أخبار السودان

الثروة الحيوانية.. بحث قضايا القطاع في إقليم الشرق

الخرطوم: علي وقيع الله

 

على وتيرة التحسس بدأت وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية بمتابعة الأداء الإداري والفني في دور وزارات الثروة الحيوانية في الولايات بهدف التقييم وتنفيذ المهام، وتعد زيارة وفد برئاسة وزيرة الثروة الحيوانية الاتحادي، حافظ إبراهيم عبدالنبي، والوفد المرافق له، هي الأولى في حكومة ما بعد إجراءات 25 أكتوبر من العام السابق، ويعتقد بعض المحللين الاقتصاديين بأنها زيارة تفقدية للوقوف الميداني على المشاكل التي تواجه الماشية والصعوبات التي تعيق تدفق الصادرات إلى السعودية، ويرى البعض أن للزيارة خصوصية لولايات الشرق وذلك للوقوف ميدانياً على واقع أوضاع الثروة الحيوانية هناك والسعي لإيجاد الحلول والخروج بمتطلبات عملية على أرض الواقع.

 

إدارات الثروة

وتفقد وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية د. الأمير جعفر سعد والوفد الفني البيطري المرافق له، إدارات الثروة الحيوانية بولاية البحر الأحمر، وقبيل الزيارة عقد اجتماعاً برئاسة الولاية بمدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية المهندس محمد عبد الله الطاهر بحضور د. انتصار حسن مدير إدارة الثروة الحيوانية ومدير معمل الأبحاث البيطرية ومدير المراعي ومدير الأسماك والمصائد ومدير هيئة بحوث الأسماك والأحياء المائية ومدير محجر بيطري سواكن، وناقش الاجتماع موقف الثروة الحيوانية والسمكية بالولاية والتحديات الماثلة التي تواجه إدارة الثروة الحيوانية وكيفية حلها، كما استعرض الاجتماع الأدوار التي تقوم بها وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية تجاه إدارات الثروة الحيوانية بالولايات.

 

تسريع الإجراءات

يقول وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية د. الأمير جعفر سعد إن مشاركة الوزارة الاتحادية تأتي للتفاكر والتباحث عن إيجاد الحلول المناسبة حسب الإمكانيات الممكنة والتي تساهم في تسريع الإجراءات بين المركز والولاية، وأكد أن اتجاه وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية لإقامة شراكات مع القطاع الخاص لدعم مشاريع التنمية في الولايات، وأشار إلى وضع دراسات واضحة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ووعد خلال جولته التفقدية بتوفير المعينات الضرورية وتدريب وتأهيل الكوارد الفنية والبيطرية بالولاية، وأعرب عن أمله في تفعيل مشاريع الأسماك وإدخال القطاع الخاص لتطوير قطاع الأسماك والأحياء المائية، وأشاد بمواصفات ميناء هيدوب لصادر الماشية وجاهزيته، وأبدى ملاحظته لوجود نواقص فنية تم الاتفاق على أن يتم تنفيذها لاستكمال جاهزية الموقع.

 

التواصل الميداني

مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية المهندس محمد طاهر أكد أهمية عملية التنسيق والمتابعة المشتركة بين الولاية والمركز، وقال إن التواصل الميداني من أجل التقييم يأتي لتلافي المعوقات ويسهم في وضع الخطط والبرامج المستقبلية الداعمة للقطاع.

إلى ذلك وعد مدير مركز الأبحاث البيطرية الاتحادي د. علي القدال خلال زيارته لمعمل الأبحاث البيطرية بتوفير جهاز الأليزا وتأهيل المعمل، وقال: سيتم توفير كل المعينات الخاص بالمعامل بالولايات لتؤدي دورها بصورة جيدة.

 

الاحتياجات الضرورية

مدير محجر سواكن د. مروة حواية الله، قالت إن الزيارة مهمة وإنها جاءت للتعرف على المحجر والوقوف على الاحتياجات الضرورية المتمثلة في توفير المياه والعمالة الفنية والبنى التحتية.

من جهته أشار مدير الأسماك والأحياء المائية المهندس حماد دكولية الوفد الفني إلى إمكانية الولاية من الأسماك والمقومات الأساسية التي تستغل في البحر الأحمر، وقال إن ساحل البحر الأحمر يمتد إلى أكثر من ٨٣٠ كيلو متر على طول البحر، وأوضح للوفد ضعف الإمكانيات والمعينات المساعدة في تنفيذ العمل بالإدارة.

مدير إدارة المراعي المهندس منال عيسى كشفت عن أن المراعي تغطي ٥٥% من مساحة الولاية وتهطل الأمطار مرتين على مدار العام، مما يشكل مرعى جيداً للماشية، ولكن الولاية تحتاج إلى توفير بذور وبرنامج لنثرها لكي تتم تغطية المساحات المستهدفة، وقالت: تحتاج المراعي إلى تأسيس مسورات وحمى رعوية.

 

خسائر كبيرة

يرى المحلل الاقتصادي الدكتور الفاتح عثمان محجوب أن زيارة وزير الثروة الحيوانية إلى ولايات شرق السودان بمعية وكيل الوزارة ورؤساء الأقسام بالوزارة لتفقد أماكن الإنتاج الحيواني، ويعتقد في حديثه لـ(اليوم التالي) أنها زيارة تفقدية للوقوف الميداني على المشاكل التي تواجه الماشية والصعوبات التي تعيق تدفق الصادرات إلى السعودية، ويعتبر أن المملكة العربية السعودية أكبر سوق للماشية السودانية، ونوه إلى أن وفداً وزارياً من الثروة الحيوانية سبق له أن زار السعودية للتفاوض حول شروط تصدير الماشية السودانية إليها بعد انتهاء أجل الاتفاقية التي كانت تنظم الصادر بنهاية العام السابق وبعدها توقف الصادر بشكل شبه كامل، وقال: هذا ما أدى لإلحاق خسائر كبيرة بالمصدرين ومربي الماشية.

 

خصوصية الزيارة

يقول المحلل الاقتصادي الدكتور وائل فهمي بدوي: يعتمد أكثر من ٦٠% من سكان ولاية البحر الأحمر على قطاع الثروة الحيوانية بما يدل على الأهمية القصوى لهذا القطاع لمواطني الولايات الشمالية، ويشير إلى خصوصية الزيارة إلى ولايات الشرق وفق ما ورد في الأبناء، للوقوف ميدانياً على واقع أوضاع الثروة الحيوانية هناك والسعي لإيجاد الحلول والخروج بمتطلبات عملية على أرض الواقع، وقال د. وائل في تصريح لـ(اليوم التالي): تعكس زيارة وفد وزارة الثروة الحيوانية لأماكن الإنتاج الحيواني بولايات الشرق اهتمام الوزارة بتطوير البنية الأساسية الضعيفة خاصة الصحية والتجميعية ومؤسسات تراحيلها خاصة لخارج السودان واللازمة لأماكن إنتاج وتحسين نسل وصحة وتصدير الثروة الحيوانية لتحسين تنافسيتها خارجياً على ما يبدو وتقليص الفاقد الناتج منها، وأكد ذلك بحكم أن الولايات الشرقية تحدها أسواق خارجية واسعة بدول كثيفة السكان (خاصة إثيوبيا) وميناء بحري يربطها بدول غنية مادياً إلى جانب أنها قبلة لملايين الحجاج الأجانب سنوياً، ولفت إلى توفر فرص عمل متنامية بسبب التطور الإيجابي بها بما يجعلها أسواقاً مهمة لهذا القطاع لتنتامى الدخول المادية لأهالي الشرق بصفة أساسية.

 

الأحداث السلبية

ويقر د. وائل بضعف التمويل وضعف القوانين والتشريعات وضعف كادر الخدمات المدنية، كما أشارت لذلك العديد من الأحداث السلبية على تصدير الماشية كان باستمرار ومنذ العهد البائد، وأكد أن أسباب رئيسة عريضة أدت لتدهور هذا القطاع الحيوي ذو الصلة بالأمن الغذائي الداخلي والإقليمي بصفة عامة وصغار المنتجين والمصدرين بصفة خاصة، وقال: قد حال هذا الوضع دون الاستفادة القصوى من موارد هذا القطاع (غير المهربة للخارج) بما يتطلب اهتماماً قومياً من قبل المراكز الاتحادية ذات الصلة بالقطاعات الأخرى بما في ذلك القانوني (الفاعل) والأمني المانع للتهريب والكهرباء والمياه العذبة والطرق والجسور وغيرها، وتابع قائلاً: فهو مجهود غير مقتصر فقط على وزارة الثروة الحيوانية بلغة التخطيط السليم.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..