بين هيئة الكهرباء و شركات الكهرباء

كانت اهم الاسباب التى أغرت اللجنة المكلفة بدراسة تحويل الهيئة القومية للكهرباء إلى شركة قابضة لعدد من الشركات ، هو تلك النتيجة المتفائلة للدراسة والتى كشفت عن أمكانية تقليص المصروفات الأدارية ، وبند الرواتب عبر تقليص العمالة بحوالى 25% حيث كان عدد العاملين فى الهيئة حوالى (8400) عامل وكان ذلك يتضح ويتاكد بعد أن أستوعبت كل الشركات حوالى (6500) عامل بما فى ذلك كل العاملين فى السدود وماتبع لهم من وحدات خاصة ، و تم تحويل المغضوب عليهم لوزارة الكهرباء ، الا أن الوضع سرعان ماتغير وتضاعف عدد العاملين فى الشركات لدرجة أنه فى أقل من عام زاد عدد العاملين فى شركة توزيع الكهرباء و تجاوز (7000) عامل من غير المجندين ، متخطيآ العدد الذى حددته اللجنة لكل الشركات ، و مقاربآ لكل العاملين فى الهيئة القومية للكهرباء ، وحدث توسع فى التوظيف بغض النظر عن احتياجات الإدارة التشغيل ، وتم الغاء النظام الأدارى الذى كان متبع واعتماد نظام أدارى هجين ، يخلط ويزاوج بين قانون الخدمة المدنية لسنه2007م وقانون العمل لسنه 1997م ، فبينما تعمل وزارة الكهرباء مستهدية بقانون الخدمة المدنية لسنة 2007 م و قانون محاسبة العاملين فى الدولة ، ذهبت الشركات للعمل بقانون العمل لسنه 1997و اجازت لوئح محاسبة العاملين من مجالس الادارات و صادقت عليها من مكاتب العمل ، وتوالدت مجالس الادارات حتى أصبحت بعدد الشركات بدلا من مجلس واحد لهيئة الكهرباء ، مع عدد مماثل من المدراء العامين ومساعديهم ونوابهم وأعداد لاحصر لها من مدراء الإدارات القطاعية و الفرعية ، وأختل النظام المحاسبى فمدير الوحدة يمثل المدير العام لجهة التصرف المالى بينما كانت الوحدات المحاسبية شبه مستقلة ولاتخضع لسلطة رئيس الوحدة أو المكتب ، وتراجع دور المراجعة الداخلية وأنعدم تماما ، و شيئآ فشيئآ دخلت مدرسة ادارية جديدة على النظام الادارى ليتم تعميم الاوامر الادارية و المالية شفاهة او باستخدام التلفون لدرجة ان الكثير من الاوامر المعمول بها غير موثقة ، وأصبحت وحدات الأمن والسلامة تتدخل فى عمل الادارات مما خلق حالة من الارهاب الوظيفى والقهر المعنوي ، خاصة بعد طوفان أهل السدود وهيمنتهم على كل الوظائف العليا فى الشركات ، وتم تحويل أكثر من 500 مهندس وأدارى والحقوا بالوزارة وهم للاسف لايؤدون اى عمل ومصنفين بالمغضوب عليهم وهم ليسوا بضالين فهم من خيرة الكوادر التى تدربت واكتسبت خبراتها العملية عبر سنين طويلة ولم يقفزوا بالزانة لاحتلال وظائف لايستحقونها كما يحدث الان من فوضى مالية وادارية ضاربة أطنابها فى كل شركات الكهرباء ،
وخلل بائن فى تسعير الكهرباء وتضارب فى القرارات والجهات التى تقرر فى ذلك ، هل يعقل أن مدرسة حكومية تسدد للكهرباء باسعار هى اضعاف ماتسدده المدرسة الخاصة لنفس الاستهلاك ،وهل يمكن أن نصدق أن الجامعة الحكومية تسدد لنفس الاستهلاك ضعف ما تسدده الجامعة الخاصة ،وكذلك الامر للمستشفيات الحكومية والخاصة والمراكز الصحية والمستوصفات الخاصة ، هذه الشركات التى رفضت تطبيق القرار الرئاسى رقم 424 لسنه 2006م بشأن تطبيق تعريفة قطاع الصناعه التحويلية على شركات الطباعة والمطابع ، ولذلك علينا أن نقول للسيد وزير الكهرباء أن كان يريد أصلاحا فى وزارته فليبدأ بتنفيذ القرارات الرئاسية وليبدأ بتطبيق القوانين التى تحكم نشاط وزارته والقوانين التى تنظم ذلك النشاط ! ووجب علينا أن نسأل السيد الوزير ماذا يفعل أكثر من 300 مهندس وأدارى تم تحويلهم لوزارته منذ العام 2011م ؟ هل للسيد الوزير أن يعدد لنا المشروعات التى تصرف عليها وزارته ولاعلاقة لها بانتاج الكهرباء أو توزيعها من قريب أو بعيد ؟ هل يستطيع سيادته أن يحصى الانشطة التجارية التى تقوم بها شركات وزارته ولا علاقة لها بالكهرباء ؟ ما الذي تفعله شركات الكهرباء بتكلفة باهظة و لم تكن تفعله هيئة الكهرباء بأقل التكاليف ؟ أما السادة نقابة العاملين فى الكهرباء فلا حس ولاخبر فهم متفرغون لشراء وادارة العقارات ووكالات السفر وغيرها من النشاطات التجارية ولم نسمع لهم صوتا فيما يحدث من ظلم وخراب طال الكهرباء والعاملين فيها ، ليس بعيد فى التاريخ كانت نقابة الكهرباء مع نقابات اخرى تحدد من الذى يحكم البلاد ،، نواصل
نشر بالجريدة 27 /5

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بواضح كدة انا كان عندى مشكلة فى عداد علق ثلاثة ايام حتى المشكلة اتحلت بعد واسطة والمهندس المسئول
    متدرب(مكتب الحلفايا) حدث ولاحرج متى اللامباة

  2. يا اخي اساسا كمية الكهرباء المتواضعة المنتجة في السودان لا تحتاج اكثر من الهيئة القومية السابقة و لكنه التقليد الاعمى

  3. الله ينصرك لاظهار الخراب والدمار والزلزال الذى اصاب الكهرباء
    كنا مهندسين فيها وجاءوا ناس السدود بافق مسدود وضغينة من غير سبب ودراسات فطيرة حتى ظنو بامكنهم قفل التوليد الحرارى خلال ستة اشهر.
    انه الدمار بعينة انه الخراب انه سوء الدارة سمه ماشئت
    واننى على يقين لو اردنا ان نرجع لما كانت عليه الهيئة سابقا لإحتجنا لعشرات السنين

    شردوا المهندسين الأكفاء واتو بانصاف المتعلمين واعطوهم الدرجات العليا

    الان الكهرباء في دول الحليج يديروها مهندسى الهيئة القومية للكهرباء الذين دفع فيهم السودان ودربهم حتى جاءوا المخربين واحرجوهم وركلوهم ووظفوا من يريدوهم .

    انها كارثة نتمنى من لهم ذرة غيرة على الوطن ان يحاسبوا هؤلاء,

    واحد موجوع

  4. في عهد المهندس مكاوي تمت طفرة حقيقية في قطاع الكهرباء بالتركيز على انشطة الكهرباء من توليد ونقل وتوزيع ومبيعات وتم الاستغناء من بقية الوظائف والاستعاضة عنها بتعاقدات مع جهات خدمية كالترحيل والبساتين والحراسة وغير ذلك ، كما اهتم مكاوي بتحسين شروط الخدمة للعملين حيث قاربت اجور العملين في الكهرباء اجور العملين بقطاع النفط وتم عمل خطة لمدة 25 سنة من 2005 الى 2030 يكون بنهايتها السودان القديم مغطى بالكامل بالشبكة القومية وبقدرة توليدية 20 قيقاوات ( الان لا تتعدى قدرة المحطات للتوليد 2.5 قيقاواط)وتم تنفيذ مشاريع ضخمة في محطات التوليد والشبكة القومية لنقل الكهرباء واختفت القطوعات المبرمجة بدخول محطة قري للخدمة عام 2003 وشهدت البلاد استقرارا في التيار الكهربائي.
    كل تلك الانجازات ضاعت بسبب خلافات شخصية بين مكاوي واسامة عبداللة تم على اثرها اقالة مكاوي ونزع الهيئة القومية للكهرباء من موضعها الطبيعي كهيئة تتبع لوزارة الطاقة وعمل مسخ مشوه اسمة وزارة الكهرباء والسدود ارضاء للوزير المخلوع اسامة حيث قام بتشريد اميز الخبرات والكفاءات من الكهرباء واستولى هو وعصابته على هذا المرفق الحساس وعاثو فيه فسادا وخرابا وقسم الكهرباء لخمس شركات زادت من الترهل الوظيفي والصرف الاداري وسلمت الادارات لاناس غير مؤهلين اطلاقا بل كل تأهيلهم هو الولاء الشخصي والحزبي فقط وامتلات الشركات بالمتعاقدين في فوضى تعيين لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكهرباء فكانت الحصاد المر كالآتي:
    – تشريد الخبرات والكفاءات.
    – عدم تحسين أجور العاملين.
    – تدني مستوى الخدمة وكثرة القطوعات والاعطال.
    – توقف مشاريع ضخمة مثل كهرباء الفولة وتوصيل الشبكة القومية لغرب السودان.
    – ديون هائلة على شركات الكهرباء للموردين المحليين والشركات الاجنبية.
    – لا يعرف مصير الخطة الطموحة التي وضعت وبدأ تنفيذها منذ العام 2005
    ولا حول ولا قوة الا بالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..