأسبرين اليومي بجرعة منخفضة».
تؤدي الأدوية أيضاً دوراً أساسياً في معالجة ارتفاع ضغط الدم. يعاني ثلثا الرجال فوق عمر الستين مشكلة ارتفاع ضغط الدم. لكن لا يأخذ كثيرون أدوية ضغط الدم بانتظام، مع أنها من الطرق الأكثر فاعلية لمنع النوبات القلبية والجلطات الدماغية. يجب أن تتناولها طوال حياتك وبشكل يومي إلا في حال فقدان الوزن وتغيير النظام الغذائي، أو إذا سمحت لك تدابير أخرى في نمط الحياة بتخفيف جرعة أدوية ضغط الدم تحت إشراف الطبيب.
التحرك قدر الإمكان
بالنسبة إلى الرجال الذين يعانون مشاكل في القلب، يبقى أي عدد من التمارين الرياضية أفضل من عدم ممارستها. يقول د. بات: «المنافع حقيقية. بعض التمارين الرياضية أفضل من عدمها، لكن لا شك في أن تكثيف تلك التمارين أفضل من الاكتفاء ببعضها».
يتوقف عدد التمارين التي يجب إضافتها على نقطة البداية. يقول د. بات: «إذا كان الشخص قليل الحركة، سيستفيد حتماً إذا انتقل من انعدام الحركة إلى المشي المنتظم يومياً. وإذا انتقل من المشي اليومي إلى تمارين إضافية، مثل التمارين في النادي الرياضي، فهو سيستفيد أكثر بعد».
لكنك لا تحتاج بالضرورة إلى الالتزام يومياً بتمارين تقوية القلب التي تسبب التعرّق.
إعادة تأهيل القلب
قد تصبح الحياة بعد نوبة قلبية أو قسطرة أو جراحة تحويل مجرى الشرايين مجهدة. قد يتردد الشخص في بدء التمارين الرياضية وقد يرغب في اتباع إرشادات محددة حول الحمية الغذائية التي تحسّن صحة القلب. يمكن أن يستفيد من برنامج إعادة تأهيل القلب لتحقيق هذا الهدف تحديداً. توفر هذه البرامج تمارين يشرف عليها أهل الاختصاص، وتوصيات غذائية، وتدريبات لتخفيف الضغط النفسي، ودعم اجتماعي إيجابي: جميع هذه العوامل أساسية لاستعادة الصحة بعد الأزمة القلبية. يدفع بعض برامج التأمين تكاليف إعادة تأهيل القلب بعد التعرض لنوبة قلبية حديثة (على مر السنة السابقة)، أو الخضوع لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي، أو استبدال صمام القلب، أو إجراء قسطرة لفتح الشريان التاجي أو عملية لزرع دعامة، فضلاً عن الشعور بألم في الصدر بسبب انسداد الشرايين التاجية.
يقول د. بات: «إذا أصيب أحد للتو بنوبة قلبية أو خضع لجراحة في القلب، يجب ألا يسارع إلى ممارسة الرياضة عشوائياً».
تلقي لقاح الإنفلونزا
قد تستلزم نوبة حادة من الإنفلونزا دخول المستشفى، لا سيما في حالة الأفراد المصابين بقصور في القلب، أو داء السكري، أو أمراض الكلى، أو الربو. بالنسبة إلى المصابين بمرض القلب، قد يرتفع احتمال الشعور بألم في الصدر أو التعرض لنوبة قلبية بسبب عدوى الإنفلونزا.
يحصل المصابون بمرض القلب على منفعة إضافية: عدا الوقاية من مشاكل الإنفلونزا، قد يمنع اللقاح حصول النوبة القلبية أو الشعور بألم في الصدر. يقول د. بات: «قد يصبح تلقي اللقاح مبرراً أيضاً في حال وجود تاريخ من أمراض القلب».
فقدان بعض الكيلوغرامات
في حال وجود دهون فائضة حول الخصر، قد يساهم فقدان جزء من ذلك الفائض في تقليص خطر الإصابة بأمراض القلب فضلاً عن الاستفادة من مفعول الأدوية والرياضة والغذاء السليم. مثل الرياضة، يبقى فقدان بعض الكيلوغرامات أفضل من عدم فقدان شيء من الوزن، لكن كلما زادت الكيلوغرامات المفقودة تزداد المنافع. يتّحد العاملان لتحسين رشاقة القلب والشرايين. يوضح د. بات: «يصبح فقدان الوزن أكثر فاعلية عند اتباع حمية مناسبة وممارسة الرياضة في الوقت نفسه».
إذا لم تكن تمارس النشاطات الجسدية، لن يظهر مرض القلب من باب الصدفة. تقضي الخطوة التالية بتكثيف الرياضة، لكن ما هي الأنواع المناسبة ومدتها؟ إليك بعض الخيارات الأولية التي يقترحها د. ديباك بات، مدير برنامج أمراض القلب التداخلية في مستشفى بريغهام للنساء.
المشي: بالنسبة إلى قليلي الحركة، تقضي أفضل خطوة أولية بالمشي يومياً. يقول د. بات: «المشي السريع لا يفيد القلب ونظام الأوعية الدموية فحسب، بل إنه يفيد كل شيء أيضاً: المفاصل والعضلات والعظام. يحافظ على سلامة وظائف الجسم كلها». يُفترض أن تشعر بمنافع المشي اليومي بعد فترة قصيرة، فضلاً عن تجدد طاقة الجسم وتحسن المزاج وتراجع الألم في المفاصل (إنها بعض المنافع المحددة في الأبحاث).
تمارين تقوية القلب: إذا أردت تكثيف الرياضة قليلاً والانتقال إلى تمارين القلب الحادة في النادي الرياضي، من الأفضل استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان النشاط آمناً في حالتك.
تمارين رياضية منزلية: توفر النوادي الصحية بيئة اجتماعية يستمتع بها بعض ممارسي الرياضة، لكن قد يفضل آخرون اقتناء آلة مشي أو دراجة تمارين في المنزل.
حتى أقل التمارين تبقى مفيدة. يمكنك أن تستفيد من المفعول الجماعي لأعداد أقل من النشاطات الجسدية خلال النهار مقابل حصص مطولة على آلات المشي والرياضة. يوضح د. بات: «يشير بعض الأبحاث إلى إمكان ممارسة تمارين قصيرة قد لا تتجاوز مدتها العشر دقائق».
زيادة النشاط العام: تتعدد الطرق لتحريك الجسم. الأهم زيادة مستوى النشاط بغض النظر عن أشكاله. يقول د. بات: «أكبر المنافع تنجم عن الانتقال من قلة الحركة إلى تحرك من نوع معين».
الجريدة