الدّابي.. مَنْ يمثلُ..؟ا

زمان مثل هذا
الدّابي.. مَنْ يمثلُ؟؟.
الصادق الشريف
? في هذا اليوم قمينٌ بنا الإشارة إلى بيان الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة.. الذي أصدرته حول مواقف الفريق محمد مصطفى الدابي.. مبعوث الجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في سوريا.. ورغم اختلافنا مع كثير مما يصدره علماءُ ورجالُ الرابطة.. وما يعالجون به تعقيدات أوضاع السودان.. إلا أنّ الحقَّ من المواقف لا مع الرجل.. والحقُّ معها في هذا البيان/ الموقف. ? وقبل الغوص في بيان الرابطة.. فالوضع في سوريا يراقبُ الناس ظاهره على وسائل الإعلام التي أصبحت (أنشط وأقرب).. وظاهره يعيد تكرار تساؤل الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ). ? الإعلام (أنشط) من المقدرة الإنسانية المعتادة في المراقبة.. والتي تحتاج إلى حركة جسدية تكونُ في معظم الأحيان مُحاطة بمحددات السلامة.. التي لا تحتاجها وسائل المراقبة من بُعْدٍ. ? و(أقرب) من العين الإنسانية في محدودية إبصارها.. التي تُحِدُّها المسافات ويعوذها التوثيق.. فوسائل الإعلام تعتمد على الأقمار الصناعية التي تُقرِّب الصور.. وتوثق لها في ذات الوقت. ? ومراقبة الأوضاع الإنسانية (القتالية) في سوريا.. لا تحتاجُ إلى مراقبٍ يذهب بجسده إلى هُناك.. ليقول بعد مضي أسبوعين (نحتاجُ لمزيد من الوقت لتقييم الأوضاع).. مثلما حضرت الفنانة المصرية ليلى عِلوي الى الخرطوم ومنها الى دارفور.. لتقول بكامل الدهشة (دي الأوضاع في دارفور عال العال.. ومّال ليش بيأولوا/ بيقولوا كدا؟؟). ? شهادتها كانت مجروحة.. مثلما يطعن الطاعنون في شهادة الفريق الدّابي اليوم.. ولو انّ اياً منهما إستشار محامياً أو قانونياً قبل ذاك التصريح.. لقال له (اعترف ببعض الشرِّ.. وأنكر بعضه.. لأنّ الإنكار التام سيهزم شهادتك). ? السوريون يُقتلون بدمٍ باردٍ تحت عدسات الكاميرات.. والجنرال يحتاجُ إلى مزيد من الوقت.. كما أنّ المعسكرات في دارفور ليست حدائق ترفيهية حتى يترك الناس قراهم وفرقانهم مسرعين إليها.. وتقولين (عال العال)؟؟!!. ? الجامعة العربية هي جسم إقليمي حكومي سياسي.. فشلت في أكثر القضايا التي تولتها.. لأنّ حركة الحكومات ليست بسهولة حركة الأفراد.. فالحكومات أبطأ حركة من الشعوب.. ولكن بعد الربيع العربي وتبدل القيادات (بل والأنظمة).. أحسن الناسُ الظنَّ بها.. ولكن… ? كُنّا بنقول في شنو؟؟. ? نعم.. بيان الرابطة يقول بأنّ ما يفعله الدّابي لا يعدو كونه تواطؤاً مع النظام السوري.. وفي الشرع والقانون.. من يتواطأ مع القاتل فهو شريكه.. لا ينقص وقوفه بعيداً من إثمه شيئاً. ? ما قاله بيان الرابطة هو واجب المناصرة.. ولو بالكلمة.. وواجب تغيير المنكر ولو بلسان القلم.. أضعف الإيمان. ? كان أجدر بهيئة علماء السودان.. ومن قبلها مجمع الفقه الإسلامي أن يتصديا لما يحدث في سوريا.. على الأقل ليبرئا ساحتهما أمام الله تعالى.. الذي لا ينظر إلى الخرائط الجغرافية ولا اختلاف المذاهب الفقهية.. بل ينظر إلى (أمة الإسلام).. وهو الذي سمانا كلنا (المسلمين). ولكن…!!.
التيار